أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
البقاء ليس للأقوى فمقاعد الحُكم مسمارها العدالة والظلم لن يسمح لك بالمكوث مطولاً سيما إن كانت العزلة تحيط بأركان اللاشيء!!
وفي إنتقاده للعقوبات التي فرضت على رئيس المجلس الإنقلابي قال سفير السودان لدى الولايات المتحدة محمد عبد الله إدريس : إن العقوبات الأميركية على قائد الجيش جاءت قبل ثلاثة أيام فقط من انتهاء ولاية إدارة الرئيس جو بايدن واعتبر أن هذا التوقيت “غير مفهوم” ويعكس إستعجالا غير مبرر، وأوضح أنرحلات السودان
أن فرض العقوبات على طرفي النزاع يعكس خطأ في تقدير الأمور داعيا إلى ضرورة تحديد الجهة المسؤولة عن الإنتهاكات والمجازر ومعاقبتها بشكل محدد).
وهذا ما يكشف وهن الحجة في الخطاب الدبلوماسي فالعقوبات وقعت قبل ثلاثة أيام لأن الجرائم حدثت في هذا التوقيت !!
وضعف دور الدبلوماسية في عهد البرهان تبين في أنها عبارة عن واجهات فقط فشلت اولاً في تسويق إنقلابه ومن ثم لم تستطع تقديم مسوغات مقنعة للعالم لحربه في 15 ابريل.
فخطأ التقدير في أن الدبلوماسية عجزت عن بناء حاجز في المفهوم والقناعة لدى المجتمع الدولي حتى لايصدر قرارات “غير مفهومه” لها، لأن السفراء هم من تقع على عاتقهم الحيلولة دون صدور مثل هذه القرارات فمهمتهم قَبلِية تسبق تشكيل القرار ولاتقوم على الإدراك المتأخر لمابعده!!
وخطأ التقدير تجلى في إختيار الجنرال لتمثيل دبلوماسي يتم الصرف عليه بملايين الدولارات ومع ذلك يأتي اسم الجنرال مقرونا بجرائم حرب، طالت التهمة فيها جنرال قبله بلاتمثيل ولا سفراء، إذن ماقيمة الوجود الدبلوماسي خارجيا إن لم يلعب دورا فاعلا لدرء ومنع مثل هذه الإتهامات قبل وقوعها!! ام إن مايحدث على الأرض باغت السفراء بالخارج وادركوا انهم يمثلون نظام العصابات الذي يحمي الجماعات المتفلتة التي تحرجهم بأفعالها خارجيا!!
وعظيم أن يسلط السفير الضوء على نقطة في السطور الوسطى لحديثه أن تحدد أمريكا الجهة المسئولة عن الجرائم!!
وهذا “خطأ التقدير” الحقيقي لأن هذا ليس دور أمريكا انما دور المؤسسة العسكرية التي تعلم الجهة ولاتريد تسميتها بل وتعتبر أن الذين إرتكبوا الجرائم يمثلونها فإن ارادت عكس ذلك لخرج البرهان وخاطب الشعب السوداني الذي يسانده في هذه الحرب وتبرأ من هذه الكتائب وممافعلته في حق الشعب وفي المؤسسة العسكرية، التي أساءت لها عندما قتلت المواطنين بوحشية، وأعتذر البرهان للشعب عن خيانتهم له عندما قابلوا دعمه ومساندته بالجحد والنكران ،رحلات السودان
ولكن لن يستطيع الجنرال أن يتجرأ لتجريم كيكل وكتائب البراء، ولا حتى يستطيع تسميتها للمجتمع الدولي
ويذهب السفير في إنتقاده ويقول: ( لا يمكن للحكومة السودانية أن تقف متفرجة أمام تمرد مسلح يستهدف المؤسسات الرسمية) والرجل يعلم أن العقوبات لم تأت بسبب محاربة الجيش لقوات الدعم السريع ، فمثل هذا “الغش الخطابي” يضعف الحجة ولايقويها!! ويعتبر واحدة من التصريحات التي تخصم ولاتضيف فالعقوبات جاءت بسبب قتل المدنيين وليس بسبب محاربة الدعم السريع فهل محاربة الأخير تبيح قتل المواطنين وذبحهم!!
كما أن هذه العقوبات ليست هي نهاية المطاف وثمة عقوبات أخرى ستطول شخصيات جديدة من القيادات العسكرية من طرفي الصراع ومن القيادات الإسلامية
وواهم من يظن أن العقوبات على الجنرالين هي أشبه بتلك التي فرضت على البشير فالمخلوع فرضت عليه العقوبات لإرتكاب نظامه جرائما تحت سقف دولة قائمة
ولكن الآن يقف كل من البرهان ودقلو على أنقاض دولة واشلاء شعب، فالأمر لاينتهي بالإتهام لان وضع حجر أساس الدولة الجديدة لابد أن يتم بإزالة ماقبلها والبرهان نفسه يعلم أنه في المحطة الأخيرة، وأن صافرة العقوبات الآن تضع حلمه وراء ظهره وكذلك محمد حمدان دقلو الذي كتب نهاية مشواره في المحطة الأولى لبداية أحلامهرحلات السودان
وأمس الأول حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك من أن الصراع في السودان يتخذ منعطفًا أكثر خطورة بالنسبة للمدنيين بعد ورود تقارير عن مقتل العشرات بوحشية في هجمات مستهدفة عرقيًا في ولاية الجزيرة
وهي إشارة واضحة على أن العقوبات تحتاج الي التنفيذ الفوري ، الخطوة التي يتوقف عليها إنقاذ ارواح المواطنين
فالعقوبات ليست سياسية او هي اتهامات لفعل حدث وانتهى او توقف حدوثه ، كما في الجرائم التي ارتكبها نظام البشير في دارفور ولكنها عقوبات تأتي لجرائم مستمرة تحدث يوميا في عدد من الأقاليم، فالتنفيذ العقابي الآن سيحاسب على جريمة سابقة ، ويوقف جريمة آنية ، ويمنع جريمة قادمة مستقبلية، فخطر الحرب هو خطر ثلاثي الأبعاد لايتوقف مدّه إلا بعملية التنفيذ الفوري للعقوبات وهذه هي مهمة الإدارة الأمريكة الجديدة التي سبق وتحدثنا أن ملف الحل السياسي في السودان تم تسليمه لها من ادارة بايدن منذ أن رفض البرهان مفاوضات جنيف، رفضه الذي كان ايضا ( خطأ تقدير)!!.
طيف أخير :
لا_للحرب
قصف لقوات الدعم السريع أمس على محلية كرري أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين
المواطنون كانوا يقفون على صفوف انتظار الماء!!
الجريدة