انجامينا: التحول
تصاعدت حدة التوتر بين السودان وتشادفي أعقاب تصريحات أطلقها ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، خذر فيها من أن مطاري إنجمينا وأم جرس التشاديين “هدفان عسكريان مشروعان” للجيش السوداني. وأثارت هذه التصريحات ردود فعل قوية من الحكومة التشادية، التي اعتبرتها “إعلان حرب”، مؤكدة حقها في الدفاع عن أراضيها.
تشاد ترد:
وقال قائد ثاني القوات الجوية التشادية إن تهديد القيادة السودانية للمطارات التشادية يعتبر تهديدًا رسميًا لسلاح الجو التشادي.
وأضاف:”نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، ونستطيع الرد في العمق السوداني وتدمير سلاح الجو السوداني وقياداته تمامًا.”
وتابع قائلاً في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: ” أن القوات الجوية التشادية لا نستبعد توجيه ضربات استباقية إذا رأت القيادة التشادية أن التهديد يشكل خطرًا عليها”.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية التشادية بيانًا صحفيًا، أكدت فيه أن تصريحات العطا تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة تشاد، محذرة من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد خطير في المنطقة بأسرها.
واتهم البيان السودان بمحاولة زعزعة استقرار تشاد بوسائل “إرهابية”، مؤكدًا أن تشاد سترد بحزم على أي محاولة اعتداء على أراضيها، مضيفًا:
“إذا تعرض شبر واحد من أراضي تشاد للتهديد، فسيكون ردها حاسمًا وفقًا للمبادئ القانونية الدولية.”
كما شددت تشاد على التزامها بالحياد في النزاع السوداني، مشيرة إلى أنها تسعى للمساهمة في حل الأزمة السودانية، التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها الأطراف المتحاربة وحدها.
تصعيد سوداني:
في مقطع فيديو متداول، أقسم ياسر العطا بالقصاص من محمد كاكا، رئيس تشاد، وكرر أن مطاري إنجمينا وأم جرس هدفان مشروعان للجيش السوداني. كما وجه تهديدات مباشرة إلى الإمارات وجنوب السودان، قائلًا:
“سنقتص من الإمارات، ومراكز النفوذ العميلة الخربة في جنوب السودان، وسنلاحق كل من قاتل ضد أمتنا، من غرب أفريقيا وجنوب السودان وليبيا.”
واتهم العطا الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح عبر مطار أم جرس في تشاد، مشيرًا إلى أن السودان تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، ورفع دعوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، يتهمها فيها بالتواطؤ في جرائم الإبادة الجماعية بولاية غرب دارفور.
يأتي هذا التصعيد في وقت يزداد فيه تعقيد المشهد السوداني، حيث توشك الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على دخول عامها الثالث. وتخشى الأوساط الدبلوماسية أن تؤدي هذه التوترات المتزايدة بين السودان وتشاد إلى نزاع إقليمي أوسع، خاصة في ظل اتهامات السودان لتشاد وجنوب السودان والإمارات بالتدخل في الحرب الداخلية.
وتبدو الأوضاع في المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من التصعيد، مع تهديدات متبادلة قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين السودان وتشاد، مما يزيد من تعقيد الأزمة السودانية الممتدة منذ عامين.
