الخرطوم – 30 أبريل 2025
في تصعيد خطير، جديد، ضمن الحرب المستمرة في السودان، شنت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات الدامية على مواقع للجيش السوداني والبنية التحتية الحيوية في ولايات دارفور، النيل الأبيض، ونهر النيل، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصًا، بينهم مدنيون وجنود.
وأكدت مصادر عسكرية متطابقة مقتل 11 جنديًا على الأقل، وإصابة أربعة آخرين، في هجوم بمسيّرات استهدف محطة إمداد وقود ومقر الفرقة 18 التابعة للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض. وأفادت المصادر أن غالبية القتلى ينتمون إلى وحدات النخبة وقوات حركة تحرير السودان/مجموعة مصطفى تمبور المتحالفة مع الجيش، مشيرة إلى أن الهجوم وقع في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وأن الدفاعات الأرضية حاولت التصدي للطائرات.
وفي دارفور، لقي 11 شخصًا مصرعهم، بينهم جنود ومدنيين، في قصف مماثل استهدف محطة وقود ومركزًا إيواء للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وقالت مصادر عسكرية إن الهجوم على مركز النازحين أودى بحياة ثلاثة مدنيين وأصاب آخرين، فيما أكد الجيش رده بقصف مضاد على مواقع قوات الدعم السريع بالمنطقة.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أن 41 مدنيًا قتلوا وأصيب العشرات في قصف مدفعي سابق نفذته قوات الدعم السريع على أحياء مختلفة من الفاشر، بينهم نساء وأطفال. وأضاف البيان أن “الجيش لا يزال صامدًا في مواقعه رغم القصف العنيف”.
ويأتي هذا التصعيد ضمن مساعي قوات الدعم السريع لإحكام سيطرتها على مدينة الفاشر الاستراتيجية، التي تتعرض لهجمات متواصلة منذ أشهر، وسط تحذيرات أممية من وقوع كارثة إنسانية مع تفاقم أوضاع النازحين الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف.
من جهتها، نفت قوات الدعم السريع استهداف المدنيين، وأكدت التزامها بتأمين ممرات آمنة لإخلاء السكان من الفاشر، داعية القوات المتحالفة مع الجيش إلى “الخروج الآمن من المدينة”.
وفي تصعيد لافت شمال البلاد، استهدفت طائرات مسيّرة محطة كهرباء عطبرة التحويلية بولاية نهر النيل، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. وأفادت مصادر محلية بسقوط ضحايا من النازحين الذين لجؤوا إلى المدينة من الخرطوم وأم درمان قبل عام هربًا من الحرب.
وفي اتجاه آخر شنت قوات الدعم السريع هجوما عنيفا على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين في منطقة “مركب” المجاورة للمدينة وإصابة آخرين، حسب شهود عيان.
وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر الدعم السريع نهبوا عشرات المتاجر في سوق الخوي قبل أن يقوموا بإحراقها، كما دمروا برج التحكم التابع لشركة “سوداني” مما تسبب في توقف شبكة الاتصال الوحيدة التي تخدم المدينة.
وأفادت المصادر بتمركز عناصرهم خارج قرية الصريف القريبة من الخوي عقب انسحابهم.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف من السودانيين، فيما اضطر أكثر من 14 مليون شخص للنزوح داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات الأمم المتحدة.