كسلا – الفاشر: التحول
شهد إقليم شرق السودان تطورًا عسكريًا خطيرًا خلال الساعات الماضية، حيث شنّت قوات الدعم السريع هجمات متتالية بالطائرات المسيّرة على مطاري بورتسودان وكسلا، في تصعيد يُعدّ الأول من نوعه ضد ما يُعتبر مناطق نفوذ للجيش السوداني والحكومة المؤقتة.
وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، أعلنت مصادر ميدانية تصدي الدفاعات الأرضية للجيش السوداني لتسع مسيّرات حاولت استهداف مطار كسلا الدولي، مؤكدة إسقاط أربع منها، فيما أصابت البقية مواقع متفرقة داخل المطار دون وقوع خسائر بشرية، بحسب ذات المصادر.
تصعيد متزامن واستراتيجية جديدة
الهجوم على مطار كسلا لليوم الثاني جاء بعد ساعات من استهداف مطار بورتسودان الدولي بخمس مسيرات انتحارية، ما يشير إلى تحول نوعي في استراتيجية الدعم السريع عبر نقل المعركة إلى العمق الشرقي، وتحدي الخطوط الدفاعية للجيش خارج جبهات العاصمة ودارفور.
وتتمركز الحكومة السودانية، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في مدينة بورتسودان منذ سقوط الخرطوم، ما يجعل من استهداف المطار هناك رسالة عسكرية وسياسية مزدوجة.
لكن في المقابل، فإن نجاح الدفاعات الجوية في كسلا وبورتسودان في التصدي لجزء من الهجمات، يعكس أيضًا يقظة الجيش وتطوره في التعامل مع هذا النوع من التهديدات. وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان قد توعد بوقف هجوم المسيرات وقال “قريباً لن تسمعوا بالمسيرات تهاجم المرافق الخدمية”.
وردد عدد من قيادات الجيش تصريحات عن حصول الجيش لعتاد حربي جديد وأسلحة متطورة يمكن أن تحسم المعركة لصالحهم.
وشنت قوات الدعم السريع أمس هجوماً بالطائرات المسيرة على مطار كسلا استهدفت مستودعاً للوقود، فيما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني أمس واليوم هجوما على مطار نيالا ودمر طائرة من طراز “بوينغ” يعتقد بأنها محملة بأجهزة حديثة وعتاد حربي بينما أقر الناطق الرسمي بإسم قوات الدعم السريع بتدمير الطائرة لكنه قال إنّها كانت محملة بمواد طبية، وأعلن عن مسؤوليتهم في استهداف مطارات الشرق وتوعد بالاستمرار في بمهاجمة المواقع الحيوية، وأهاب بالمواطنين بالتحلي باليقظة واتخاذ التدابير اللازمة.
رعب في الأحياء وعمليات نهب ليلية
في سياق متصل، أفاد شهود عيان من مدينة كسلا بسماع دوي انفجارات عنيفة عقب صلاة الفجر غرب المدينة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، وسط تداول معلومات عن نشاط إجرامي مواكب للهجمات، تمثّل في سرقة محولات وكابلات كهرباء من “ساقية د. عباس” العريقة، إضافة لنهب مواشي في أحياء الرملة والشيخ الأمين الصادق.
