الأبيض: التح
اندلع حريق هائل في مصفاة الأبيض لتكرير البترول في ولاية شمال كردفان بعد تعرّضها لقصف بمسيّرات هجومية، وسط اتهامات ميدانية لقوات الدعم السريع بالوقوف خلف الهجوم، وذلك بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من سيطرتها على مدينة النهود المجاورة في ولاية غرب كردفان.
وقضت النيران على أجزاء واسعة من منشآت المصفاة، التي تُعد من المرافق الحيوية في سلسلة البنية التحتية النفطية بالسودان، وسط مخاوف من كارثة بيئية ونفطية في واحدة من أكثر المناطق هشاشة في البلاد. وتصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة كثيفة من الدخان في سماء المدينة بينما تواجه فرق الإطفاء المحلية صعوبات كبيرة في احتواء الحريق بسبب محدودية الإمكانيات.
ويحمل هذا الاستهداف بعدًا استراتيجيًا نظرًا لارتباط مصفاة الأبيض بمنظومة نقل وتصدير نفط جنوب السودان عبر خط الأنابيب الممتد إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر، والذي بدأ في الانتظام مجددًا خلال الأيام الماضية بعد أشهر من التعطل جراء الحرب. ومن شأن هذا التطور أن يُربك مسار الصادرات النفطية ويُهدد الأوضاع الاقتصادية لكلا البلدين.
وتأتي هذه الضربة في سياق تصعيد أوسع تشهده ولايات كردفان ودارفور، حيث تتقدم قوات الدعم السريع على عدة جبهات، وسط اتهامات متزايدة لها باستهداف مباشر للبنى التحتية المدنية والمنشآت الحيوية، كتكتيك استنزاف اقتصادي للسلطة المركزية في بورتسودان، عبر استبدال خططها الحربية بعد سحب جنودها من الخرطوم واستخدام المسيرات بديلاً عن المواجهات المباشرة.
حتى الآن، لم تصدر الجهات الرسمية أي بيان حول حجم الأضرار أو الجهة المسؤولة عن القصف، فيما تتصاعد الدعوات لتحرك دولي لحماية ما تبقى من منشآت الطاقة والنفط التي يعتمد عليها ملايين السودانيين، إلى جانب دولة جنوب السودان التي تعتمد كليًا على هذا الخط لتصدير نفطها.
