الخوي: التحول
أعلنت قوات الدعم السريع اليوم، الخميس، أنها أكملت سيطرتها على خمسة مناطق استراتيجية في ولايتي جنوب وغرب كردفان، في تطور جديد قالت إنه يمثل “نقطة تحول حاسمة” في الصراع الدائر مع الجيش السوداني. في المقابل نفت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي، ذلك، مشيرة إلى أن قوات الدعم حاولت الهجوم على الدبيبات من بوابتها الشرقية إلا أن قوات الجيش تصدت لها.
وعدت قوات الدعم السريع بيان صادر اطلعت عليه صحيفة “التحول” سيطرتها على مناطق (الدبيبات والحمادي) الاستراتيجية في جنوب غرب كردفان، و(الخوي وأم صميمة) بغرب كردفان بجانب منطقة كازقيل جنوب الأبيض، بأنه تطوراً استراتيجياً وإنجازاً ميدانياً بالغ الأهمية، كما اعتبرته نقطة تحول حاسمة في سير المعارك، لما يحمله من دلالات كبرى وانعكاسات مباشرة على ميزان القوة في معركة تحرير الوطن من الجيش السوداني.
تدمير متحرك “الصياد”:
وذكر بيان قوات الدعم السريع أن قواتها خاضت معارك ضارية فجر الخميس مع الجيش السوداني، بعد أيام من الهدوء، تمكنت خلالها من تدمير “متحرك الصياد” والقوات المشتركة التابعة للجيش السوداني والقوات المتحالفة معه وقالت إنها ألحقت بهم خسائر فادحة تجاوزت 800 قتيل، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية ثقيلة والاستيلاء على العتاد والمعدات.
وبحسب البيان، فإن هذه العمليات تأتي ضمن “خطة السيطرة على كافة مناطق كردفان” وإعلان ما وصفته قوات الدعم السريع بـ”بزوغ فجر السودان الجديد” القائم على مبادئ الحرية والعدالة والسلام، وفق تعبيرها.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه مناطق جنوب وغرب كردفان معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف متزايدة بشأن الأوضاع الإنسانية وتزايد موجات النزوح جراء تدهور الوضع الأمني والإنساني.
مناوي ينفي السيطرة على الدبيبات:
في المقابل نفت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي، ذلك، مشيرة إلى أن قوات الدعم حاولت الهجوم على الدبيبات من بوابتها الشرقية إلا أن قوات الجيش تصدت لها.
و أعلن رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أمس الخميس، صدّ القوات المشتركة والجيش، هجوم للدعم السريع، على مدينة الخوي في ولاية غرب كردفان (جنوب) كما نفى استعادة قوات الدعم السريع، منطقة الدبيبات جنوب كردفان.
وأضاف في تدوينة على صفحته الرسمية في منصة “فيسبوك”: أن “تصدي قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة لميليشيا الدعم السريع اليوم “(أمس) “الخميس” في مدينة الخوي، يجعلهم يندمون على اليوم الذي حاولوا فيه الهجوم على الخوي”.
وبثت عناصر من الجيش والقوات المشتركة مقاطع “فيديو” مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توضح انتشارهم داخل الخوي.
بالتزامن استهدفت قوات الدعم السريع بالمسيرات الانتحارية مواقع الجيش السوداني في مدينتي الخوي في غرب كردفان والحمادي في جنوب كردفان.
وفي 11 مايو/ أيار الجاري، أعلن الجيش استعادته السيطرة على الخوي من الدعم السريع.
إلى ذلك اتهم مناوي قوات الدعم السريع بحرق مخازن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور جراء القصف المدفعي عليه.
وفي 23 مايو/ أيار الجاري، أعلن الجيش السوداني استعادة مدينة الدبيبات جنوب كردفان، والسيطرة عليها بشكل كامل، الأمر الذي تسبب في قطع أحد طرق الإمداد الهامة لقوات الدعم السريع عبر ولايات كردفان وامتدادها إلى دارفور، حيث تعد المدينة ملتقى طرق هاما يصل ولايات كردفان ودارفور.
وتعتمد قوات الجيش على الطريق الممتد من العاصمة الخرطوم وسط البلاد إلى ولايات كردفان، وامتدادها نحو إقليم دارفور غربي البلاد، حيث تتقدم قواتها نحو مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور- آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور- المحاصرة منذ مايو/ أيار الماضي.
وفي وقت تحتدم المعارك في ولايات كردفان، تواصل قوات الدعم السريع حصارها على مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد.