التحول: متابعات
نشرت صحيفة الثورة، السورية في عددها الصادر في الثلاثين من أبريل 2025 خبراً يفيد باكتمال الترتبات لإرسال الدفعة الأولى من المقاتلات السودانيات في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مع أطفالهن إلى السودان بعد إغلاق معسكر الحسكة لإعادة التأهيل وتضم هذه الدفعة الأولى 56 إمراءة مع 123 طفلااً وطفلة، تتراوح أعمارهم بين العامين والعشرة أعوام.
وبدأت علاقة السودان بتنظيم “داعش” في منتصف العقد الماضي، تحديدًا بعد العام 2014، حين شهدت البلاد موجة تجنيد لشباب وشابات – بعضهم من طلاب الجامعات المرموقة في الخرطوم – للالتحاق بالتنظيم في سوريا والعراق. وتمّت هذه العمليات بعلم وتواطؤ من مسؤولين في النظام السابق بقيادة عمر البشير، كما كشفت تقارير إعلامية وأمنية لاحقًا.
وكانت أشهر الجامعات التي انضم طلابها لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أكاديمية العلوم الطبية والتكنلوجيا التي يملكها البروفسير مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم السابق، وكان لها الدور في التجنيد داخل السودان مع شبكات الإسلاميين، ونشرت الصحافة المحلية وقتها حالات موثقة لتجنيد طلاب وطالبات من الكلية بين عامي 2014–2015.
وفي العام 2015، صُدم الرأي العام السوداني بخبر التحاق مجموعة من الطلاب والطالبات، بينهم أبناء لدبلوماسيين ومسؤولين كبار، بتنظيم “داعش”، في موجة وُصفت بـ”جهاد النكاح”. كمصطلح استخدمه بعض السياسيين تهكماً بالإسلاميين وفكرة إشراك المرأة وخاصة الطالبات في الجهاد، ومن بين الأسماء التي أثيرت حينها، كانت ابنة وزير الخارجية السابق علي الصادق.
و أثار خبر مشاركة إبنة وزير الخارجية جدلاً واسعاً لكيفية اختراق شبكات التجنيد للعائلات النافذة.وتناقضات الحكومة آنذاك: بتورط شخصيات نافذة مقابل صمت أو تواطؤ الأجهزة. وهو ما ألمح إليه الصادق الذي سافر بنفسه إلى سوريا عبر تركيا لاستعادة إبنته، ووقتها اتهم لجهات لم يسمها في تصريحات صحفية قال بأنها تعمل على تجنيد الطالبات وإلحاقهم بتنظيم الدول الإسلامية “داعش”.
وفي أبريل من العام 2018م وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم سبع نساء وثلاثة أطفال من الذين استعادهم جهاز الأمن والاستخبارات السوداني من صفوف تنظيم “داعش” في ليبيا.
ويأتي هذا التحرك بعد إغلاق المعسكر رسميًا في العاصمة السورية دمشق، إلا أن حكومة بورتسودان طلبت سابقًا تأجيل العودة بحجة عدم توافر أماكن آمنة، ورفض عدد من الأسر استقبال هؤلاء النساء، وهو ما يشير إلى المأزق القانوني والاجتماعي الذي يحيط بملف “العائدات من داعش”.
تم نقل النساء والأطفال حاليًا إلى العاصمة دمشق، حيث تتولى منظمات دولية مثل الصليب الأحمر واليونسكو – بالتنسيق مع المصحات والسجون – مسؤولية رعايتهن مؤقتًا. وتفيد المصادر بأن العدد الكلي للنساء السودانيات في صفوف التنظيم بسوريا كبير نسبيًا، مما دفع السلطات لتقسيم العائدات إلى دفعات تمهيدًا لترحيلهن إلى مدينة بورتسودان، مركز الحكومة الحالية.