الفاشر: التحول
أعلنت قوات الدعم السريع، عن استعادتها السيطرة على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور فجر اليوم الأحد، بعد 24 ساعة من إعلان الجيش السوداني والقوات المشتركة السطرة عليها.
واتهمت “الدعم السريع” في بيان على لسان الناطق الرسمي تحصلت عليه صحيفة “التحول”، القوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح الموقعة على إعلان اتفاق سلام جوبا والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، بارتكاب ما سمته بعمليات تطهير عرقي بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق.
وقال إن القوة المشتركة تعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة.
واعتبر البيان أن استهداف المدنيين في مناطق تخلو من الأهداف العسكرية، يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأهاب الناطق الرسمي بجميع المنظمات الإقليمية والدولية خاصة منظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الممارسات التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء ومحاولات الحركات المسلحة تحويل الصراع إلى صراع قبلي لخدمة أجندة من سماه بـ “الجلاد”.
لا أساس لها من الصحة:
إلا أن عضو اللجنة الإعلامية للقوة المشتركة جوليوس عيساوي أصدر بياناً فند فيه ماجاء في بيان المتحدث باسم قوات الدعم السريع، استرداد قاعدة الزرق العسكرية واعتبر أنها لا أساس لها من الصحة وانما محاولات من قوات الدعم السريع بغرض التغطية على الهزيمة عبر تشكيل رأي عام مزعوم.
وقال إن قاعده زرق العسكرية اسستها مليشيات الجنجويد في العام 2017م واتخذت منها قاعدة عسكرية كبري ومنطقة تشوين ومخازن إمدادات عسكرية و لوجستية لقواتهم على امتداد إقليم دارفور.
واعتبر أن استهداف قاعدة زرق جاء لعدة أغراض ووفق معلومات دقيقة عن وجود أسلحة دمار شامل و أسلحة حديثة ونوعية متطورة بغرض إسقاط مدينة الفاشر التي كسرت عضم ظهر قوات الدعم السريع مشيراً إلى أن بعد سقوطها ستقوم قوات الدعم السريع و حاضنتها السياسية تقدم بتشكيل حكومة موازية بمناطق سيطرتها.
ونفى ما أوردته قوات الدعم السريع في بيانها باستهداف القوة المشتركة للمدنيين و المرافق العامة بزرق معتبراً إنها محض كذب و افتراء، وقال إذ انه من المألوف لا وجود للمدنيين بالمقرات والقواعد العسكرية كما أن القوة المشتركة ليست من شيمها الاعتداء على العزل او المرافق العامة و دخول أمدرمان التي قادها الشهيد د. خليل إبراهيم شاهدها التاريخي في القيم والأخلاق والمبادئ.
ارتكاب انتهاكات:
من جهته بث القيادي والمستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق على حسابه الخاص في منصة “إكس” على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يبين حرق المستشفى والسوق بمنطقة الزرقة.
وقال في منشور سابق في ذات المنصة قبل استعادة قواته السيطرة على المنطقة: إن منطقة الزُرق بشمال دارفور ليست قاعدة عسكرية كما يدعي حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان.
وأضاف قائلاً: بأنها مدينة يسكنها مدنيين وليست قاعدة عسكرية، الخطوة الإنتحارية التي أقدمت عليها الحركات المسلحة بمهاجمة مدينة الزُرق وارتكابها إنتهاكات ضد المدنيين،سوف تدفع الحركات ثمناً غالياً على هذه الخطوة.
واعتبر طبيق أن هجوم الحركات المسلحة، جيش تحرير السودان بقيادة حركة مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وزير المالية، الغرض منه التطهير العرقي وتابع قائلاً: ” والدوافع العنصرية، تنفيذا لأجندة جلاديهم والدولة القديمة لضرب النسيج الإجتماعي بدارفور والإنتهاكات التي إرتكبتها هذه الحركات من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وحرق السوق والمستشفى والمرافق الخدمية يعتبر جريمة حرب وتصفية عرقية مكتملة الأركان”.
خمسة ساعات من القتال:
وكان حاكم إقليم دارفور، المشرف العام للقوة المشتركة مني أركو مناوي، قد قال: “إن قوات الدعم السريع” خسرت خط إمداد رئيسي بليبيا، مع فقدانها لبلدة “الزرق”، الواقعة في شمال دارفور.
وأضاف في تصريحات لصحيفة “سودان تريبيون”، أمس السبت، إن “معارك شرسة خاضتها القوة المشتركة بشمال دارفور، استمرت 5 ساعات، وانتهت بإزالة كافة الارتكازات التي نصبتها “الدعم السريع” لحماية قاعدة الزرق”.
وتابع مشيرا إلى أن “منطقة “الزرق” اغتصبتها “قوات الدعم السريع” في عام 2017، بتوجيه ودعم من نظام الرئيس السابق، عمر البشير”.
وكان الجيش السوداني والقوة المشتركة أعلنا أمس السبت، عن بسط سيطرتهم على قاعدة “الزرق” بولاية شمال دارفور.
وأضاف الجيش السوداني، في بيان، أنه تمكن كذلك من “السيطرة على عدد مقدر من المركبات القتالية في “الزرق”، فضلا عن كمية من مواد تموين القتال، وقتل العشرات ومطاردة عناصر قوات الدعم السريع بعد هروبهم منها”.
وتتخذ قوات الدعم السريع من بلدة “الزرق” الواقعة في شمال دارفور، قاعدة عسكرية استرتيجية، إذ بدأت منذ عام 2017، في إنشاء مشاريع بنى تحتية ضخمة في المنطقة، شملت مستشفيات ومدارس، فضلا عن معسكرات ضخمة لقواتها، كما أنها شرعت في إنشاء مطار في البلدة.
من جهتها قالت القوة المشتركة في بيانها أمس عقب اقتحامها للمنطقة إنها تمكنت من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل وختاماً بتحرير قاعدة الزرق (هاء مي) العسكرية ومطارها الحربي.
منطقة استراتيجية:
وأوضحت أنها حررت صباح أمس السبت الموافق 21 ديسمبر 2024 مناطق قاعدة بئر مرقي، بما فيها المطار العسكري، ثم السيطرة على قواعد بئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم، وصولاً إلى القاعدة الكبرى الزرق (هاء مي) العسكرية.
وقالت إنها خلفت 700 من منسوبي الدعم السريع مابين قتيل وجريح، وتم أسر عدد كبير منهم. وتدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، والسيطرة علي عدد كبير من الآليات سليمة ومتنوعة بالتسليح و الانتاج، بالإضافة إلى السيطرة على خمس قواعد عسكرية، بما فيها مطارين عسكريين. ويجري الآن فحص وحصر بقية المكاسب الإستراتيجية على مستوي القواعد والمطارات.
وقطعت بأن هذه القواعد العسكرية ظلت تمثل شرياناً لتهريب الأسلحة والمرتزقة من الدول المجاورة إلى داخل السودان، كما كانت تستخدم لتأمين الوقود والأسلحة المهربة لدعم قوات الدعم السريع.
واعتبرت أن هذه المناطق شكلت نقطة إنطلاق لعمليات عسكرية ضد الأبرياء في جنوب الفاشر، معسكر زمزم، قري الجزيرة، ودار زغاوة و لقد مكنت هذه القواعد قوات الدعم السريع من إرتكاب جرائم إبادة جماعية وتشريد الملايين.
وقال منذ تأسيس الدعم السريع في عام 2013، طالبت قيادات آل دقلو بالإستيلاء علي أراضٍ واسعة تخص السكان الأصليين في منطقة الزرق ووادي هور لتأسيس مستوطنة خاصة بهم. وأوضحت أنه في عام 2017، وبدعم من نظام المؤتمر الوطني، تم تهجير أكثر من 140 ألف من سكان المنطقة قسرياً، وبناء مستوطنة خاصة بعوائل قادة الدعم السريع علي أراضيهم، وتعيين جمعة دقلو عمدة على المنطقة غصباً عن إرادة أهلها.
وأوضح بيان القوة المشتركة بأن الدعم السريع استغلت الموقع الإستراتيجي لمنطقة الزرق قرب مثلث الحدود السودانية، الليبية، التشادية، لبناء أكبر قاعدة عسكرية في الصحراء الكبرى. وقال إن مستوطنة الزرق وقاعدتها العسكرية أصبحت معقلاً رئيسياً للدعم السريع.
ودلل على ذلك بأن قائد الدعم السريع نفسه يكفي أنه قام بأول تصريح له بتهديد الشعب السوداني وإختطاف الدولة من نفس القاعدة كما أن جميع الحشود العسكرية و الأسلحة التي تم نقلها للعاصمة في الشهور التي سبقت حرب 15 أبريل كانت مصدرها قاعدة الزرق العسكرية.