مرتضى الغالي
أطلّعنا على تقارير ومعلومات حول (الفساد الجديد) في سلطة بورتسودان الانقلابية .. فاستعذت ثلاثاً بكلمات الله التامة .. حيث أن هذه المعلومات عن فساد سلطة بورتسودان و(أغنياء حربها) ليست من الكلامات الطائرة والهترشات المتداولة أو (قول قالوا) .. إنما هي معلومات موثوقة من شهود عيان وموظفين عموميين ومحاسبين وصيارفة في الخدمة المدنية (أو ما تبقى من شظاياها) من الذين لا يزال بين حناياهم (واعز من ضمير) وبقية من مهنية..!
لا تستمعوا إلى طراطيش الكلام والخطب الذي يظهر بها البرهان وجنرالاته .. فالرجل من شهود الفساد والعارفين بشبكاته .. (ودعك من كلام السفير عن ثمن قصر تركيا)..!
نعم الرجل غافل عن كثير من الشؤون العامة وغير العامة .. ولكنه ليس بغافلٍ عن مواطن الفساد وضرباته وصفقاته .. وما يدور بين الذين يتاجرون في بورتسودان و(وبعض الولايات) لحسابهم الخاص وعبر أتباعهمم بموارد الدولة وأختامها وعطاءاتها وجوازاتها وذهبها و(بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها)..!
هذا هو الملف الذي لا يتحدث عنه أحد..! والذي يحاول البرهان وجنرالاته وحكومته المكلّفة و(غير المكلفة) التغطية عليه بالكلام عن (الكرامة) والمحكمة الدولية والاستنفار و(الاستحمار)..! فهل يعلم أنصار الحرب من جماعة المثقفين (الشقلباظ) وجوقة (الإعلاميين الخُردة) هذا الفساد الذي يجري الآن في بورتسودان تحت ظلال الحرب .. أم أنهم مشغولون بمسح المناظير واستعدال ربطات العنق وركوب الميكرفونات والفيديوهات..؟!
عن ماذا يتحدث البرهان وهو يخرج كل مرة بخطابات عوراء أمام الشاشات والبلاد غرقى بالدماء والمواطنون وأطفالهم يموتون بالرصاص والدانات والمسيّرات والجوع والقصف والكوليرا وحمى الضنك والفشل الكلوي وموت الفجاءة والقهر..!
هذا الرجل الذي دمّر بلادنا لا يمثّل شيئاً غير نسخة باهتة ممسوخة من الجنرال “بول بوت” طاغية كمبوديا وجزّارها الأشهر (دائم الابتسام) الذي صنع في بلاده تلالاً من جماجم السكّان وجعلها الدولة الأولى التي تمتلك الحجم الأكبر من (الأطراف الصناعية)..!
هل سمعت جماعة إعلام الباطل والطبّالين أنصار الحرب مؤيدي الانقلاب بعائد الفساد من إعادة بيع الإغاثة العينية والمالية من جملة مليار و600 مليون دولار (تقرير الشفافية الدولية والـ CNN مع مصادر محلية)..!
هل سمعوا عن حجم الأموال التي تم استخراجها من وزارة المالية بحجة تأهيل المحاكم في بعض الولايات..؟! وهل وسمعوا بالجهة التي استولت على عوائد المنشآت الاستثمارية التابعة للجهاز القضائي..؟!
هل سمعوا بفاتورة إيجارات مساكن الوزراء والمدراء والجنرالات، وفاتورة الفنادق مقابل الوجبات الجاهزة ومخصّصات السيارات والوقود والانتقال..؟!
هل سمعوا بميزانيات تأثيث وتأهيل المكاتب الحكومية في بورتسودان..؟!
هل سمعوا بقرار تجميد عمل المراجع العام عملاً بأحكام الطوارئ وسلطة قائد الجيش..؟!
هل سمعوا بأطنان الأوراق المالية التي لم يتم إتلافها عند عملية (استبدال العملة)..؟! وهل سمعوا عن عمولة وسيط طباعة العملة في الدولة المجاورة…؟!
هل سمعوا بوضع العملات الحرّة في مقر قائد الجيش ومنع صرف أي دولار إلا بإذنه..؟!
هل يعلمون ما تخطى الخزينة العامة من توريد مليار ونصف مليار دولار من عائد بيع الذهب للخزينة العامة..؟!
هل سمعوا عن اختفاء عائد بيع أطنان النحاس المنزوع من كوابل الكهرباء في الخرطوم وعدد من المدن..؟!
هل تسيطر وزارة المالية على عوائد الميناء ورسوم حركة الكونتينرات ورسوم الرسو والأرضية وعائد الصادر؟
من هم المصدّرون والمورّدون غير شبكة السلطة وجنرالاتها ووكلائها…؟!
الذين كانوا في الإنقاذ هم الآن جنرالات ووزراء ومقاولي ومدراء سلطة بورتسودان .. فماذا تنتظر غير استئناف حركة القطارات المتجهة نحو محطة (الحب والظروف)..؟! فالجماعة هي ذات الجماعة و”الأمور من بعضها” والحكاية كلها تسير على خطى الانقاذ وأنغام أغنية المُغني: (البريدك موت .. قالوا بتريدو)..!
هذه فقط بعض الملامح من فساد سلطة بورتسودان .. وسيأتي اليوم الذي تتضح فيه الأبعاد الكاملة لجسم الفيل الموجود في غرفة جماعة الانقلاب (ومَنْ اظلم ممن كتم شهادة عنه من الله وما الله بغافل عمّا تعملون)..
هل ترك الفساد شيئاً لصيانة الطائرات والآليات والدفاعات الأرضية..؟!
أين بندقية البرهان التي نسب إليها مجده ودبابيره..؟!
الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com