بورتسودان: التحول
أعلنت غرفة طوارئ أمبدة مقتل (120) مدنياً وإصابة نحو 300 آخرين حسب الحصر الاولي للضحايا إثر قصف عشوائي لم تحدد مصدره على منطقة دار السلام في منطقة أمبدة بمدينة أم درمان بولاية الخرطوم. في وقت دعا رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى ضرورة التقيد بالقانون وعدم أخذ الحق باليد، مؤكدًا أن العدالة يجب أن تُمارس عبر الأجهزة القضائية المختصة وليس بطرق فردية.
وقالت الغرفة في بيان، يوم الإثنين، إن هناك شُحا كبيرا في الإمدادات الطبية المتعلقة بأدوية الإسعافات الأولية، مع وجود عدد كبير من المصابين تتفاوت درجات إصاباتهم.
وخلال مخاطبته حشداً جماهيرياً بمدينة بورتسودان العاصمة الادارية المؤقتة بولاية البحر الأحمر، الثلاثاء، طالب البرهان المواطنين الذين تعرضوا لانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أو غيرها، بعدم أخذ الحقوق بأنفسهم وعدم تنفيذ القانون بأيديهم.
ودعا البرهان، إلى ضرورة تسليم كل من شارك فيما وصفها بالمجازر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة إلى السلطات المختصة، وأضاف “نحن لسنا مليشيا نحن جيش لدينا قانون ولوائح”.
وأضاف قائد الجيش السوداني “عهدنا مع الشعب السوداني بأننا لن نتوقف ولن يهدأ لنا بال إلا بعد القضاء على هذا السرطان” حسب تعبيره.
وناشد البرهان، قيادات الإدارة الأهلية بدعوة أبنائهم إلى الاحتكام لصوت العقل والانسلاخ من قوات الدعم السريع، مؤكداً بأن الوطن يسع الجميع، على حد قوله.
وحيا رئيس مجلس السيادة الشهداء الذين بذلوا النفس والنفيس ومهروا دمائهم غالية في سبيل الوطن ووحدته وتحقيق الانتصارات وصوناً لسيادة السودان ، كما حيا الشعب السوداني وصموده في وجه هذه المليشيا الإرهابية وقال “حديثنا معهم قدام “.
وقال أن كل من يضع السلاح ويعود إلى رشده ويعود لحضن الوطن سنقول له مرحبا بك، وتابع قائلا “اليوم سلمت مجموعة كبيرة نفسها ورحبنا بها”.
وهنأ البرهان مواطني ولاية الجزيرة والشعب السوداني قاطبة بتحرير مدينة ود مدني عاصمة الولاية، وأشاد ببسالة القوات المسلحة في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور والتي تشهد حصارا وقتالاً ضارياً منذ شهور مع الجيش والقوات المتحالفة معه من جانب وقوات الدعم السريع من جانب آخر.
وقطع البرهان بأن مواطني ولاية الخرطوم سيعودون قريبا إلى ديارهم في إشارة إلى قرب استعادة الجيش لكامل الولاية. كما سيرجع كل المواطنين إلى ديارهم وقال عهدنا مع الشعب السوداني ولن يهدأ لنا بال إلا بالقضاء على هذه “المليشيا المتمردة ودحرها”.
وقال رئيس المجلس السيادي إن الانتصارات ستتواصل ولن تتوقف الحرب إلا بالقضاء على هذا العدو، مطالباً المواطنين الذين تعرضوا للانتهاكات من مليشيا آل دقلو الإرهابية بعدم أخذ الحقوق بأنفسهم وعدم تنفيذ القانون بأيديهم وتسليم كل من شارك في هذه الجرائم للسلطات المختصة، وقال “نحن قوات مسلحة نظامية نتعامل وفق القوانين والأعراف الإنسانية ولسنا مليشيا”.
وأشار إلى استمرار المعارك العسكرية فى كافة المحاور ، داعياً كل من حمل السلاح الاستجابة لنداء الوطن، وقال “كل من ترك السلاح نرحب به ” مناشداً رجالات الإدارة الأهلية بدعوة أبنائهم إلى الاحتكام إلى صوت العقل والانسلاخ من هذه المليشيا الإرهابية” مؤكداً أن الوطن يسع الجميع.
تحقيق دقيق:
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية السودانية عن إجراء تحقيق دقيق في حادثة مقتل عدد من المواطنين في منطقة “كمبو طيبة”، واصفة اياها بالحادثة المعزولة.
وأكدت الخارجية السودانية في بيان، أن المسؤولين عن الحادثة “سينالون جزاءهم العادل”.
وكشفت الوزارة عن صدور توجيهات عليا صارمة لأجهزة حفظ الأمن وإنفاذ حكم القانون باتخاذ كل ما يلزم لضمان عدم تكرار مثل هذه الالية والتعامل الحاسم مع أي بوادر من هذا القبيل للقضاء عليها في مهدها، وفقاً لنص البيان.
وجددت الخارجية السودانية تأكيد التزام حكومة السودان وجميع أجهزتها بحكم القانون ومبادئ القانون الدولي الإنساني وعدم التسامح أو التساهل مع أي انتهاك لهذه القواعد أو اعتداء على الأبرياء وأخذ القانون باليد، بحسب نص البيان.
في حتام جولة إفريقية:
وأنهى رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان جولة إفريقية لأربعة دول ابتدرها منذ يوم الأحد إلى كل من مالي وغينيا بيساو والسنغال واختتمها الثلاثاء بجمهورية موريتانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.
وهدف البرهان من خلال تلك الجولة إلى التأثير على الاتحاد الإفريقي بزيارة دول مشابهة لحالة السودان مرت بإنقلابات عسكرية بمافيها موريتانيا رئيسة الاتحاد الإفريقي.
وفي ذات الوقت أطلع البرهان تلك الدول بالترتيبات الجارية لإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية وتشكيل حكومة مدنية وتعيين رئيس مجلس وزراء مدني وفاءً لمتطلبات وشروط الاتحاد الإفريقي لفك تجميد عضوية السودان بالتكتل الإقليمي والذي تم في أعقاب انقلاب 25 أكتوبر 2021م.
وكان قد عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي محمد ولد الشيخ الغزواني، جلسة مباحثات ثنائية مساء امس بالقصر الرئاسي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وتم خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما تطورات الأوضاع في السودان.
وقدم رئيس المجلس السيادي شرحاً لرئيس الاتحاد الأفريقي حول مآلات وتطورات الأوضاع فى السودان في أعقاب تمرد قوات الدعم السريع ضد الدولة السودانية ومؤسساتها، وقال “إن السودان يواجه مؤامرة تحيكها أطراف دولية وإقليمية، للنيل من وحدته وعزته، مؤكداً أن الشعب السوداني سيقف في وجه هذه المؤامرة لإفشال هذه المخططات”. مبيناً أن “الدعم السريع” ارتكبت جرائم وإبادة جماعية بحق الشعب السوداني وتجاوزت كل الأعراف الإنسانية.
وأشاد البرهان بالدور البارز الذي يلعبه الرئيس الموريتاني رئيس الاتحاد الأفريقي في دعم السودان في المحافل الإقليمية والدولية. مؤكداً على متانة العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، وقال ” سنعمل على تعزيزها وتطويرها لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين”، مشدداً على أهمية هذه العلاقات في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.
من جانبه ،عبر الرئيس الموريتاني رئيس الاتحاد الأفريقي ، عن بالغ ترحيبه وإعتزازه بزيارة رئيس مجلس السيادة ، مؤكدا أن الزيارة تعبير عن مستوى العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وأكد الغزواني دعم بلاده لأمن واستقرار السودان، لتجاوز التحديات التي يواجهها، وإنهاء الحرب وإحلال السلام في السودان، من منطلق الروابط التاريخية العميقة بين البلدين .
مشيراً إلى حرص بلاده على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتطويره في كافة المجالات ، مشدداً على أهمية وحدة وسلامة أراضي السودان
كماعقد رئيس مجلس السيادة والرئيس السنغالي، قمة ثنائية جرى خلالها بحث علاقات التعاون بين البلدين، وأوجه تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل الآراء بشأن القضايا ذات الإهتمام المشترك ، وتطورات الأوضاع في السودان والتحديات التي تواجه القارة الإفريقية.
وقدم رئيس المجلس السيادي شرحاً للرئيس السنغالي حول مجمل الأوضاع في السودان وتطورات المشهد السياسي على خلفية الحرب التي تدور مع قوات الدعم السريع، مبيناً أنها نفذت حرب ممنهجة وإبادة جماعية ضد المواطنين الأبرياء ، وقال” سنعمل على دحر هذه المليشيا والانتصار عليها حتي ينعم الشعب السوداني بالأمن والاستقرار والسلام”.
من جانبه رحب الرئيس السنغالي بزيارة رئيس المجلس السيادي ، مؤكداً حرصه على مواصلة التعاون والجهود لإنهاء الأزمة السودانية، مؤكداً دعمه لقضايا السودان في المحافل الإقليمية والدولية.
وأشار ديوماي إلى رغبة بلاده فى مواصلة التعاون المشترك مع السودان وتعزيز آفاقه، ودفع مجالاته وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.