spot_img

ذات صلة

جمع

د.عبد الله علي ابراهيم ورقصة التانغو!

رشا عوض يا دكتور عبد الله علي ابراهيم ، هذه...

السودان يتهدده التفكك والتفتت

د. الشفيع خضر سعيد بتاريخ 14 مايو/أيار 2025، وبالتعاون مع...

بين رؤيا الشيخ الحكيم ودعاوي (الجاهلية)

 أحمد الملك مجرد اعلان الرؤيا حتى وان كانت لم تحدث...

كوزنوسترا السودان: نهاية وهم، وبداية وطن

دكتور الوليد آدم مادب “الطغيان لا يقوم إلا على أعمدة...

دُعاة الحرب على السفود: محاكمة على الهواء..!

مرتضى الغالي جرت أمس وعلى قناة الجزيرة (للمفارقة..!) أكبر محاكمة...

هل يمكن إعادة الإعمار بدون وقف الحرب؟

تاج السر عثمان

١. تحاول حكومة الأمر الواقع عبثا ايهام الناس بامكانية عودة الحياة لطبيعتها من تعليم وخدمات صحية وبقية الخدمات، في العاصمة الخرطوم وبقية المدن التي تأثرت بالحرب، لكن لا ذلك لن يتم بدون وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، فلا يمكن استقرار وعودة التعليم والخدمات الصحية، والصناعة والزراعة … الخ، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، في ظروف استمرار الحرب التي تعنى المزيد من الدمار للبنيات التحتية وجرائم الحرب والنزوح، إذن لا استقرار بدون وقف الحرب التي دمرت البلاد والعباد.

٢. اصلاح الدمار الكبير الذي لحق بالعاصمة والبنيات التحتية يحتاج لاستقرار ووقف الحرب، الدمار كبير يحتاج اصلاحه لسنوات، فالحرب الجارية تستهلك اكثر من ٩٠ ٪ من ميزانية الدولة، فكيف يتم إعادة الإعمار في ظل استمرار الحرب؟،

فالسودان، فقد أكثر من 40 في المئة من ناتجه المحلي منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023م، وفقًا للبنك الدولي اضافة الى أن الحرب وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية والصحية، يعيق عودة الأنشطة الاقتصادية التي تشكل الضرائب والرسوم المفروضة عليها أكثر من 80 في المئة من عائدات الخزينة العامة.

هذا إضافة لاتهام الحكومة الامريكية حكومة الأمر الواقع باستخدام الأسلحة الكيميائية، وفرض العقوبات عليها، مما يزيد من عزلتها ووقف المساعدات، التي توقفت منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021م.

٣. استمرار الحرب التي دخلت مرحلة المسيرات الأخيرة، نسفت أي ادعاء بالاستقرار وعودة النازحين الي الخرطوم وغيرها، بل أثرت حتى على مركز الحكومة في بورتسودان كما في قصف مستودعات الوقود ومحطات الكهرباء والميناء ومصنع الجوازات، وغيرها من البنيات التحتية كما حدث في عطبرة وكوستي امدرمان … الخ، حيث أثر ضرب محطات الكهرباء والماء ومستودعات الوقود على حياة المواطنين، والمرضى في المستشفيات جراء انقطاع الكهرباء والماء والاتصالات، والنقص في الوقود والخبز والدواء، مما زاد من تدهور أوضاع المواطنين، إضافة للتلوث الذي أدي لمرض الكوليرا الذي تفاقم بشكل كارثي، يتطلب أوسع حملة محلية وعالمية لمحاصرته. إضافة للدمار الذي حدث للجسور والمباني التاريخية الأثرية والمنازل والمرافق العامة والمؤسسات الصحية والتعليمية. مما يتطلب توفير مبالغ كبيرة لاعادة الإعمار، تقدر بترليون دولار لكل البلاد وفقا لوكالة رويتر، اضافة الى أن العاصمة الخرطوم تحتاج الى مبالغ كبيرة لإعادة إعمارها بعد أن تحولت لمدن اشباح غير صالحة للحياة.

٤. نخلص مما سبق الي ضرورة وقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، باعتبار ذلك الشرط للاستقرار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب ، وفتح المسارات الآمنة لوصول الاغاثات للمتضررين، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم ومدنهم، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية للمحاكمات، وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات والدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني، وجيوش الحركات المسلحة، وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم لمصلحة شعب السودان بعيدا عن الأحلاف العسكرية والمحاور الإقليمية والدولية.

alsirbabo@yahoo.co.uk

spot_imgspot_img