spot_img

ذات صلة

جمع

من أهداف حرب السودان … قتل ثورته 

د. الشفيع خضر سعيد رغم الظرف الخاص غير المواتي، نتناول...

مبادرة الحزب الشيوعي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح

د. صديق الزيلعي أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني...

جبهة موحّدة لإيقاف الحرب : الفريضة الحاضرة..!

د. مرتضى الغالي نأمل ألا تكون هذه هي الصيحة...

سفير السودان لدى موسكو: لم نرفض استضافة قاعدة عسكرية روسية

موسكو: التحول أعاد السفير السوداني لدى موسكو، الثلاثاء، الجدل حول...

انهيار آلاف المنازل بسبب الفيضان بمناطق واسعة في السودان ومخاوف من كارثة إنسانية

الجزيرة أبا: التحول

أدى تعطل سد جبل أولياء  الذي يبعد 40 كيلومتراً عن العاصمة السودانية الخرطوم نتيجة تداعيات الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” إلى فيضانات اجتاحت مناطق واسعة في ولاية النيل الأبيض جنوب البلاد.

ولا يزال حجم الأضرار غير واضح حيث تم عزل العديد من البلدات والقرى بسبب استمرار تدفق المياه لليوم الخامس على التوالي.

وغمرت المياه بمستويات مرتفعة تجاوزت المتر منطقة “الجزيرة أبا” وقرى ريفية أخرى، مما أثار مخاوف من احتمال غرق جميع مناطق الولاية وحدوث كارثة إنسانية كبيرة. وذلك وفقاً لتقارير حكومية رصدت تدفق كميات كبيرة من المياه من بحيرة فكتوريا في أوغندا ومن منطقة أعالي النيل في جنوب السودان، والتي تصب مباشرة في النيل الأبيض، وهو الفرع الثاني الذي يغذي نهر النيل.

نداء إلى الجنرالين:

تعرض جسم السد خلال الأشهر الماضية لعدة غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي التابع للجيش، وذلك بهدف قطع الإمدادات العسكرية عن “قوات الدعم السريع” التي تسيطر على منطقة السد. وجه وزير الشؤون والأوقاف الدينية السابق، نصر الدين مفرح، وهو من سكان “الجزيرة أبا”، نداءً إلى قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح بوابات خزان “جبل الأولياء” لتخفيف ضغط المياه وإنقاذ أرواح السكان.

قال مفرح في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية: «لقد علمنا أن الموظفين غادروا المنطقة بعد الضربة التي تعرض لها جسر السد في سبتمبر الماضي، وأن المهندسين المحليين قد أرسلوا سابقاً تنبيهاً لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان بضرورة عودة الموظفين والفنيين لمراقبة السد، لكنها لم تتخذ أي إجراء حتى حدثت الكارثة». ذكرت مصادر أن البوابات الرئيسية للسد تعمل بشكل سليم ويمكن تشغيلها، ولكن هناك حوالي 40 بوابة أخرى تُستخدم في حالات الطوارئ بحاجة إلى موظفين لتشغيلها لتصريف المياه، وفقًا للقواعد المعمول بها، بشكل دوري وسنوي.

 أشار مفرح إلى أن الإحصاءات الأولية تظهر أن أكثر من 6 آلاف منزل قد دُمّر، بالإضافة إلى انقطاع خدمات الكهرباء والمياه، واختلاط المياه بمخلفات الصرف الصحي التي تُستخدم في تلك المناطق. وقد أدى ذلك إلى تسجيل أكثر من 60 حالة إصابة بمرض الكوليرا، مما أثار مخاوف من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة.
كشفت مصادر صحية بحسب، راديو دبنقا، إن مستشفى الجزيرة أبا استقبل يوم الثلاثاء 20 حالة إصابة جديدة بالكوليرا ليرتفع العدد الكلي للمنومين بالمستشفى إلى 37 حالة من بينهم أربعة أطفال.

وكانت مصادر طبية أكدت يوم الاثنين وفاة 4 حالات وتسجيل أكثر من 90 إصابة بالكوليرا في الجزيرة أبا.

مواطنين ينزحون إلى مناطق أخرى بحثاً عن مراكز إيواء بعد زحف مياه فيضان النيل الأبيض على منازلهم ـ مواقع التواصل الاجتماعي


الاستعانة بالصليب الأحمر:

وأضاف أن الفيضانات أثرت بدرجات متفاوتة على العديد من المنازل في الأحياء الغربية والشرقية في “الجزيرة أبا”، كما أدت المياه إلى غمر الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بالمناطق الأخرى، والذي يواجه خطر الانجراف إذا ارتفعت مستويات المياه، مما سيعزل المنطقة بالكامل ويجعل من الصعب مغادرتها. وأشار مفرح أيضاً إلى أن الفيضانات قد غمرت جميع المناطق الزراعية في ذروة الموسم الشتوي، الذي يعتمد عليه الكثير من المزارعين لتأمين لقمة عيشهم من محاصيل القمح. وأوضح الوزير السابق أن “قوات الدعم السريع” حاولت فتح بوابات الخزان، لكن العيوب ونقص الصيانة لفترات طويلة، بالإضافة إلى الأضرار الناتجة عن الغارات الجوية، حالت دون ذلك. وأضاف أن الحل الوحيد لتجاوز هذه الأزمة هو إجراء تنسيق بين الطرفين المتحاربين عبر الصليب الأحمر لإحضار فنيين لفتح بوابات السد. يصل عدد سكان منطقة “الجزيرة أبا” إلى حوالي 90 ألف نسمة، وقد استقبلت في الأشهر الماضية أكثر من 20 ألف نازح. وقد تسبب الفيضانات في نزوح آلاف الأشخاص بعد غرق المنازل وتشريد الأسر، وسط تحذيرات من احتمال انهيار وشيك لخزان “جبل الأولياء”، مما قد يؤدي إلى أضرار كبيرة أيضاً في العاصمة الخرطوم.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية بحسب، راديو دبنقا، غرق مساحات شاسعة بالمياه في الجزيرة ابا حيث ارتفع منسوب المياه ليغطي مساحات على مسافة كيلومتر غرب الجزيرة وعلى مسافة ٥٦٢ متر من الناحية الشرقية للجزيرة. ووفقا لمواطنين من الجزيرة أبا فقد تضررت 80 في المائة من المساحات المزروعة، كما غمرت المياه خلال الأيام الماضية حي الإنقاذ الغربي بأكمله وكذلك تضررت نحو 20 من أحياء المدينة

من جهتها، أفادت “قوات الدعم السريع” بأنها تتابع “بقلق شديد تطورات الفيضان نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنية السد جراء الاستهداف المتكرر بالقصف الجوي من الطيران الحربي” التابع للجيش السوداني، والذي “نفذ 70 غارة جوية” منذ أن استولت قواتها على المنطقة العسكرية في “جبل الأولياء”.

وأشارت في البيان إلى أنها استعانت بخبراء فنيين “لحل بعض المشكلات، مما ساهم في تسهيل انسياب المياه، لكن المشكلة عادت بشكل أكبر في الموسم الحالي، رغم جهود الفرق الفنية للتعامل مع الوضع”. كما اتُهم الجيش السوداني بـ«إزالة جميع المفاتيح وكابلات بوابات الخزان قبل انسحابه من منطقة جبل الأولياء، وتنفيذ ضربات جوية بشكل متكرر بهدف تعطيله عن العمل».
في ذات السياق في سياق متصل، أوقفت إدارة مياه الشرب بمحلية الجزيرة أبا، يوم الثلاثاء، عمليات تشغيل محطة المياه الرئيسية، وشرعت في تفكيك الطلمبات والموترات والانفيرترات التابعة للمحطة، في خطوة تهدف إلى نقل المعدات إلى موقع آمن، وفقاً لما أفادت به مصادر محلية.وتُعد محطة المياه في الجزيرة أبا من المرافق الحيوية التي تخدم آلاف السكان في المنطقة، حيث يعتمدون عليها لتلبية احتياجاتهم من مياه الشرب والاستخدام اليومي.
اتهام الدعم السريع:

spot_imgspot_img