رويترز تنشر صوراً تظهر طائرات مسيرة في مطار نيالا وتتحدث عن دخول منظومة جوية متطورة للدفاع الجوي للدعم

أظهرت صور تم التقاطها بواسطة شركة ماكسار إنشاء ثلاث حظائر للطائرات خلال فترة خمسة أسابيع بين يناير وفبراير.

وبحسب الصور التي قام بتحليلها موقع رويترز، ظهرت طائرة مسيرة واحدة على الأقل لأول مرة في المطار في التاسع من ديسمبر 2024.

ذكر باحثون من جامعة ييل أن هناك طائرات مسيرة في المطار خلال شهر يناير.
من جهتها أفادت قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر، بأن قوات الدعم السريع أطلقت سربًا من الطائرات المسيرة الانتحارية بطريقة عشوائية على أحياء عاصمة ولاية شمال دارفور. ودعت الفرقة في منشور على “فيسبوك” سكان مدينة الفاشر إلى “الحيطة والحذر”.

وتوصل تحليل أعدته شركة جينز للاستخبارات الدفاعية إلى أن الطائرات المسيرة التي تظهر في الصور هي من صنع الصين وتتميز من طراز (سي.إتش-95) بقدرتها على المراقبة على مسافات بعيدة وإمكانية تنفيذ الضربات على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.

لم تتمكن وكالة رويترز من تأكيد نوع الطائرات المسيرة أو كيفية وصولها إلى نيالا بشكل مستقل. كما أن السلطات الصينية وشركة الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية، التي تصنع طائرات (سي.إتش-95)، لم ترد على طلبات التعليق حتى الآن.

قام الجيش في وقت سابق بتوجيه الاتهام لقوات الدعم السريع باستخدام مطار نيالا لاستقبال أسلحة من الإمارات، التي تُزودها بطائرات مسيرة منذ بداية الحرب.

رداً على طلب للتعليق، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن الإمارات “أوضحت بجلاء أنها لا تقدم أي دعم أو إمدادات لأي من الأطراف المتحاربة في السودان”، مشيرة إلى تركيزها على جهود الإغاثة الإنسانية.

صرح متحدث باسم قوات الدعم السريع أن الادعاءات حول تلقيهم الدعم من الإمارات لا تمثل حقيقة.

وأضاف “القوات الدعم السريع لا تملك طائرات مسيرة حديثة، بل الجيش هو من يمتلكها”.

• غارات جوية في نيالا

أفادت تقارير لوكالة رويترز العام الماضي أن طائرات قادمة من الإمارات تصل إلى مطار قريب من الحدود السودانية مع تشاد، على الأرجح لتزويد قوات الدعم السريع بالذخائر.

يؤكد ناشطون وسكان في مدينة الفاشر أن طائرات مسيرة أُطلقت من نيالا وقامت بقصف أهداف مدنية في المدينة، مثل آخر مستشفى كبير متبقي فيها.

ذكر ناشطون محليون وعمال في مجال الإغاثة الإنسانية أن الجيش السوداني قام من جانبه باستهداف مدينة نيالا ومطارها، وذلك عبر تنفيذ ضربات جوية أسفرت عن مقتل مدنيين.

أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن 32 فرداً لقوا حتفهم جراء غارات حدثت في الثالث من فبراير.

تُظهر صور الأقمار الصناعية وجود أدلة على وقوع خمس ضربات جديدة على الأقل بواسطة الجيش، كما يبدو، بالقرب من مستودعات الطائرات المسيرة في نيالا خلال الفترة من 14 يناير إلى 18 فبراير.

قال مصدر من قوات الدعم السريع ومحلل أمني غربي إن إسقاط طائرة تابعة للجيش مساء الأحد أظهر قدرات جديدة لقوات الدعم السريع في مجال الدفاع الجوي في نيالا. وأفاد مصدر محلي يعمل في مجال المساعدات الإنسانية بأن الطائرة قامت بقصف المطار مرتين قبل أن تسقط بنيران الدفاع الجوي.

ذكر ثلاثة خبراء في مجال الطيران أن الطائرة التي تم إسقاطها كانت على الأرجح طائرة شحن من طراز إليوشن 76، مشابهة لتلك التي تم إسقاطها في شمال دارفور في أكتوبر، وذلك استناداً إلى لقطات تظهر أجزاء من المحرك ومعدات الهبوط.

أظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على الإنترنت وتأكدت منها وكالة رويترز تجمع حشود بالقرب من حطام الطائرة المشتعلة. وقد حددت رويترز الموقع على بعد حوالي كيلومتر واحد من منطقة المستقبل في شمال نيالا.

لم يرد الجيش السوداني على الاستفسارات بشأن الأدلة المتعلقة بوجود طائرات مسيرة في نيالا أو قصف المنطقة.

ستكون دارفور المنطقة الأبرز بالنسبة للحكومة التي ستشكلها قوات الدعم السريع مع السياسيين المتعاونين معها، في ظل اتساع الانقسامات الجغرافية الناتجة عن الحرب.

لم يتمكن الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على الأسلحة في دارفور منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من إيقاف التدفق المستمر للأسلحة الأجنبية إلى البلاد.
صورة التقطت بأقمار صناعية تُظهر طائرتين مسيرتين وحظيرة طائرات تم بناؤها حديثا بالقرب من مهبط الطائرات في مطار نيالا في مدينة نيالا السودانية يوم 14 يناير كانون الثاني 2025. صورة لشركة ماكسار تكنولوجيز حصلت عليها رويترز من طرف ثالث.