تنطلق في الثانية من ظهر اليوم بتوقيت السودان، في عدد من المراكز داخل وخارج السودان امتحانات الشهادة السودانية بمادة التربية الإسلامية، بعد عامين من التأجيل بسبب الحرب، في وقت فرقت قوةمن الجيش السوداني في محلية الدلنج بولاية جنوب كردفان محتجون حرموا من الجلوس للامتحان نتيجة لقرار حكومة الولاية، بينما أعلنت لجنة المعلمين السودانيين عن فشل الحكومة في عقد الامتحانات في 8 ولايات بالكامل و6 أخريات بشكل جزئي من أصل 18 ولاية بما يعادل نسبة 60%.وقدر عدد الذين تم حرمانهم من الجلوس بـ 150 ألف طالب وطالبة.
وأطلقت قوات الجيش السوداني بمدينة الدلنج ، ثاني اكبر مدن ولاية جنوب كردفان مساء أمس الجمعة الأعيرة النارية لتفريق متظاهرين من الطلاب الممتحنين للشهادة السودانية يطالبون بـ”بإنصافهم” اسوةً بزملائهم من الطلاب بباقي ولايات السودان، وفق شهود عيان.
وقال شهود عيان في إفادات نقلتها صحيفة ” إدراك” إن قوات الجيش استخدمت السلاح الناري في مواجهة المتظاهرين امام مقر اللواء (54) بالدلنج مما اوقع إصابات بين الطلاب المتظاهرين.
فيما أفاد الشهود ، إن بعض الجرحي تم نقلهم لمستشفي الدلنج ، لكن لم تتأكد عن وقوع وفيات بين الطلاب ، في وقت استنكرت فيه قطاعات شعبية تلك الإجراءات من قبل الجيش في مواجهة مسيرة سلمية للمطالبة بحقوقهم وإنصافهم.
تأكيد تأجيل الامتحانات:
وكان “راديو دبنقا” قد نقل إفادات عن مصادر مطلعة عن تأجيل امتحانات الشهادة السودانية بمدينتي الدلنج في ولاية جنوب كردفان والنهود بولاية غرب كردفان، وذلك بسبب مشكلات لوجستية تتعلق بعدم وصول أوراق الامتحانات وأرقام الجلوس.
وأوضحت المصادر، وفقاً لتصريحات متداولة، أن الامتحانات المؤجلة للعام الدراسي 2023، التي كان من المقرر انعقادها في 28 ديسمبر الحالي، تم تأجيلها إلى مارس المقبل. وأكدت أن الخبر كان صادماً ومحزناً لمجتمع مدينة الدلنج، حيث لم تصل أرقام الجلوس وأوراق الامتحانات حتى الآن.
من جانبه، صرح الأمين العام لحكومة ولاية غرب كردفان ورئيس اللجنة العليا للامتحانات المؤجلة، إبراهيم يوسف، أن الامتحانات لن تقام في محلية النهود لأسباب أمنية. وأشار إلى أن المحلية بذلت جهوداً كبيرة للتحضير للامتحانات، بما في ذلك تشكيل اللجان وتوفير الدعم اللازم من المؤسسات والمجتمع المحلي. ومع ذلك، حالت الأوضاع الأمنية دون انعقادها في الموعد المحدد.
وأكد إبراهيم التزام الحكومة باستضافة الطلاب الذين وصلوا إلى مدينة النهود وتهيئة الظروف المناسبة لهم حتى موعد الامتحانات في مارس المقبل. كما دعا أسر الطلاب والطلاب أنفسهم إلى الاستعداد الجيد للامتحانات في الموعد الجديد.
التمادي من الحكومة:
من جهتها أكدت لجنة المعلمين السودانيين، حرمان 8 ولايات بالكامل، و3 بصورة شبه كاملة، وثلاث بصورة جزئية، من جملة ١٨ ولاية. بنسبة 60% من الطلاب.
وقالت لجنة المعلمين في بيان صحفي تحصلت عليه صحيفة “التحول”: “ها هي الأيام وفي كل لحظة اقتربنا فيها من تاريخ عقد امتحانات الشهادة الثانوية السودانية للدفعة المؤجلة، تثبت خطل الفكرة وسوء التخطيط، وعشوائية التنفيذ من قبل حكومة الأمر الواقع”.
واعتبرت أن عقد امتحانات الشهادة السودانية في هذه الظروف ماهو إلا تخبط وعشوائية في التجهيز لهذه الامتحانات وتابعت: (عدم ظهور أرقام جلوس لعدد كبير من الطلاب في محلية كرري، وإعلان عن عدم عقد الامتحانات في محلية النهود والدلنج وفي دولة تشاد في اللحظات الأخيرة) دليل على ذلك.
وكشفت عن ما وصفته بالمحسوبية والمجاملة في اختيار كبار المراقبين لخارج السودان، وفي مراكز مصر والإمارات حيث يوجد بينهم من لم يعمل معلم ولو ليوم واحد. وقالت إن كل هذا يؤكد على فرضية أن هذه الامتحانات ليس الهدف منها العملية التعليمية، بل هدفها تثبيت واقع الحرب.
وحملت لجنة المعلمين السودانيين ما سمتها بحكومة الأمر الواقع، كامل المسؤولية عن أي نتيجة ترتبت على الإصرار في عقد الامتحانات بهذا الشكل، دون استصحاب شروط العدالة والشمول، والالتزام بإجراءات سلامة المعلمين والطلاب، وخلصت إلى أن هذه الامتحانات خطر على الطلاب والمعلمين أثناء عقدها، وخطر على السودان بعد عقدها.
استنكار لموقف تشاد:
وكانت الحكومة السودانية قد عبرت عن أسفها واستنكارها الشديدين لرفض السلطات التشادية السماح بإقامة امتحانات الشهادة السودانية لأكثر من 6 آلاف طالب وطالبة من اللاجئين السودانيين المقيمين في تشاد، ومعظمهم من ولايات دارفور.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية، في بيان رسمي تحصلت عليه صحيفة “التحول”، أنها بذلت جهودًا مكثفة عبر التواصل المباشر مع نظيرتها التشادية وعبر مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لإقناع السلطات التشادية بالسماح بإجراء الامتحانات، حرصًا على مستقبل الطلاب. إلا أن هذه الجهود لم تُثمر عن تغيير موقف السلطات التشادية.
وأشارت الوزارة إلى أن القرار التشادي يعد امتدادًا لما وصفته بـ”النهج العدائي” الذي تتبعه نجامينا تجاه السودان، حيث اتهمت تشاد بدعم “قوات الدعم السريع” وبما يخدم أجندات إقليمية.
وأكدت الخارجية السودانية أن هذا القرار يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في التعليم، الذي كفله القانون الدولي. ووصفت حرمان الطلاب السودانيين من أداء الامتحانات بأنه “نقطة سوداء في سجل السلطات التشادية وسياساتها العدائية تجاه الشعب السوداني”.
يُذكر أن الامتحانات كانت ستتيح للطلاب فرصة إكمال مسارهم التعليمي في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها اللاجئون بسبب النزاعات في بلادهم.
ظروف صعبة:
إلى ذلك أكملت السفارة السودانية بإثيوبيا ترتيباتها لعقد متحانات الشهادة السودانية تمهيداً لانطلاقتها غدا السبت بمجمع السفارة باديس ابابا.
وكشف سفير السودان بإثيوبيا المندوب الدائم في الاتحاد الإفريقي الزين ابراهيم حسين خلال تفقده لمركز امتحانات الشهادة السودانية أن السفارة اكملت كافة الترتيبات تمهيدا لانطلاقة امتحانات الشهادة السودانية اليوم التي قال أنها تأتي في ظروف صعبة وأوضح أن إقامة الامتحانات كان يمثل تحدياً كبيراً للدولة في ظل الحرب التي تشهدها البلاد.
وأضاف إقامة الامتحانات يدفع بالجهود في دعم القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين الذين يقاتلون في معركة الكرامة وتابع المعلمون أكدوا سهمهم في المعركة من خلال قبولهم التحدي واسهموا في أداء رسالتهم رغم الظروف التي يواجهونها.
وأشار حسين إلي أن الامتحانات ستعقد بمجمع السفارة السودانية واعلن الحاهزية التامة ونوه الي أن طاقم السفارة علي أهبة الاستعداد لإقامة الامتحانات وبي تطميناته للطلاب وأسرهم بأن الامتحانات ستنعقد تحت اشراف السفارة.
وتفقد السفير وأعضاء البعثة الدبلوماسية والقنصل والملحقين العسكري والفني بجانب الكنترول ومدير المدرسة مراكز عقد الامتحانات ووقفوا علي كافة الترتيبات لانطلاقة امتحانات الشهادة السودانية.
