لندن – التحول
انتقد نشطاء سودانيون في منظمة “التضامن مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” في المملكة المتحدة موقف صحيفة “الغارديان” البريطانية لعدم نشرها بيان فيه رداً على بيان للسفارة السودانية حول تطورات الوضع في السودان.
وقالت المنظمة النقابية في رسالة عبر صفحتها في منصة “فيسبوك”: بينما يعاني الشعب السوداني من ويلات الحرب المدمرة التي أشعلتها المصالح المتصارعة بين الجيش السوداني (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF)، بدعم من قوى إقليمية ودولية، تواصل السفارة السودانية في لندن ترويجها لموقف الجيش، في محاولة لحشد التأييد الدولي لصالحه.
وأضافت المنظمة: رغم الكارثة الإنسانية التي خلّفها النزاع، حيث تجاوز عدد النازحين 12.9 مليون شخص وسقط مئات الآلاف من القتلى، إلى جانب الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الطرفان، تحاول السفارة تلميع صورة الجيش السوداني وتقديمه كمدافع وحيد عن السودان، متجاهلة سجلّه الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضحت أنه في 13 يناير 2025، نشرت الكاتبة والصحفية البريطانية ” من أصول سودانية”، نسرين مالك مقالًا في صحيفة “الغارديان” تحت عنوان: “نتجاهل السودان على مسؤوليتنا. حملة القتل الجماعي والاغتصاب هذه سيكون لها عواقب عالمية”. ركزت مالك في مقالها على جرائم قوات الدعم السريع وعلاقاتها بالإمارات العربية المتحدة، لكنها لم تتناول بالقدر الكافي الفظائع التي ارتكبها الجيش السوداني.
وذكرته أنه ردًّا على ذلك، أرسلت السفارة السودانية في لندن رسالة إلى الصحيفة تحت عنوان “الجيش السوداني يستحق دعم العالم”، نُشرت في 29 يناير 2025، دافعت فيها عن الجيش ورفضت الانتقادات الموجهة إليه، في محاولة لتبرير أفعاله خلال النزاع.
وتابعت قائلة: في مواجهة هذا الخطاب، قامت منظمة “التضامن مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” (MENA Solidarity) بصياغة رد من 300 كلمة، وقعته منظمات سودانية وبريطانية، وأرسلته إلى “الغارديان”، إلا أن الصحيفة لم تنشره.
المعركة الإعلامية حول السودان
وأشار الموقعون على المذكرة إلى أن نشر هذه الرسالة كان ضروريًا لتقديم رواية مغايرة عن الحرب في السودان، حتى لا تظل وجهة النظر الرسمية هي المسيطرة على الرأي العام العالمي. معتبرين أن السفارة السودانية لا تمثل سوى نظام انقلاب 2021، والصراع الحالي ليس من أجل حماية السودان، بل هو صراع بين جناحي النظام القديم على السلطة والثروة.
ويؤكد معارضو الخطاب الرسمي أن الجيش السوداني هو من أنشأ قوات الدعم السريع وسلّحها، بل وقاتل إلى جانبها في اليمن. كما أن الجرائم التي ارتكبها الجيش منذ الثورة السودانية في 2018، بما في ذلك مجازر فض الاعتصامات عام 2019، والانقلاب العسكري في 2021، لا تزال شاهدة على دوره في قمع الشعب السوداني.
وتتعارض مزاعم السفارة بشأن كون الجيش هو الحامي الوحيد للدولة مع التقارير الدولية، بما في ذلك بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة (أكتوبر 2023) التي أكدت أن الطرفين ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما أن التقارير الميدانية تفند ادعاءات الجيش بسيطرته على 70% من العاصمة الخرطوم، وتكشف أن الطرفين يعتمدان على تهريب الذهب واستغلال موارد السودان لتمويل الحرب.
في ظل استمرار القصف والمعاناة الإنسانية، يرى المراقبون أن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع هو وقف الحرب، وتحقيق السلام والتأسيس لحكم مدني ديمقراطي تحقيقا لمطالب وشعارات الثورة السودانية التي أنهت عقوداً من الحكم العسكري والاستغلال السياسي والاقتصادي في السودان.
أدناه تنشر صحيفة “التحول” أسماء الجهات الموقعة على المذكرة:
لويز ريجان، رئيسة اللجنة الدولية، الاتحاد الوطني للتعليم
خالد سيد أحمد، نائب رئيس اتحاد نقابات بورتسموث
آن ألكسندر، محررة مشاركة، شبكة التضامن مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدكتورة آنا ليفينغستون – مسؤولة الصندوق لفرع وحدة بارتس الصحية
باهر لاتو – سكرتير مجلس تجارة بارنت
الدكتور كامبيز بوملا – أمين صندوق مجلس تجارة تاور هامليتس
أطباء السودان من أجل حقوق الإنسان
جمعية الدبلوماسيين السودانيين
المبادرة السودانية ضد الحرب (حركة تحرير شعب السودان – الجبهة الديمقراطية الثورية – المملكة المتحدة، اتحاد المرأة السودانية في المملكة المتحدة وأيرلندا، حزب البعث السوداني – المملكة المتحدة وأيرلندا، الجبهة السودانية للتغيير – المملكة المتحدة، الحزب الشيوعي السوداني – المملكة المتحدة وأيرلندا، حزب التحالف الوحدوي السودان، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي)