spot_img

ذات صلة

جمع

جنوب السودان: تعيينات وإقالات تُعمّق الاستقطاب السياسي وسط تصاعد القمع ضد الإعلام

جوبا: التحول احتجاز مشار يزيد المخاوففي أول تصريح علني رفيع...

زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي

تاج السر عثمان بابو ١ أوضحنا سابقا أن الحرب دخلت عامها...

فساد تحت معمعة الحرب..!!

مرتضى الغالي أطلّعنا على تقارير ومعلومات حول (الفساد الجديد) في...

حرب إطلاق الحمير

حيدر المكاشفي   تقول الحكاية إن حماراً كان مربوطاً بحبل بشجرة..جاء...

تصعيد متواصل.. المسيّرات تهاجم بورتسودان وعطبرة وتفتح جبهة جديدة من الرعب والنزوح

بورتسودان: التحول
دخلت الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع مرحلة تصعيد جديدة، مع تنفيذ أكثر من 30 هجومًا بالطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية واستراتيجية في خمس مدن سودانية خلال أسبوع واحد، في سابقة تعد الأخطر منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023م.

وبدأت أولى الضربات يوم السبت في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية، قبل أن تمتد إلى عطبرة، كسلا، كوستي، والأبيض، ما يشير إلى تحوّل نوعي في مسرح العمليات وخرق واضح لما كان يُعتقد أنه “منطقة آمنة”.

وتركزت الهجمات على المنشآت العسكرية، أبرزها قاعدة فلامنغو البحرية والكلية الجوية، بالإضافة إلى مستودعات وقود ومنشآت لوجستية حيوية لتغذية خطوط إمداد الجيش، خاصة في كوستي وعطبرة.

بورتسودان تحترق:

صباح الخميس، شهدت بورتسودان هجومًا وصفه شهود عيان بأنه “الأعنف”، استهدف القاعدة الجوية في المدينة، أعقبه هجوم مباشر على القاعدة البحرية يُعتقد أنها مقر القيادة والسيطرة الرئيسي للجيش حاليًا. وتحدثت مصادر عسكرية عن خسائر فادحة في المعدات والتجهيزات التقنية.
وصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني المسيرات التي هاجمت مدينة بورتسودان صباح اليوم.
وتهاجم المسيرات التابعة لقوات الدعم السريع بشكل راتب مدينة بورتسودان منذ عدة أيام ما ألحق أضرارا بعدة منشآت في المدينة وعلى رأسها مستوعات للوقود.

ورغم تصدي الدفاعات الأرضية لبعض الهجمات، فإن الحرائق لا تزال مشتعلة في عدة مواقع، وسط نقص حاد في معدات الإطفاء، ما فاقم الوضع الإنساني والبيئي في المدينة الساحلية.

الجيش يعيد تموضعه:

قالت مصادر مطّلعة إن الجيش السوداني بدأ إخلاء عدد من مواقعه الاستراتيجية داخل بورتسودان، وشرع في تنفيذ إعادة تموضع تكتيكي، تحسبًا لهجمات متكررة. في المقابل، سادت حالة من الهلع والفرار الجماعي في أوساط السكان المدنيين، مع ورود تقارير عن نزوح داخلي واسع من الأحياء المجاورة للمنشآت المستهدفة.

كوستي تحت القصف

في الجنوب الغربي، استُهدفت مدينة كوستي بهجوم عنيف دمّر مستودعات ضخمة للوقود، تقول مصادر عسكرية إنها كانت تشكّل شريان الإمداد الأساسي للجيش في المحور الغربي. وشوهدت حرائق هائلة تصاعدت أعمدتها في سماء المدينة، في مشهد يوحي بانهيار البنية التحتية التخزينية.

ضربة لعطبرة:

وفي مدينة عطبرة شمال البلاد، استهدفت طائرة مسيّرة مستودع وقود محطة (سيدون)، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، وتسبّب في حالة من الذعر في الأحياء القريبة من موقع الانفجار.
وأفاد شهود عيان الحدث بسقوط مسيرة انتحارية في مستودع للوقود بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل ظهر اليوم دون حدوث أضرار، فيما سمعت أصوات المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني وهي تحاول التصدي للمسيرة.

في أول تعليق رسمي على الهجمات، قال العميد الركن نبيل عبد الله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، إن القوات المسلحة “بخير وتدير المعركة بثقة في النصر”.
ووصف الحرب بأنها “حرب كرامة ووجود”، مؤكدًا أن السودان يواجه قوى خارجية تسعى لتركيعه عبر دعم “المليشيا الإرهابية”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، ومشيرًا إلى أن هذه الأطراف “ستنفق الأموال ثم تكون عليهم حسرة”.

ويثير التصعيد المتواصل، برأي مراقبون، مخاوف متزايدة من شلل كامل في خطوط الإمداد الإنسانية، إذ أن بورتسودان تحتضن ميناء البلاد الرئيسي وتُعدّ المدخل الوحيد المتبقي للمساعدات الدولية. وقالت مصادر محلية إن العمليات اللوجستية للمنظمات الإنسانية شهدت اضطرابًا واضحًا منذ بدء الضربات، ما قد ينعكس على توزيع الغذاء والدواء في الداخل السوداني.

ورُصدت تعزيزات عسكرية كبيرة في شوارع بورتسودان خلال اليومين الماضيين، ترافقت مع إجراءات تفتيش صارمة طالت السيارات والمارة على حد سواء.

spot_imgspot_img