spot_img

ذات صلة

جمع

غسان كنفاني: هشاشة الاسم والمنفى المؤجّل

إبراهيم برسي في زمنٍ لا يتذكّر إلا ما يمكن أرشفته،...

السودان: تحالف «تأسيس» يشرع في ترتيبات إعلان «الحكومة الموازية»

نيروبي: التحول خصص قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو...

متاحف نوبية غير قابلة للتدمير

د. أحمد التيجاني سيد أحمد عندما انقلب السحر على الساحر،...

كيف تشكل المليشيات خطرا على الدولة ووحدة السودان؟

تاج السر عثمان ١. اوضحت الحرب اللعينة الجارية حاليا خطر...

سرب من المسيّرات تستهدف مواقع استراتيجية بمدينة مروي شمال السودان

مروي: التحول
هاجمت طائرات مسيّرة، اليوم الثلاثاء، مواقع عسكرية واستراتيجية في مدينة مروي بالولاية الشمالية، مستهدفة قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية وسد مروي، أحد أهم المنشآت الحيوية في البلاد. في ثالث هجوم من نوعه خلال هذا الشهر تنفيذا لتهديدات قائد ثاني قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو بنقل المعارك إلى شمال السودان.

و تصاعدت ألسنة اللهب من بعض المواقع المستهدفة، فيما لم تُعرف بعد طبيعة الأضرار والخسائر الناجمة عن الهجوم. غير أن الهجوم أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي جراء استهداف المحولات بالسد.

وقالت قيادة الفرقة 19 مشاة في بيان، إن الدفاعات الأرضية تصدت للهجوم وأسقطت عدداً من المسيّرات التي أطلقتها قوات الدعم السريع، مؤكدة جاهزيتها للتعامل مع أي تهديدات جديدة.

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من استهداف مطار دنقلا في ذات الولاية بطائرات مسيرة، ما أسفر عن اندلاع حريق ضخم في مستودعات الوقود وحدوث أضرار مادية جسيمة، بحسب السلطات المحلية.

وفي سياق متصل، أكّد منسق قوات الاحتياط بالولاية الشمالية، حسين إبراهيم، خلال لقاء مع والي الولاية عابدين عوض الله، جاهزية القوات الاحتياطية والمستنفرين في المحليات للدفاع عن المنطقة، مشيراً إلى رفع الكفاءة القتالية وتفعيل خطط الاستعداد لأي طارئ.

من جهته، أشاد والي الولاية بجهود قوات الاحتياط والدور الذي تلعبه في دعم منظومة الدفاع المحلي، مؤكداً دعم حكومته الكامل لها.

وأصدر والي الشمالية عابدين عوض الله، الأحد، أمر طوارئ رقم ٢ لسنة ٢٠٢٥م بتعديل ساعات حظر التجوال للأشخاص والمركبات بالولاية،
ونص أمر الطوارئ على تعديل ساعات حظر التجوال لتبدأ من الساعة العاشرة مساء حتى الساعة الخامسة صباحا،

وأشار أمر الطوارئ إلى تطبيق العقوبات الواردة في أمر الطوارئ رقم ٥ لسنة ٢٠٢٣م لكل من يخالف احكام هذا الأمر.

يمثل استهداف مدينة مروي تطوراً لافتاً في خارطة الحرب الممتدة، خاصة أن المدينة تحتضن أحد أهم الأصول الاستراتيجية في البلاد: سد مروي، الذي يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في السودان.

و أثار استهداف الولاية غضب المواطنين وبحسب شاهد عيان تحدث لصحيفة “التحول” أن هنالك حالة من القلق والذعر وسط المواطنين جراء استهداف قوات الدعم السريع لمواقع حيوية وتهديد السد بالانهيار عبر الضربات المتكررة ما يعني تهديد حياة المواطنين بالغرق ومحو قراهم من المنطقة.

وأشار أن الهجمات باتت تروع أمن المدنيين ولم يعد هنالك من خيار سوى مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل ووقف هذه الهجمات التي تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، بالضغط على الدعم السريع لوقف الهجوم على المواقع الاستراتيجية.

وبينما كان مسرح العمليات محصوراً طيلة العام الماضي في الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، فإن توسيع رقعة الحرب ونقل المعارك إلى الولاية الشمالية في محاولة لاستنزاف مقدرات الولاية يفتح مرحلة جديدة من الصراع، تنطوي على رسائل سياسية وعسكرية في آنٍ واحد.

وشكلت الولاية الشمالية مأوى للفارين من الحرب من كل الولايات واحتضنت مئات الآف غير أنها أصبحت تواجه تهديدات أمنية في الوقت الذي بدأ النازحون العودة إلى مواطنهم في سنار والجزيرة والخرطوم مع تقدم الجيش السوداني مؤخراً في عدة جبهات.

ويرى مراقبون أن استهداف مروي قد يحمل أبعاداً رمزية تسعى من خلالها قوات الدعم السريع إلى تقويض الثقة في قدرة الجيش على حماية الأصول السيادية، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة الإقليمية والدولية حول السدود والنزاعات الحدودية.

كما يربط آخرون هذا التصعيد بمحاولة الضغط على الحكومة المركزية بورتسودان في ظل التحركات الدبلوماسية المكثفة مع أطراف إقليمية، كان آخرها زيارة رئيس المخابرات المصري وعودة الحديث عن الدعم العسكري وإعادة الإعمار، ما يجعل استهداف الشمال بمثابة تحدٍ مباشر للتحالفات الناشئة.

في ظل هذا المشهد، تبدو الولاية الشمالية – التي طالما كانت خارج حسابات الحرب أمام اختبار حقيقي، ليس فقط في قدرتها على تأمين نفسها، بل أيضاً في مدى قدرة مؤسسات الدولة على منع تمدد الصراع نحو مناطق استراتيجية.

spot_imgspot_img