جوبا: التحول
تشهد جمهورية جنوب السودان بوادر أزمة مكتومة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار وتصاعدت وتيرتها باعتقال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الفريق قابريال دوب لام.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي في المعارضة العقيد لام فول، عن لام في رسالة صوتية وجهها لوسائل الإعلام، ان الفريق دوب والذي يشغل ايضا منصب رئيس هيئة اركان الحركة الشعبية في المعارضة التي يقودها النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار ، اعتقل صباح اليوم من مكتبه بالقيادة العامة للجيش في بيلفام ، مضيفا أن المفتش العام للجيش ” الذي ينتمي لنا أخبرنا بالأمر ” .
وأكد لام انه لا يعلم حتى الآن الاسباب وراء هذا الاعتقال ،ان كان لسبب إداري داخل الجيش ام لأسباب سياسية .
وبدوره اعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش ، عن إلغاء مؤتمر صحفي كان مخطط له ان يقام مساء اليوم ، مضيفا انه في انتظار مخرجات اجتماع بين رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت ورئيس هيئة الأركان الفريق أول دكتور بول نانق.
وفي غضون ذلك نقل شهود عيان إفادات بانتشار مكثف لقوات الأمن حول مقر إقامة زعيم المعارضة الرئيسي في جنوب السودان، الدكتور ريك مشار. وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن الرئيس كير يريد نزع سلاح نائبه الأول واعتقاله.
وتصاعدت التوترات في جوبا بعد احتجاز أربعة من كبار مسؤولي الحركة الشعبية لتحرير السودان في البيت الأزرق.ومن المرجح أن يواجه الدكتور ريك مشار الاعتقال إذا فشل في كبح جماح قواته في جنوب السودان.
اجتماع الرئاسة: تأتي تلك التطورات بعد 24 ساعة من اجتماع لمؤسسة رئاسة الجمهورية في جنوب السودان، عقد “الاثنين”، برئاسة الرئيس سلفاكير، في محاولة لتهدئة التوترات الأمنية المتصاعدة في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل وولاية غرب الاستوائية.
وحضر الاجتماع الموسع شخصيات سياسية رئيسية وهم النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار، ونائب الرئيس للشؤون الاقتصادية الدكتور بنجامين بول ميل، ونائب الرئيس لشؤون الخدمات جوزفين لاقو، وقادة الأحزاب السياسية المختلفة.
واتفق القادة على أن “جنود قوات دفاع شعب جنوب السودان، الذين في طريقهم إلى مقاطعة الناصر يجب أن يستمروا دون التوقف، وأن الهدف من القوات هو استبدال القوات القديمة المتمركزة في المنطقة”.
وقال مايكل مكوي، وزير الإعلام لوسائل الإعلام في تصريحات سابقة عقب الاجتماع، إن القادة ملتزمون بالوحدة الوطنية. وتابع “اتفق القادة على التعاون من أجل الأمة”.
ودعا الوزير، إلى التعاون المجتمعي على طول الطريق من ملكال إلى مقاطعة الناصر، وحث السكان المحليون على تسهيل المرور الآمن للقوات.
من جانبه جدد فوت كانق، وزير النفط وهو عضو بارز بالحركة الشعبية في المعارضة، هذا النداء. وحث السكان على ضمان وصول القوات إلى ثكناتهم في الناصر دون وقوع حوادث، مؤكداً على الحاجة إلى جهود جماعية للحفاظ على السلام.
ووصف ممثل المجتمع المدني إدموند ياكاني، الاجتماع بأنه “إيجابي وودود”، مسلطا الضوء على تركيزه على التثقيف العام حول أهمية السلام.
وقال: “هذا الحوار خطوة إلى الأمام في تعزيز التفاهم والوحدة بين المجتمعات”.
كما أصدرت الرئاسة نداءً أوسع نطاقاً، حثت فيه المواطنين على تجنب نشر الدعاية الضارة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قالت إنها قد تؤدي إلى تفاقم التوترات.
يأتي الاجتماع وسط مخاوف متزايدة بشأن عدم الاستقرار في أجزاء من جنوب السودان، وخاصة في مقاطعة الناصر، حيث اندلعت التوترات من حين لآخر.
الوضع الأمني في مقاطعة الناصر، غير مستقر بالفعل منذ منتصف فبراير، في أعقاب الاشتباكات بين قوات دفاع شعب جنوب السودان، والمدنيين المسلحين “الجيش الأبيض”. وقد تصاعدت التوترات بعد أن قررت الحكومة إرسال قوات حكومية إلى المنطقة بينهم قوات أقوليك بقيادة الجنرال جونسون أولونج.
وقد رفضت السكان المحليين، وطالبوا بإرسال القوات المشتركة للحكومة الوطنية الانتقالية بموجب الاتفاقية السلام. وقد أرجع السكان مخاوفهم إلى أن يكون القوة العسكرية قادمة لنزع السلاح.
تصعيد في الاستوائية:
وكانت قد تدهورت الأوض في ولاية غرب الاستوائية، فقد تصاعد حالة انعدام الأمن، منذ قرار إقالة حاكم الولاية الفريد فوتويو من منصبه.
وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بال ماي دينق في بيان صدر في حينه: “في أعقاب الإعلان عن إقالة حاكم ولاية غرب الاستوائية ألفريد فوتويو من جانب واحد، هاجمت مجموعة مجهولة الحاكم فوتويو في مقر إقامته في يامبيو . وتمكن حراس الأمن من صد المهاجمين، والآن الحاكم في مكان آمن.
إن إقالة سعادة ألفريد فوتويو كارابا من منصبه كحاكم دون موافقة الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، إلى جانب الهجوم الفوري الذي أعقب هذا الإعلان، لا يشكل انتهاكًا لاتفاقية السلام الشامل فحسب، بل يشكل أيضًا تهديدًا كبيرًا للسلام السائد في البلاد.
لذلك، ندين هذا العمل الشنيع بأشد العبارات الممكنة ونطالب الرئيس بإعادة كل من الحاكم فوتويو والوزيرة يولاندا أويل إلى مناصبهما.
الموقف + تمازج