spot_img

ذات صلة

جمع

انعقاد امتحان الشهادة في موعده مع تغيير زمن الجلسات إلي الظهر وسط حرمان آلاف الطلاب

بورتسودان: التحول أعلن وزير التربية والتعليم المكلف د. أحمد خليفة،...

“الدعم السريع” تعلن استعادة السيطرة على منطقة الزرق بشمال دارفور

الفاشر: التحول أعلنت قوات الدعم السريع، عن استعادتها السيطرة على...

البعثة الدولية لتقصي الحقائق تستمتع لشهادات من 200 لاجئ سوداني في كمبالا

كمبالا: التحول أعلنت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق حول...

الجيش السوداني يعلن السيطرة على قاعدة “الزُرق” بدارفور

الفاشر: التحول أعلن الجيش السوداني، مساء السبت، سيطرة القوات المشتركة...

هل تمهد انقسامات الإسلاميين في السودان لتغيير سياسي؟

الخرطوم: التحول

الأحد: الأول من ديسمبر/ 2024م

“معلوم أن الثورة السودانية أدت إلى تغيير المشهد السياسي بصورة جذرية، مما أثر في توازن القوى داخل حزب المؤتمر الوطني، وهو ما أدى إلى ظهور تيارات جديدة تطالب بتغيير جذري في سياسات الحزب مما ترك آثار ستقود لمزيد من الانقسامات داخل أروقته”.
تشهد الساحة السودانية هذه الأيام سجالاً كبيراً يتردد صداه على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما يثار من انقسامات في أوساط الإسلاميين السودانيين، بخاصة حزب الرئيس السابق عمر البشير (المؤتمر الوطني) بسبب اختيار قيادة جديدة له عبر اجتماع عقده مجلس شورى الحزب أخيراً، وهو ما رفضته مجموعة أخرى بحجة عدم شرعيته، بينما شن فريق ثالث هجوماً لاذعاً على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بدعوى أن “الإسلاميين لا يثقون به، كما أن الفضل في الانتصارات الأخيرة يعود إلى الإسلاميين وليس للجيش”.
فما انعكاسات وتأثير هذه الانقسامات في مسار الحرب المندلعة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، بخاصة أن لدى الإسلاميين كتائب تشارك في القتال إلى جانب الجيش، إضافة إلى تأثيرهم على مركز القرار داخل المؤسسة العسكرية كما يشاع؟
صراعات داخلية
يقول الناطق الرسمي باسم حزب التحالف الوطني السوداني شهاب إبراهيم الطيب إن “انقسامات الإسلاميين ممثلاً في حزب المؤتمر الوطني هي نتيجة طبيعية للتغيرات الجذرية التي يشهدها السودان، فعلى رغم أن هذه الانقسامات تضعف الحزب، إلا أنها قد تمهد الطريق لتغيير سياسي أوسع في البلاد. كما أنها تعكس الصراعات الداخلية العميقة التي يعانيها الحزب من قبل سقوطه بين مراكز القوى داخله التي تفاقمت بعد إطاحة نظام عمر البشير في 2019، مما أدى إلى تباين وجهات النظر حول كيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية، وتوجهات الحزب المستقبلية، بالتالي تعمقت الخلافات ونتج منها صراع حاد وتنافس شديد على المناصب القيادية داخل الحزب، بخاصة بعد إطاحة النظام السابق”. وأضاف، “معلوم أن الثورة السودانية أدت إلى تغيير المشهد السياسي بصورة جذرية، مما أثر في توازن القوى داخل حزب المؤتمر الوطني، وهو ما أدى إلى ظهور تيارات جديدة تطالب بتغيير جذري في سياسات الحزب مما ترك آثاراً ستقود لمزيد من الانقسامات داخل أروقته”.
وأردف الطيب، “من المؤكد أن هذه الانقسامات ستؤدي إلى إضعاف الحزب وتشتيت صفوفه، مما يجعله أقل قدرة على التأثير في المشهد السياسي، فضلاً عن أنها تسهم في تعقيد الأزمة السياسية في البلاد، وتأخير إيقاف الحرب بالتالي تطاول أمد استقرار السودان”. ونوه بأن “هناك احتمالاً أن تتحد بعض التيارات الإسلامية من أجل مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه السودان وفق الشروط التي يطلبها مشروع التغيير والواقع الماثل في البلاد من ناحية فك الارتباط مع الأجهزة الأمنية وإجراء المراجعات الكافية، لكن هذا الأمر يتطلب وجود قيادة قادرة على تجاوز مرجعية الإقصاء والهيمنة بقوة السلاح على السلطة”.
الفن السوداني يزدهر في أتون المعارك… بالنار والأمل
وختم الناطق الرسمي باسم حزب التحالف الوطني السوداني بأن “انقسام الإسلاميين يعد أحد العوامل الرئيسة التي أسهمت في تفاقم الأزمة السودانية وتطاول أمد الحرب، وللتغلب على هذه الأزمة يجب عزل تأثير المؤتمر الوطني على الجيش والأجهزة الأمنية من خلال فك الارتباط بينهما لإيجاد حل سياسي شامل يضمن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد”.
مغالطة كبيرة
من جهته أوضح الكاتب السوداني إبراهيم الصديق علي أن “هناك تفسيرات مختلفة لحالة تنظيمية تتعلق برئاسة حزب المؤتمر الوطني ما بين إبراهيم محمود الذي اعتمده مجلس الشورى في 2020، وبين أحمد هارون المفوض من رئيس الحزب في 2019، ومع أن الأول سلم قيادة الحزب للثاني في يونيو (حزيران) 2023، إلا أنه عاد للبلاد قبل شهرين قادماً من تركيا وشكل قطاعات ومكتب قيادي وأصبح للحزب أكثر من مركز قرار، في حين اجتمع مجلس شورى الحزب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واعتمد تفويض أحمد هارون، وعلق جلساته للحوار مع بقية الأطراف”.
وتابع علي، “في اعتقادي أن ما يجري من حراك في أروقة (المؤتمر الوطني) لن يكون له تأثير في مسار الحرب وتطوراتها لأسباب عديدة هي أن كل الأطراف متفقة على ضرورة التركيز على هذه المعركة التي تعد معركة كل أهل السودان وليس حزب المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، كما أن المجتمعات في كثير من المناطق تجاوزت القوى السياسية وأصبحت قوة الشعب الأكثر فاعلية، وذلك لأن الحرب أثرت في الناس مباشرة في حياتهم وأرضهم وأمنهم وممتلكاتهم، فضلاً عن أن الذين يدافعون في الميدان لديهم وعي كامل عن قضيتهم وظروفها، فلا تشغلهم مثل هذه الأحداث عما يقومون به من دفاع عن وطنهم”. وزاد، “ما قاله الداعية عبدالحي يوسف بحق قائد الجيش عبدالفتاح البرهان يصب في كونه مجرد آراء وقناعات تخصه وقد سبق أن جهر ببعضها، بخاصة في ما يتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، لكن كونه تحدث باسم الحركة الإسلامية فهو من ناحية تنظيميه ليس عضواً فيها، ولم يكن كذلك طوال حياته دون أن ننكر دوره وتأثيره، وقد أوضحت الحركة ذلك في بيان لها”.
ومضى الكاتب السوداني في القول “ما يثار عن علاقة الإسلاميين بالجيش لا يعدو كونه مغالطة كبيرة، لكن هناك نقطتين مهمتين، الأولى عندما أرادت القوى السياسية إطاحة حكومة البشير ذهبت إلى قيادة الجيش، وباسمهم أزاح الجيش حزب المؤتمر الوطني من السلطة، بل وأصدر قراراً بحظره ومصادرة ممتلكاته وموارده واعتقال رموزه وقياداته، أليس هو ذات الجيش وقيادته، بالتالي فإن إطلاق الاتهامات وفق الأهواء السياسية والتحالفات أمر معيب وخيار خاسر وغير مبدئي، والثانية أن الجيش يمثل أحد ممسكات الوحدة الوطنية، وهو حامي الدولة، ومهما اختلفت الآراء حول قيادته فإنه الركيزة الأساسية للأمن القومي، ولذلك يدعمه كل وطني غيور على بلاده، فضلاً عن أن القيادات تتغير وتتبدل وتبقى المؤسسة العسكرية برمزيتها وتاريخها ودورها المشهود”.
هجوم لاذع
كان الداعية عبدالحي يوسف شن هجوماً لاذعاً على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان قائلاً إن “الإسلاميين لا يثقون به”، وأرجع الفضل في الانتصارات الأخيرة إلى الإسلاميين وليس للجيش.
واعتبر يوسف الذي كان يتحدث في محاضرة نظمها مركز مقاربات للتنمية السياسية السوري في إسطنبول، البرهان وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بأنهما يقعان في مرتبة واحدة في ما يلي العلاقة مع إسرائيل، قائلاً “حميدتي ارتبط بالموساد، أما البرهان فذهب مباشرة إلى نتنياهو والتقاه في عنتيبي بأوغندا”.
وحمل الداعية السوداني، البرهان مسؤولية السماح بتمركز قوات الدعم السريع في المناطق الاستراتيجية بالعاصمة من دون موافقة الجيش، فضلاً عن تعديل قانون “الدعم السريع” مما سمح لهذه القوات بالتمدد والتجنيد من دون رقيب أو حسيب.
وعرف عبدالحي يوسف بموالاة العسكريين منذ فترة حكم الرئيس المعزول عمر البشير، كما ناصر فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش على يد العسكريين الذي راح ضحيته أكثر من 500 قتيل، فضلاً عن تأييد انقلاب البرهان وحميدتي على حكومة الانتقالية رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك في الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، في حين ساند الجيش في حربه ضد “الدعم السريع” بعد اشتعال الحرب في البلاد قبل أكثر من 19 شهراً.

المصدر: اندبندنت عربية

spot_imgspot_img