بورتسودان: التحول
أعلن وزير التربية والتعليم المكلف د. أحمد خليفة، أمس، السبت عن انعقاد امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة بفعل الحرب في موعدها المحدد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وأن الجالسين للامتحانات يبلغ عددهم (343 ألف و644) طالب وطالبة في (2300) مركز داخل وخارج السودان بنسبة بلغت 83% ويجلس الطلاب للامتحان علي غير العادة داخلياً وخارجياً عند الساعة الثانيه والنصف ظهراً، في وقت توالت الانتقادات على الإجراءات التي ستحرم الآلف من حقهم في الجلوس للامتحانات.
وقال د. احمد خليفه عمر وزير التربية والتعليم أن الوزارة أكملت استعداداتها لقيام الامتحانات في الوقت المحدد وتم تسليم ارقام الجلوس لكل الولايات، عدا الخرطوم التي ينتظر أن تتسلمها خلال اليوم نظراً لزيادة أعداد الطلاب بعد دحر المليشيا في بحري وبعض مناطق امدرمان منوهاً إلي وجود ارقام احتياطية لكل الولايات لتمكين كافة الطلاب الراغبين من أداء الامتحان.
وكانت قوات الدعم السريع التي تسيطر على مناطق واسعة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى، رفضت عقد الامتحانات، ووصفت الخطوة بأنها تأتي ضمن سياسات مدروسة تهدف إلى تقسيم البلاد، وحرمان عشرات الآلاف من الطلاب في مناطق القتال. كما رفضت تشاد إقامة الامتحانات على أراضيها باعتبارهم لاجئين.
و أوضح الوزير في منبر وكالة السودان للأنباء في العاصمة الإدارية المؤقتة في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، أن هناك مساعي جارية لحل مشكلة الطلاب السودانيين في تشاد وقال أنهم جاهزون لإيصال الامتحانات والمراقبين حال تكللت المساعي الحكومية والشعبية في حل الاشكال.
تأمين الامتحانات:
واكد الوزير أن الامتحانات مؤمنة تأمين كامل من دخولها المركز وحتي إعلان النتيجة مشيىراً إلي أن الأجهزة الأمنية وعلي طول مسيرة الامتحانات ظلت تقدم خدماتها حتي بات الأفراد خبراء في مجال تأمين وسير الامتحانات .
وأشار الوزير إلي أن الامتحانات ستقام في 12 ولاية نزح إليها عدد من الطلاب الوافدين من الولايات الأخرى بلغ (120 ألف 721) وافد في (49) مركز بينما بلغ عدد الطلاب الممتحنين في الخارج ( 46 ألف 553 ) منهم 27 الف طالب في مصر فيما بلغ عدد المراكز (2300) وعدد المراكز داخل وخارج السودان (59 ) منها خارجي منها (25) في مصر.
وقطع الوزير بعدم اقصاء طلاب دارفور وتابع قائلاً: “لم نظلم الطلاب في إقليم دارفور أو غيره، بل إن هناك 35 % من الطلاب الممتحنين وافدون. وأن عدد الطلاب النازحين بنسبة 100 % في ولايتي القضارف ونهر النيل”. وأضاف:”استطعنا تلبية رغبة 67 % من الطلاب الذين سجلوا للامتحانات قبل الحرب”.
وقال خليفة إن الحكومة التشادية لا تزال متمسكة بعدم إقامة امتحانات الشهادة السودانية على أراضيها، بحجة أنهم لاجئون وعليهم دراسة المنهج التشادي، ما تسبب في حرمان 13 ألف طالب وطالبة من الجلوس للامتحانات، مؤكداً جاهزية الوزارة لإرسال الامتحانات حال وافقت دولة تشاد.
وذكر أن أوراق الامتحانات تمت طباعتها داخل السودان بجودة عالية وبأجهزة حديثة ومتقدمة في وقت وجيز لم يتجاوز 15 يوماً.
وحذرت لجنة المعلمين السودانيين في بيان سابق من أن أكثر من 60 % من الطلاب المؤهلين للجلوس للامتحانات سيحرمون منها، وعلى وجه الخصوص في دارفور وكردفان الكبرى، وأجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى تعاني من انعدام الأمن.
وتقول منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) إن عدد الطلاب خارج التعليم بسبب استمرار الحرب يقدر بنحو 12 مليوناً في مراحل دراسية.
عدم المساواة:
وحذرت سفارات كل من كندا والمانيا وبريطانيا لدى السودان من إن تنظيم امتحانات الشهادة السودانية يوم 28 ديسمبر في أجزاء معينة من السودان، من شأنه أن يؤدي إلى توسيع فجوات التعليم وعدم المساواة بين الأطفال في السودان.
وعبرت سفارات الدول الثلاث في بيان مشترك، أمس السبت، اطلعت عليه صحيفة “التحول” عن قلقها إزاء المخاطر المرتبطة بنقل الأطفال إلى امتحانات الشهادة السودانية، مشيرةً إلى أن هذا القرار قد يؤدي إلى تنقل غير آمن للطلاب عبر خطوط الصراع. وهذا من شأنه أن يعرض سلامتهم لخطر شديد.
ودعت جميع أطراف النزاع بشكل عاجل إلى تمكين وتسهيل المرور الآمن للطلاب للامتحانات المقرر إجراؤها في 28 ديسمبر 2024. مبينة أن الطلاب يتنقلون بالفعل للوصول إلى الامتحانات في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية.
وتعقد الحكومة امتحانات الشهادة في ولايات تقع تحت يسيطرتها، بينها أربع ولايات بصورة كاملة، كسلا والقضارف والبحر الأحمر والشمالية، بينما تنعقد في مناطق محدودة دا ولايات نهر النيل والنيل الابيض وسنار والجزيرة والخرطوم وولايات كردفان، بينما خلت ولايات دارفور من اي مركز للامتحانات ما تسبب في حرمان أعداد كبيرة من الطلاب من الجلوس للامتحانات.
ومنعت قوات الدعم السريع طلاب مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض من مغادرة المنطقة للالتحاق بمراكز خارجية للجلوس للامتحانات.