الفاشرــ مدني ـ أمدرمان: التحول
قُتل ما لا يقل عن 47 شخصًا وأصيب العشرات بجروح متفاوتة، جراء قصف مدفعي مكثف نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر أمس، الإثنين، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم الإثنين، بحسب ما أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني.
وأكدت الفرقة في بيان نُشر على صفحتها الرسمية بمنصة “فيسبوك” أطلعت عليه صحيفة “التحول” أن قوات الدعم السريع استخدمت نحو 250 قذيفة مدفعية من عيار 120 ملم، مستهدفةً أحياءً مأهولة بالسكان، في قصف وصفته بـ”الممنهج” ضد المدنيين، في إطار ما قالت إنه رد على الخسائر الفادحة التي تكبدتها “الدعم السريع” في المعارك الأخيرة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل وضع إنساني بالغ التدهور داخل مدينة الفاشر، حيث تعاني آلاف الأسر من الحصار ونقص الغذاء والدواء، إلى جانب تكرار استهداف المنشآت الطبية ومخيمات النازحين.
اشتباكات بين قوات متحالفة في مدني:
وفي تطور لافت، شهدت مدينة ود مدني بولاية الجزيرة اشتباكًا مسلحًا محدودًا بين عناصر من قوات التقراي وأخرى تابعة لـالحركة الشعبية لتحرير السودان – جناح مالك عقار، النائب الحالي لرئيس مجلس السيادة.
ووفقًا لصحيفة “الهدف”، اندلع الاشتباك بسبب خلاف على ممتلكات مسروقة من المواطنين، حيث دافعت مجموعة عقار عن “حقها” في الاحتفاظ بالغنائم، مدعيةً أنها “حررت” المدينة، بحسب شهود عيان.
وأفاد الشهود بأن قوات مشتركة تدخلت لفض الاشتباك، في مشهد يعكس هشاشة التحالفات العسكرية في السودان، حتى بين القوى المتحالفة ضد قوات الدعم السريع.
عصابات تروّع المدنيين في العاصمة:
وفي العاصمة الخرطوم، أفادت مصادر محلية بتورط عصابات مسلحة من أبناء جنوب السودان في عمليات نهب وترويع للسكان في مناطق الفتيحاب وأبو سعد بأم درمان، وسوبا بالخرطوم.
وتُتهم هذه العصابات بممارسة العنف المسلح، وسط غياب أمني شبه كامل، وتزايد حالة الفوضى في العاصمة.
إلى ذلك ألقت السلطات في ولاية البحر الأحمر، القبض على 18 متهما بينهم 8 فتيات، في حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان.
وأعلنت شرطة البحر الأحمر عن تنفيذ حملة استهدفت “شارع مكة، الموقف العام، شارع القشلاق، الكافيهات، بالسوق الرئيسي، وسوق ديم مدينة”، مشيرة إلى ضبط 11 دراجة نارية مخالفة.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تؤكد تصاعد الفوضى الأمنية واتساع رقعة الانفلات كما يؤكد غياب الدولة في ظل ظهور وانتشار الجماعات المسلحة على السطح يهدد أمن وسلامة العائدين ويشعل الصراع الأهلي بين المواطنين، حتى داخل معسكرات الحلفاء المفترضين. بينما ينذر الوضع في الفاشر بكارثة إنسانية حقيقية مع استمرار القصف العشوائي.