مجدي عبد القيوم (كنب)
مع أن امر استعادة مدينة ود مدني يعتبر من الناحية العسكرية انتصارا له أهمية قصوى من ناحية استراتيجية بالنظر لموقع حاضرة الولاية إلا أنه في تقديري يتجاوز الانتصار العسكري لجوانب أعمق اهمها هو سقوط فكرة ضعف الجيش وعدم التوازن الاثني وافتقار قياداته الكفاءة وما إلى ذلك من مزاعم تروج لها أطراف المشروع الاستعماري وفقا لحملة منظمة وممنهجة يتصدرها متحور قحت تمهيدا لتفكيكه علة غرار تفكيك الجيش السوري ومن قبله العراقي.
قادت قحت ثم متحورها تقدم الحملة ضد الجيش تحت شعار إصلاح المؤسسة العسكرية كمحطة مهمة في إطار مشروع تفكيك وتقسيم الدولة كهدف استراتيجي في اطار تنفيذ خطة برنارد لويس التي تنتظم المنطقة والذي كشف عنه مقترح تشكيل حكومة موازية في مناطق الدعم السريع الذي تتبناه المجموعة المرتبطة بالإمارات الوكيل السابق لتنفيذ لمشروع الشرق الأوسط الجديد والراعي الرسمي لمليشيا الدعم السريع الذي يمثل الآلية العسكرية لتدمير الجيش نشط هذا التيار من متحور قحت في الترويج لاختطاف قرار المؤسسة العسكرية من قبل الاسلاميين وتصدر كتيبة البراء بن مالك للمشهد وما إلى ذلك مستفيدا من كتابات بعض الاقلام اليسارية التي تنحو في الاتجاه على الرغم من أن الصراع مع الاسلاميين يعد تناقضا ثانويا بالنظر لمشروع تفكيك الدولة الذي يعد تناقضا اساسيا بحسب المنطلق النظري لهؤلاء.
بحسب الخبراء العسكريين فإن اقتحام المدينة بريا تم بعملية من ثلاثة محاور شرقا وغربا وجنوبا اشتركت فيها قطاعات الجيش المختلفة بإسناد جوي وهي مساحات شاسعة يزيدها تعقيدا طبيعة قري الجزيرة التي تنتشر في رقعة جغرافية كبيرة جدا.
في التقدير أن معركة مدني لا تعد فحسب بداية النهاية للمليشيا بل للمشروع الاستعماري الذي يستهدف الدولة ككيان والتي لن يصيبنا أي التباس في أن نفرق بينها وبين النظام السياسي أو السلطة ايا كان موقفنا منها وهذا هو الاهم
قطعا تمثل مواكب الفرح التي انتظمت كل المدن دلالة بالغة علي التفاف المواطن السوداني الذي يمثل السواد الأعظم مع الجيش بعيدا عن مواقف السياسيين بمختلف مدارسهم سيما اولئك الذين سخروا من المقاومة الشعبية لانها لا تتطابق مع ما ورد في كتابهم متغافلين عن مواقف شباب الثورة الذي يمثل ثوار غاضبون ايقونته التي طالما احتفوا بها ايام الزخم الثوري ودلقوا المداد في التحذير من انتشار السلاح بين المواطنين وكأن هذا السلاح تعرضه الأجهزة المعنية في سوق أم دفسو للسابلة والمشترين من كل شاكلة.رحلات السودان
من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة نحي كل من وقف كالطود شامخا زودا عن حياض الوطن وقدم درسا لاعدائه أن هذه البلاد ستبقى حتف انف الأعداء والعملاء. المجد لكل من نزف دما او سكب عرقا، الخلود لمن ارتقى شهيدا وذلك ذروة سنام التضحيات وقدم عظة للتاريخ أن الشعوب الحرة تأبى الضيم وان مقاومة الاستعمار شرف دونه المهج.