أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرْض عقوبات على قائد قوات “الدعم السريع” السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي” وشخص آخر، إضافة إلى 7 شركات تابعة لهم، متهمة إياهم بارتكاب ما وصفته بـ”إبادة جماعية في السودان”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن قوات “الدعم السريع” والفصائل المتحالفة معها “استمرت في مهاجمة المدنيين، وقتْل رجال وصبية على أساس عرقي، واستهداف نساء وفتيات من جماعات عرقية بعينها عمداً لاغتصابهن وممارسة أشكال أخرى من العنف الجنسي”.
وذكر بلينكن أن “قوات الدعم السريع استهدفت أيضاً المدنيين الفارين من الصراع وقتلت أبرياء، ومنعت بقية المدنيين من الحصول على الإمدادات المنقذة للحياة”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية”.
وأوضح “نحن اليوم نعاقب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موسى، المعروف باسم ‘حميدتي’، لدوره في الفظائع المنهجية التي ارتكبت ضد الشعب السوداني”.
وأكد أن واشنطن فرضت عقوبات على “حميدتي”، ومنعته من السفر إلى الولايات المتحدة، وجمَّدت أي أصول ربما تكون له في الولايات المتحدة.
وشدد على أن “حميدتي تجاهل عمداً الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة 2023 ‘الالتزام بحماية المدنيين في السودان’، ومدونة السلوك لعام 2024 الصادرة عن مبادرة تعزيز الإنقاذ والسلام في السودان”.
ولفت إلى أن “هذه المدونة تتضمن التزامات بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق، ومنع جرائم الحرب مثل العنف الجنسي، وهي جرائم ارتكبتها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها تحت قيادة حميدتي”.
من جهتها، قالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن “قدرة قوات الدعم السريع على الحصول على المعدات العسكرية وتوفير الموارد المالية لا تزال تؤجج الصراع في السودان”.
وقال نائب وزير الخزانة الأميركية والي أدييمو إن “الولايات المتحدة تواصل الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يُعرّض حياة المدنيين الأبرياء للخطر”، مؤكداً أن “وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام كل وسيلة متاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني”.
وأضاف أدييمو: “اليوم، قرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان خلال الحرب”.
وأشار إلى أن “بلينكين قرر سابقاً أن أعضاء قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها قد شاركوا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي”.
وتابع أدييمو بالقول إنه “تحت قيادة حميدتي، انخرطت قوات الدعم السريع في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع وإعدام المدنيين العُزَّل والمقاتلين غير المسلحين”.
وتورد صحيفة “التحول” نص بيان الخارجية
بيان الخارجية الأمريكية
في 15 أبريل 2023، أطلقت القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF) صراعًا وحشيًا غير مسبوق أدى إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث يعاني 638,000 سوداني من أشد حالات المجاعة في تاريخ السودان الحديث، وأكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وعشرات الآلاف من القتلى.
في ديسمبر 2023، توصلت إلى أن أعضاء من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب. كما توصلت إلى أن أعضاء من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وعمليات تطهير عرقي.
تواصل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها شن هجمات على المدنيين. قامت هذه الميليشيات بشكل منهجي بقتل الرجال والصبية، حتى الرضع، على أساس عرقي، واستهدفت النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي. واستهدفت نفس الميليشيات المدنيين الفارين، وقتلت أبرياء هاربين من الصراع، ومنعت المدنيين الباقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة. وبناءً على هذه المعلومات، خلصت الآن إلى أن أعضاء من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة ارتكبوا إبادة جماعية في السودان.
تلتزم الولايات المتحدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع. لذلك، نفرض اليوم عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موسى، المعروف بـ”حميدتي”، لدوره في الفظائع المنهجية المرتكبة ضد الشعب السوداني. كما نفرض عقوبات على سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع تقع في الإمارات العربية المتحدة وشخص واحد لدورهم في شراء أسلحة لقوات الدعم السريع. بالإضافة إلى ذلك، نعلن اليوم عن تصنيف حميدتي بموجب القسم 7031(c) بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي للمدنيين من قبل جنود قوات الدعم السريع تحت قيادته. ونتيجة لهذا التصنيف، أصبح حميدتي وأفراد عائلته المباشرين غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة.
تجاهل حميدتي بشكل صارخ التزاماته بموجب القانون الإنساني الدولي، و”إعلان جدة 2023 للالتزام بحماية المدنيين في السودان”، ومدونة السلوك لعام 2024 الصادرة عن مبادرة “تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”. تتضمن هذه المدونة التزامات بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق ومنع جرائم الحرب مثل العنف الجنسي، التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة تحت قيادة حميدتي.
الإجراءات التي نتخذها اليوم تأتي في إطار جهودنا المستمرة لتعزيز المساءلة لجميع الأطراف المتحاربة التي تغذي هذا الصراع. لا تدعم الولايات المتحدة أي طرف في هذه الحرب، وهذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع لا تعني دعمًا أو تأييدًا للقوات المسلحة السودانية. كلا الطرفين يتحملان مسؤولية العنف والمعاناة في السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان السلمي المستقبلي. تواصل الولايات المتحدة تقييم المزيد من الإجراءات لفرض تكاليف على من يواصلون تأجيج الصراع وارتكاب الفظائع ضد الشعب السوداني. كما نواصل دعم الشعب السوداني لتحقيق تطلعاته في مستقبل ديمقراطي سلمي وعادل وشامل، ولهذا السبب أعلنت في ديسمبر أن الولايات المتحدة ستقدم 30 مليون دولار لدعم منظمات المجتمع المدني السوداني.
الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخزانة اليوم جاءت بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، “فرض عقوبات على أشخاص معينين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”، بصيغته المعدلة. لمزيد من المعلومات حول هذا الإجراء، يُرجى الاطلاع على البيان الصحفي لوزارة الخزانة. التصنيف العام تم بموجب القسم 7031(c) من قانون وزارة الخارجية والعمليات الخارجية وبرامج التخصيصات ذات الصلة لعام 2024 (القسم F، القانون العام 118-47)، وفقًا للقانون المستمر الإضافي لعام 2025 (القسم A، القانون العام 118-158).