spot_img

ذات صلة

جمع

تصاعد في إصابات الحصبة بالسودان إلى 138 حالة.. وتراجع الكوليرا وحمى الضنك باستثناء الخرطوم

الخرطوم: التحول أعلنت الغرفة المركزية للطوارئ التابعة لوزارة الصحة الاتحادية...

اعتقال محامي وقيادي بتحالف “صمود” بمدينة بورتسودان ومطالبات بالإفراج عنه

بورتسودان - 13 مايو 2025أقدمت جهات أمنية بمدينة بورتسودان،...

ترامب في الخليج وترقب في السودان وتطلعات بدور محتمل حول تسوية النزاع والعودة لمنبر جدة

الرياض: التحول: وكالاتوصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح اليوم،...

الدعم السريع: لاتوجد أي مفاوضات “سرية ولاعلنية” مع الجيش السوداني

التحول: متابعاتنفت قوات الدعم السريع ما تردد عن وجود...

ترامب في الخليج وترقب في السودان وتطلعات بدور محتمل حول تسوية النزاع والعودة لمنبر جدة

الرياض: التحول: وكالات
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح اليوم، الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في مستهل جولة إقليمية تستغرق أربعة أيام وتشمل قطر والإمارات، مع احتمال التوجه لاحقًا إلى تركيا. وتأتي هذه الزيارة بوصفها أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه، وسط ترقب دولي لتوجهات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، لاسيما بعد التوترات المتصاعدة في غزة وأوكرانيا.

واستقبله في مطار الملك خالد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث تُعقد أولى فعاليات الزيارة عبر منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، المتوقع أن يشهد الإعلان عن استثمارات بتريليونات الدولارات. وأبرزها ما وعدت به السعودية سابقًا من استثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى أربع سنوات.

رسائل سياسية واقتصادية مزدوجة

لا تقتصر جولة ترامب على البعد الاقتصادي، بل تحمل رسائل سياسية واضحة، أبرزها لقاء مرتقب مع قادة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، في وقت تمر فيه المنطقة بأزمات متراكبة، من النزاع في اليمن والسودان إلى المأزق السياسي في لبنان، فضلًا عن توترات الخليج – إيران.

كما ألمح ترامب إلى نيته زيارة تركيا يوم الخميس، للمشاركة في محادثات محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما قد يمثل دخولًا أميركيًا مباشرًا في مسار التهدئة في شرق أوروبا.

ترقب في السودان لجولة ترامب:

من المقرّر أن يشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال جولته الخليجية في قمة تجمع قادة دول الخليج لبحث ملفات التعاون المشترك، إضافة إلى قضايا الأزمات الإقليمية، وسط ترقّب واسع لدور محتمل في دفع جهود السلام بالسودان.

ورحّب رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو  التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، عمر الدقير، بأي دور خارجي إيجابي يسهم في دعم جهود وقف إطلاق النار في السودان والتعامل مع تداعيات الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مشددًا في الوقت ذاته على أن الحل الحقيقي للأزمة يظل بيد السودانيين وحدهم.

لكن الدقير علق في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” اطلعت عليها صحيفة “التحول”، على جولة ترامب، قائلاً: “من المرجح أن تكون الأزمة السودانية حاضرة خلال الاجتماعات في العواصم الثلاث. ورغم اندفاع هذه الأزمة إلى مزيد من التصعيد والتعقيد مع طالع كل شمس، فإن الحل لا يزال ممكناً باصطفاف أوسع تيار سياسي واجتماعي وراء خيار التفاوض، والمحافظة على وحدة الوطن، والتوافق على عقد اجتماعي يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية توفر شروط الحياة الكريمة لأهلها كافة بلا تمييز.”

وأكد الدقير أن السودان بحاجة إلى دور خارجي بنّاء، يسهّل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ويعزز جهود الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى ضرورة وضع رؤية وطنية استراتيجية لإعادة الإعمار تقوم على شراكات متكافئة تحقق المنفعة المتبادلة مع الجهات الدولية المساهمة.

كما دعا إلى إحياء منبر جدة باعتباره إطاراً مناسباً لاستئناف التفاوض، مشروطاً بـ”توفر إرادة صادقة لتحقيق السلام”، وربطه بتنسيق فعّال مع القوى الإقليمية والدولية، والاستفادة من التفاهمات السابقة مثل اتفاقية المنامة والتزامات الأمم المتحدة الإنسانية.

وختم الدقير تدوينته بالتأكيد على أن مفتاح الحل سيظل بأيدي السودانيين، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، إذا اختاروا طريق الحوار والتفاوض بدلاً من الحرب، قائلاً:

“آن الأوان لطي صفحة الحروب، وخلاص الوطن من أزمته المزمنة، عبر استئصال جذورها، وتهيئة التربة لزرعٍ جديد ثماره السلام والحرية والعدالة والنهضة الشاملة.”

وتأتي تصريحات الدقير في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية إلى وقف الحرب في السودان، وسط أزمة إنسانية طاحنة وغير مسبوقة تشهدها البلاد، في ظل انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، وتنامي المخاوف من مجاعة شاملة ونزوح جماعي واسع النطاق.

مناوي: نحن في انتظار ترامب

وفي سياق متصل، قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي:” الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط والإدارة الحالية معروفة بموقفها ضد الجنجويد منذ عام 2003. ونأمل أن ينصح الرئيس ترامب الإمارات العربية المتحدة بوقف تمويل الإبادة الجماعية واحترام سيادة السودان.”

وتأتي تصريحات مناوي في وقت تتزايد فيه الانتقادات لدور بعض الدول الخليجية، وعلى رأسها الإمارات، في تأجيج الصراع من خلال الدعم العسكري أو المالي لطرف دون آخر، بحسب تقارير دولية.

الطائرة القطرية تثير جدلًا أميركيًا

من اللافت أيضًا أن الزيارة تأتي بعد تقارير تحدثت عن هدية فخمة من قطر إلى ترامب، وهي طائرة بوينغ 747-8 بقيمة 400 مليون دولار. ورغم وصف ترامب للهدية بأنها “بادرة عظيمة”، إلا أن تقارير في واشنطن بوست وABC News أشارت إلى خلافات داخل الأوساط العسكرية الأميركية حول مدى توافق الطائرة مع معايير الأمن الرئاسي.

وذكرت التقارير أن الطائرة، التي كانت مخصصة للعائلة القطرية المالكة، تخضع حاليًا لتحديثات في تكساس عبر شركة L3Harris الدفاعية.

استياء لإقصاء الصحفيين:

في منحى أثار جدلًا واسعًا، منعت إدارة ترامب هذه المرة الصحفيين من مرافقة الرئيس على متن “إير فورس وان”، وهو ما استدعى انتقادات حادة من رابطة مراسلي البيت الأبيض. واعتبرت الرابطة أن المنع “إساءة لكل أميركي”، وأشارت إلى أن هذا الحجب يضرب مبدأ الشفافية في تغطية أنشطة الرئيس المنتخب.

تحولات في ملفات اللجوء:

وعلى صعيد داخلي، أعلنت إدارة ترامب عن استقبال أول دفعة من اللاجئين البيض من جنوب أفريقيا، بدعوى تعرضهم للتمييز والعنف. وتشير هذه الخطوة إلى تحوّل غير مسبوق في أولويات اللجوء الأميركي، خصوصًا في ظل الانتقادات التي تواجهها جنوب أفريقيا حول سياسات الأراضي.

إيلون ماسك، مستشار ترامب المقرب والمولود في جنوب أفريقيا، كان قد صعّد لهجة الانتقاد لحكومة بلاده السابقة، متحدثًا عن “إبادة جماعية للبِيض”، ما يعكس مزيدًا من التداخل بين المصالح الشخصية والسياسات الرسمية.

جولة ترامب الراهنة تُعيد للأذهان زيارته السابقة إلى السعودية في 2017، والتي رسّخت آنذاك سياسة “التحالف مع الخليج أولًا”. لكن الجديد اليوم يتمثل في مضاعفة التركيز على المصالح الاقتصادية المباشرة، والتقليل من حضور الإعلام التقليدي، وتحركات حادة في ملف اللجوء تفتح بابًا واسعًا للجدل الحقوقي.

كما تكشف الجولة عن نظرة ترامب الخاصة للشرق الأوسط باعتباره مركزًا للتوازن العالمي الجديد، بعيدًا عن أوروبا وحلفاء الناتو التقليديين.

spot_imgspot_img