الخرطوم: التحول
في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في السودان، رحّبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإعلان الحكومة السودانية تمديد فتح معبر “أدري” الحدودي مع تشاد لثلاثة أشهر إضافية، ما يتيح استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى ملايين المتأثرين بالحرب في إقليم دارفور ومناطق أخرى.
ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، القرار بأنه “خبر سار”، مشيرًا إلى أن المعبر يمثّل “شريان حياة لملايين الأشخاص المحتاجين في السودان”، حسب تعبيره في منشور عبر منصة “إكس”.
كما أعلنت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي ترحيبها بإعلان الحكومة السودانية تمديد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لثلاثة أشهر إضافية.
وأضافت سلامي في تغريدة على منصة إكس “يُعد هذا المعبر شريان حياة لملايين الأشخاص، إذ يظل الطريق الأكثر مباشرة وكفاءة لإيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المستضعفين في دارفور”.
من جانبها، عبّرت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حجة لحبيب، عن “ارتياحها العميق” للقرار، مؤكدة أنها شاهدت بنفسها التدفق المستمر للنساء والأطفال عبر المعبر، وقالت إن “استمرار الوصول إليه أمرٌ حيوي لملايين الفارين من الحرب – إنه خيط أمل أخير، ولمحة من الوطن”.
وبالتزامن مع تمديد فتح المعبر، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تحرك قافلة ضخمة من منطقة الدبة شمال السودان نحو مدينة الفاشر في شمال دارفور، محمّلة بإمدادات غذائية وتغذوية. وقال البرنامج عبر منشور في صفحته الخاصة بمنصة “فيسبوك”، أطلعت عليه صحيفة “التحول”: إنّ القافلة ستقطع أكثر من 1000 كيلومتر، وسط تحديات أمنية جسيمة، حيث تُعدّ هذه الإمدادات حيوية لإنقاذ الأرواح في مدينة تعاني من حصار ومعارك متواصلة ومخاطر مجاعة واسعة النطاق.
اتهامات باستخدام الغذاء كسلاح:
اتهم تحالف “السودان التأسيسي – تأسيس” الحكومة السودانية باستخدام الغذاء كسلاح ضد المدنيين، مطالبًا المجتمع الدولي والإقليمي بـ”التدخل العاجل”.
وأشار البيان إلى إصدار والي الخرطوم قرارًا بإغلاق المطابخ المجتمعية (التكايا) في الولاية، والتي قال إنها “كانت محمية من قبل قوات الدعم السريع خلال سيطرتها على مدن العاصمة، وكانت تشاركها الطعام والمخازن”.
مأزق إنساني يتفاقم
وتتزامن هذه التصريحات مع تحذيرات متكررة من منظمات إغاثية دولية بشأن تصاعد خطر المجاعة في مناطق واسعة من دارفور والخرطوم وجنوب كردفان، نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ما يزيد عن 15 مليونًا داخليًا وخارجيًا.
في ظل هذا المشهد، يبدو أن فتح معبر أدري وتسيير القوافل الإنسانية لا يمثل سوى خطوة رمزية في مواجهة كارثة شاملة، بينما يبقى مصير المدنيين رهنًا بحجم الضغوط الدولية، والقدرة على فصل المسار الإنساني عن الحسابات السياسية والعسكرية.
