مروي: التحول
دخلت معظم ولايات السودان، يوم أمس السبت 5 أبريل 2025، في حالة ظلام تام إثر هجمات نفذتها قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة استهدفت سد مروي ومحطة الكهرباء التحويلية المرتبطة به، في تطور يُنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي تعيش حربًا دامية منذ أبريل 2023.فيما أفاد مواطنون في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل عن عودة التيار تدريجيا اليوم الأحد.
وأعلنت شركة كهرباء السودان، في بيان رسمي، أن الهجوم أسفر عن تدمير محول رئيسي يغذي الولاية الشمالية، ما تسبب في انقطاع التيار عن ولايات عديدة، أبرزها الخرطوم، القضارف، كسلا، والبحر الأحمر. وأشار البيان إلى أن الاستهداف المتكرر للبنية التحتية يؤدي إلى تدهور مستمر في الخدمات الحيوية التي يحتاجها المواطنون.
وأكد مجلس التنسيق الإعلامي للشركة أن فريقًا فنيًا موجود الآن في الموقع لتقييم الأضرار وبدء عمليات الإصلاح، مع العمل على إعادة التيار في أسرع وقت ممكن.
الجيش يصد الهجوم ويُسقط مسيّرات
من جانبها، أعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة بالجيش السوداني في مروي أن الدفاعات الأرضية تصدّت لهجوم جوي شنته قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة، كانت تستهدف كلًا من مقر الفرقة والسد الاستراتيجي. وأكدت القيادة نجاح الدفاعات في إسقاط عدد من المسيّرات قبل أن تُحقق أهدافها بالكامل.
وحذر الجيش في بيانه من أن استهداف منشآت مثل سد مروي، الذي يُعد أحد أهم مصادر الكهرباء في البلاد، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار المدني، معتبرًا أن هذه الهجمات تُشكّل امتدادًا لاستراتيجية الدعم السريع في تدمير مقدرات الدولة.
وبحسب التقديرات، تعاني البلاد من تدهور هائل في البنية التحتية منذ بداية النزاع، حيث تقدر الخسائر المباشرة بأكثر من 200 مليار دولار، بينما تصل الخسائر غير المباشرة إلى نحو 500 مليار دولار، ما يعادل 13 ضعف الناتج المحلي الإجمالي السنوي للسودان.
قطاع الكهرباء كان من أكثر القطاعات تضررًا، حيث تعرّضت خطوط الإمداد ومحطات الإنتاج للتخريب بفعل الحرب، ما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي، الصناعي، والخدمات الصحية، وزاد من معاناة السكان الذين يعيش أكثر من 70% منهم بدون كهرباء منتظمة.
استهداف استراتيجي متكرر
وأكدت مصادر محلية أن استهداف مدينة مروي تكرر لليوم الثاني على التوالي، ما يشير إلى تصعيد متعمد ضد البنية التحتية الحيوية. ووفقًا لمصادر في سد مروي، فإن الهجوم أسفر عن أضرار بالغة بالمحولات الكهربائية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة في إمداد الكهرباء بالبلاد.
