التحول: متابعات
أعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن انسحاب قواته من العاصمة الخرطوم، في أول اعتراف، أمس، الأحد بعد خروج قواته من العاصمة الخرطوم، التي أعلنت القوات المسلحة السودانية استعادتها السيطرة الكاملة على المدينة. يأتي هذا الانسحاب بعد قرابة عامين من الحرب المدمرة التي اندلعت بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى دمار واسع ونزوح الملايين.
في تسجيل صوتي عبر تطبيق “تيليغرام”، أقرّ حميدتي لأول مرة بأن قواته انسحبت من الخرطوم، لكنه وصف ذلك بأنه “إعادة تموضع” في أم درمان، مشددًا على أن قواته ستعود إلى العاصمة “أشد قوة وأشد انتصارًا”. وعلى الرغم من أن الجيش أعلن “تحرير” الخرطوم بالكامل، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق في أم درمان وأجزاء من غرب وجنوب البلاد، مما يعكس استمرار التحدي العسكري بين الطرفين.وقال “أنا أؤكد لكم أننا خرجنا من الخرطوم ولكن بإذن الله سنعود إليها”.
وقال حميدت: “صحيح في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان، وهذا تقدير القيادة أو إدارة العمليات. وهذا قرار جماعي”. وأضاف بالقول: “ونؤكد لكم أننا صحيح طلعنا من الخرطوم، ولكن بإذن الله سنعود للخرطوم ونحن أشد منعة وأشد قوة وأشد انتصارا”. وتابع قائلا: “ونحن نقول إن الحرب لم تنته. الحرب ما تزال في بدايتها”.
ورصدت صور جوية التقطتها مسيرات الجيش السوداني ونشرتها مواقع موالية له ارتال من المركيات القتالية للدعم السريع على جسر جبل أولياء وهي تغادر الخرطوم على متنها جنود وأسلحة.
في هذه الاثناء، أفادت مصادر عسكرية وأخرى محلية للجزيرة بانها ترصد انتشاراً واسعاً لقوات الدعم السريع جنوبي مدينة أم درمان، بالتزامن مع حدة الهجوم الذي شنه الجيش السوداني، الايام الماضية، اليوم على مواقعها بمدينة الخرطوم.
وبحسب قناة “الجزيرة” أنها رصدت خلال جولة ميدانية خلو مناطق واسعة بشرق العاصمة الخرطوم سيما ضاحية بري والمنشية ومحيط مطار الخرطوم الدولي، من أي وجود لعناصر قوات الدعم السريع أو آلياتهم العسكرية.
وكانت هذه المناطق تُعد من أكثر المواقع حساسية واستراتيجية في قلب العاصمة، نظراً لدورها لقربها من مطار الخرطوم والقصر الجمهوري.
وكان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أكد أن قواته ستواصل القتال حتى القضاء على الدعم السريع تمامًا، مستبعدًا أي تفاوض معهم إلا في حال استسلامهم وتسليم أسلحتهم. وفي أول خطاب متلفز له بعد استعادة الخرطوم، شدد البرهان على أن “طريق السلام لا يزال مشرعًا”، لكن شرطه الأساسي هو إنهاء وجود “المليشيا المسلحة”.
ومع استمرار الحرب، أصبح السودان فعليًا مقسم بين مناطق يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق، ومناطق تحت سيطرة الدعم السريع في دارفور وأجزاء من الجنوب. وأدى القتال إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما يعاني نحو نصف السكان من الجوع الحاد.
وفي ظل تصريحات قائدي الجيش والدعم السريع “البرهان وحميدتي” يتجه السودان نحو مزيد من التصعيد العسكري، مع غياب أي مؤشرات لحل سياسي قريب. أو أي تسوية سلمية قريبة، خاصة مع تزايد الأوضاع الإنسانية سوءًا. ويصر كل طرف على حسم المعركة لصالحه وهو ما أطال أمد الحرب، في ظل تباطؤ الجهود الإقليمية والدولية للدفع باتجاه مفاوضات لانهاء هذا الصراع المدمر.