الخرطوم – التحول
أعلنت مجموعة “محامو الطوارئ” عن مقتل 36 مدنيًا، بينهم 6 متطوعين، وتعرض 8 فتيات للاغتصاب، إلى جانب نزوح قسري لنحو 1500 أسرة، جراء تصاعد أعمال العنف في منطقة الجريف غرب بالعاصمة السودانية الخرطوم، على يد عناصر من قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين.
ووفقًا لبيان المجموعة الحقوقية، الذي اطّلعت عليه “التحول”، فقد تعرضت أحياء الحارات 1، 2، 3، و6 لموجة من النهب المسلح والعنف المفرط من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف المدنيين، بينهم متطوعون في غرف الطوارئ الذين كانوا يعملون على تقديم المساعدات الإنسانية للسكان.
وأشار البيان إلى أن سوق الحارة الأولى تعرض لقصف بواسطة طائرة مسيّرة تابعة للجيش السوداني، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 30 آخرين. كما استهدفت الحارة الرابعة بهجوم آخر، لم يسفر عن إصابات، لكنه أثار المزيد من الذعر بين الأهالي.
وحذرت المجموعة الحقوقية من أن هذه الانتهاكات أدت إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، إلى جانب صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية بسبب استمرار القتال في المنطقة.
ودعا البيان طرفي النزاع إلى وقف فوري لجميع الأعمال العدائية، محملًا القوات المتحاربة المسؤولية القانونية الكاملة عن الاستهداف الممنهج للمدنيين، مطالبًا بدعم بعثتي تقصي الحقائق التابعتين للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتحقيق في الجرائم المرتكبة ومحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقانون الدولي.
توثيق حالات اغتصاب:
في سياق متصل، كشف متطوعون في غرفة طوارئ الخرطوم عن توثيق حالتي اغتصاب لامرأتين من الجريف غرب، ارتكبتا على يد عناصر من قوات الدعم السريع خلال الأسبوع الماضي.
كما أطلقت غرفة الطوارئ نداءً عاجلًا للجهات الإنسانية المحلية والدولية للتدخل السريع وإنقاذ المواطنين في محلية الخرطوم، إلى جانب تقديم الدعم العاجل للمتضررين.
وطالبت الغرفة بإبعاد المدنيين عن النزاع المسلح، ووقف الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضون لها، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.
وفي ظل تصاعد العنف، ناشد “محامو الطوارئ” المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لتوثيق هذه الجرائم، وتقديم الدعم اللازم للمدنيين، والعمل على ضمان محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات أمام الهيئات القضائية المختصة.
يُذكر أن الخرطوم تشهد منذ أشهر مواجهات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت في خسائر فادحة بالأرواح، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين، وسط تصاعد التقارير الحقوقية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.