معمر حسن محمد نور
لم يعش المحللون السودانيون اكثر تعقيدا من هذه الايام التي اعقبت انسحاب الدعم السريع من الخرطوم خاصة بين النيلين. فكل التقارير تبدو منطقية ولو انها تصل الى نتائج متباينة. علاوة على تقاربر يقال انها مفبركة من صنع الاعلام الكيزاني وتقارير تؤكد انها تستند الى معلومات لا نستطيع تجاوزها.فما الذي يحدث؟ وما الذي يفسر تهديدات ياسر العطا لتشاد وجنوب السودان وذهاب البرهان للاجتماع مع محمد كاكا في السعودية؟
سنحاول تفكيك المشهد علنا نصل الى صورة اقرب الى الواقع. واكثر ما يمكن البناء عليه هما بيانا الناطقين الرسميبن للجيش والدعم السربع. ففيما اكد بيان الجيش تحرير الخرطوم والذي عززته شهادات المواطنين بمغادرة الدعم السريع لمواقعها، نفى بيان الدعم السريع خسارة اي معركة وان ما تم هو اعادة تموضع. بالتواجد في امدرمان وغربها .. وكل الوقائع تؤكد عدم وجود معارك مهما حاول الاعلام الاليكتروني تصوير نصر كبير . وهو قول حمال اوجه. فانسحاب الدعم السريع من الخرطوم نصر لاعدائه لكن عدم وجود معارك يؤكد رواية الدعم السريع.
لمزيد من استجلاء الامر، بجدر بنا ان نعود لخطابات حميدتي الثلاثة التي اعقبت خسارته لجبل موية فالاول قال فيه ان لكل داء دواء وانهم قد انتقلوا الى الخطة (ب).اما عقب مدني فقد اوضح ان المسيرات جعلتهم ينسحبون بلا معارك،ويعزز قوله الانسحابات من الجزيرة وشرقها بلا معارك رغم محاولة تصوير غير ذلك .
اما الخطاب الاخير فقد بدا بلا اي علامات عسكرية تتبع للدعم السريع او تتبع للجيش وتحدى فيه انه لن ينسحب من الخرطوم او القصر الجمهوري. مصادر من الطرفين اكدت ان الخطاب للتمويه وانه سيتم الانسحاب .. شكل الانسحاب هو ما اثار التساؤلات. فقد فسر ناشطوا واعلاميو الدعم السريع الامر بارتفاع التكتيك العسكري للدعم السريع ولم يصدر من الجيش اي تعليق. ما اثار تقارير تفيد بوجود اتفاق. لكن اللافت ان الناطقين الرسميبن نفيا ذلك .. لكن منصة ezzetna على اليوتيوب لصاحبها الذي يخفي نفسة تحت مسمى مستر x ويقول بوجود مصادر له،واكد قولا ظل يردده على الدوام وهو ان ما يجري عودة لمنبر جدة بتدخل امريكي عال.عزز ذلك ذهاب البرهان للسعودية واصريحاته المخالفة لتصريحات ياسر العطا.وزيارة الوفد السعودي لبورتسودان.. لكن المفاجأة في كلام ذات المنبر،هودي الحديث عن زيارو سرية لحمدوك ووفد من الدعم السريع لبورتسودان بحضور السعودية والامارات .. حديث مستر x يقول بوجود منطقة خضراء تشمل مطار الخرطوم والقيادة العامة والقصر الجمهوري. ويكمل بأن ما حدث في نيروبي مستمر برئاسة حميدتي للمجلس الرئاسي ونيابة عبد العزيز الحلو. وان تشكيل الحكومة قد اجل لما بعد العيد بتعديل بعودة حمدوك رئيسا للوزراء واضافة صمود لها.
كل هذا يطرح سؤالا جوهريا،اين الحقيقة؟
اذا ربطنا هذه الامور .يمكننا الوصول للآتي
1/ صحة تقارير انسحاب الدعم السريع بلا معارك ابتداء من الدندر والسوكي ومدني وشرق النيل والجزيرة نهاية بالخرطوم. والتي يشهد بها المواطنون.
2/ دون الغرق في تفاصيل لا تدعمها معلومات ،ادى ذلك الى تحقيف احد مطلوبات اعلان مبادئ جدة بأخلاء الدعم السريع للمقار العسكرية والاعيان المدنية والمقار الحكومية. وخروح المظاهر العسكرية خارج الخرطوم .
3/ يبدو ان الدعم السريع ابدى تجاوبا مع الاحتفاظ بخياراته في حال تراجع البرهان كما العادة تحت ضغوط الاسلاميين الذين يقاتلون في صف الجيش.
4/ المعضلة الاساسية هي رفض الاسلاميين لجدة لانها تخرجهم خارج اللعبة.وواضح ان الساحة ملأى بمقاطع الفديو الخاصة بهم والتي تذهب لتعزيز الاستمرار في المعارك وممارسة نفس انتهاكات ما بعد خروج الدعم السريع من المدن..وحسب منصة مستر x سابقة الذكر،ان ضرب الاسلاميين معد له بالكامل وحماية البرهان في حال تعرضه لمخاطر منهم بل وذهب الى وجود كشوفات لمجموعات تكساس او ما شابه المنفذة للفظائع واعتقال قادة الاسلاميين بعد تحديد مواقعهم بدقة عبر المخابرات الامريكية.
الثقب الاساسي في رواية مستر x يتمثل في استمرار تشكيل الحكزمة الموازية ورئاسة حميدتي لها كونها تتعارض مع تقارير سابقة باستبعاد القائدين ونوابهما من المشهد.
عموما ومع تأكيدات ناشطي الدعم السريع بالدخول في مرحلة اخرى من الحرب،تبفى الايام القادمة وحدها الكفيلة بايصاح الصورة دون الاخذ بتقارير كثيرة لعدم الوثوق في مصادرها دون امكانية نفيها بالكامل بايراد تفاصيل اتفاق جديد لجده. لاكين وين الجدادة؟ .
muamar61@yahoo.com
