القاهرة: التحول
أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، أمس الأحد، إن بلاده شارفت على إنهاء الحرب الدائرة، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش.
واستقبل الوزير المصري، نظيره السوداني، اليوم في القاهرة للتشاور حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والوقوف على آخر التطورات الميدانية في السودان، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأضاف الشريف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي عقب جلسة مباحثات في القاهرة: “نقلت للوزير تطورات معركة الكرامة في السودان والانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوداني في جهوده لاستعادة الوطن الذي يتعرض لمؤامرة كبرى”.
وأكد أن الجيش السوداني “على وشك الوصول إلى نهاية هذه الحرب، ويعود السودان إلى أفضل مما كان عليه”، مشيرا إلى أن هذه الإنجازات جاءت لوقوف الشعب السوداني مع جيشه، وكذلك لوقوف الدولة والقيادة المصرية مع السودان.
وشدد على وجود تنسيق واتفاق كامل بين مصر والسودان حول مختلف القضايا، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مشاورات حول قضية المياه وعودة السودان إلى مكانه الطبيعي بالاتحاد الإفريقي.
وتابع: “نواجه قضايا ومؤامرات كبرى ونسعى لنعمل معا في الحفاظ على دولنا ومصالح شعبينا اللذين نقول دائما إنهما “شعب واحد في بلدين”.
الاستجابة الإنسانية:
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن عبدالعاطي أشاد بخصوصية العلاقات التاريخية والروابط الأخوية الوثيقة بين البلدين، مشدداً على تضامن مصر مع الشعب السوداني الشقيق خلال هذه المرحلة الدقيقة، والعزم على بذل كل المساعي لاستعادة الاستقرار والسلم في السودان، وذلك في إطار دعم مصر الكامل له ولمؤسساته الوطنية.
وأشار إلى تأكيد الوزير المصري، على موقف مصر الداعي لاحترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان، فضلا عن تعزيز جهود الاستجابة الإنسانية به.
ونوه بان اللقاء شهد تشاورا بين الوزيرين حول الجهود الرامية لضمان استئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى أوجه انخراط مصر بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية المختلفة الرامية لدعم السودان، كما تطرق اللقاء إلى ملف الأمن المائي.
وأكد الوزيران، بحسب البيان، أهمية استمرار التعاون والتنسيق المستمر للحفاظ على المصالح الوجودية المشتركة للشعبين الشقيقين في ظل وحدة مصيرهما، وباعتبارهما دولتي مصب لنهر النيل.
ثلاث مسارات:
من جانبه أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، دعم مصر للسودان حتى يتمكن من استعادة عضويته بالاتحاد الإفريقي، والتنسيق في عدد من القضايا من بينها الأمن المائي.
وأكد عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني علي يوسف الشريف، إنه جرى التوافق خلال الاجتماع، اليوم، على عقد لجنة تشاور سياسي بين البلدين في القاهرة الشهر الجاري، مشيرا إلى أن اجتماع اللجنة سيكون نقلة مهمة جدًا على صعيد مزيد من توثيق وتأكيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتطوير العلاقات في كل المجالات.
وأوضح أنه تباحث مع الوزير السوداني حول التطورات الأخيرة الميدانية في السودان، وتحدثا عن العلاقات الثنائية، وترجمة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارتي الأخيرتين إلى بورتسودان، وستكون هناك اتصالات وزيارات متبادلة. وقال: “تحدثنا عن الأوضاع الإقليمية بشكل عام بما في ذلك القارة الإفريقية ومنطقة القرن الإفريقي، والتعاون المشترك في إطار الجامعة العربية”.
وأضاف “هناك اجتماع لمجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية خلال الشهر الجاري، في إطار الدورة العادية، وللتحضير للقمة العربية المرتقبة، وتحدثنا أيضًا عن الاتحاد الإفريقي، وعن التطورات اتصالًا بالانتخابات القادمة التي ستُجرى، والتحضيرات القادمة للمؤتمر الوزاري للاتحاد الإفريقي، قبل اجتماع القمة في الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا خلال فبراير الجاري”.
3 مسارات
أكد وزير الخارجية والهجرة المصري د. بدر عبدالعاطي، أن السياسة المصرية تجاه السودان، ذات خصوصية شديدة مشيرا إلى أن الموقف المصري تجاه ما يحدث في السودان واضح وينحاز للدولة الوطنية ومؤسساتها.
وقال عبد العاطي في ندوة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، السبت: “قلوبنا تدمى لما يحدث في السودان، ونرفض التدخل الخارجي في شؤونه، الذي تسبب في تصعيد التوتر وإشعال الموقف”.
وأضاف “مصر تعمل على 3 مسارات، في الصراع السوداني، الأول العمل على نفاذ المساعدات الإنسانية في كل ربوع السودان، ووجود مسارات آمنة، ونثمن دور الفريق عبد الفتاح البرهان، ومجلس السيادة الانتقالي في السودان، الذي منح تسهيلات كثيرة، وإيجاد مراكز إنسانية في السودان”، مشيراً لموافقة السودان على فتح معبر أدرى لإدخال المساعدات بعد تدخل مصري.
وأكد “المسار الثاني يتمثل في وقف إطلاق النار، والتأكد من وقف إدخال الأسلحة للسودان، والمسار الثالث يتمثل في إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء، تحت مظلة والسودان، والتأسيس لنظام ديمقراطي في السودان”.
وأضاف “نؤكد على دعم مصر للسودان، ودعمنا لمؤسسات الدولة الوطنية، ووضع حد للحرب التي طالت وتسببت في تدمير البنية التحتية ومقدرات الشعب السوداني”.