التحول: وكالات
دعت الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر أطراف الصراع في السودان إلى وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل تفاوضي.
وشارك في الاجتماع الذي عقد الأربعاء بمقر الخارجية الأميركية في واشنطن، نائب وزير الخارجية كريستوفر لاندو والمستشار الأول لشؤون إفريقيا مسعد بولس مع سفراء الرباعية لدى الولايات المتحدة، وهم سفير دولة الإمارات يوسف العتيبة، والسفيرة السعودية ريما بنت بندر آل سعود، والسفير المصري معتز زهران.
“اجتماع الرباعية”:
وكتب الصحفي الاستقصائي عبدالرحمن الأمين خبر مفصل عن اجتماع الرباعية نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عنوانه، بفجائية ادارة ترمب تفتح ملف السودان ،لاول مرة ، من داخل وزارة الخارجية برسالة مختصرة : لا حل عسكري تفاوضوا! وأن الاجتماع دعا له وترأسه نائب وزير الخارجية ومبعوث ترمب لأفريقيا وحضره سفراء الرباعية : السعودية ، الإمارات ومصر
وقال الأمين: في ساعة متأخرة مساء الأمس (فجر اليوم الاربعاء بتوقيت السودان) صدر بيان مقتضب من مكتب الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس يتحدث عن انعقاد اجتماع هام جداً امس الثلاثاء للبحث في موضوع السودان.
وأضاف أن الدعوة المفاجئة لهذا الاجتماع والتي كُشف النقاب عنها وجهها نائب وزير الخارجية، كريستوفر لاندو “Christopher Landau “ وحضر معه الاجتماع بمقر وزارته مسعد بولس “Massad Boulos “، صهر الرئيس ترمب وكبير مستشاريه لأفريقيا.
وأضح أن الحضور ضم السفراء الممثلين للمجموعة الرباعية بواشنطن، فقد مثلت المملكة العربية السعودية السفيرة سمو الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، وسفير دولة الامارات العربية بدرجة وزير يوسف مانع العتيبة وسفير جمهورية مصر العربية معتز زهران.
ولفت إلى أن هذا الاجتماع يأتي قبل ثلاثة ايام فقط من كشف واشنطن عن تفاصيل حزمة عقوباتها الاقتصادية المتوقع الاعلان عنها يوم 6 يونيو القادم كرد علي استخدام نظام البرهان لأسلحة كيمائية في الحرب الاهلية الدائرة منذ أبريل 2023.
قبل يومين من قرار العقوبات:
ورأى أنه إذا ماكانت الفجائية و توقيت انعقاد هذا الاجتماع يشكلان أهم عناصر، فان المستوي الوظيفي الرفيع للداعين والحضور، فضلاً عن مكان انعقاده داخل وزارة الخارجية الأمريكية يضيف المزيد من الإشارات التي تعزز أهميته النوعية .
وقال الأمين عملياً ، يكون إجتماع أمس هو الأول الذي تدعو له ادارة ترمب بخصوص السودان بعد 5 أشهر من تنصيبها، وهو أيضاً أول مرة يتعرف فيها العالم علي درجة الاهتمام التي يوليها وزير الخارجية ومستشار الامن القومي ماركو روبيو، الذي يباشر فيه نائب وزير للشأن السوداني إذ جعل الملف من نصيب نائبه في وزارة الخارجية كريستوفر لاندو . ولم يضيع الأخير وقتاً فقد نقل للعالم رأي ادارته الذي نقله لأهم ثالوث إقليمي من جيران السودان من المتأثرين والمؤثرين علي الحرب -مصر ، السعودية والامارات .
وأوضح أنه بحسب الإيجاز الإخباري لما جري في اجتماع نائب الوزير الأمريكي مع السفراء الثلاثة انه نقل لهم قناعة الولايات المتحدة ونصها (أن الصراع في السودان يهدد المصالح المشتركة في المنطقة وقد خلق “فعلا” أزمة إنسانية).
وأعرب نائب الوزير لاندو بلا مواربة أو دبلوماسية ” أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الصراع قابل للحل عسكرياً” وذهب فوراً لخلاصة المطلوب من بلدان الرباعية ” السعي لإقناع الأطراف المتحاربة بوقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل تفاوضي.
وختم الناطق الرسمي بيانه قائلا بما نصه، مستعيراً لسان نائب الوزير ( وإدراكًا منه للتأثير الإقليمي لأزمة السودان، أكد نائب الوزير التزام الولايات المتحدة بالعمل الوثيق مع الرباعية لمعالجة الأزمة، وناقش الخطوات التالية للقيام بذلك.) أما ماهية تلك الخطوات فقد تركها البيان لخيال المحللين !
جهود سابقة
تأتي الخطوة بعد عامين من اندلاع الحرب التي قتل فيها نحو 150 ألف شخص وشرد بسببها أكثر من 15 مليونا وسط دمار واسع في البنية التحتية وخسائر اقتصادية ضخمة قدرت بنحو 700 مليار دولار.
ومنذ اندلاع القتال وحتى الآن، قدمت أطراف إقليمية ودولية 10 مبادرات، لكن جميعها فشلت في وقف الحرب لأسباب يقول مراقبون إنها ترتبط بهيمنة تنظيم الإخوان على مراكز القرار وإصراره على استمرار الحرب.
ويحمل مراقبون “الارتباط العضوي” بين الجيش وتنظيم الإخوان مسؤولية إفشال كافة الجهود الإقليمية والدولية التي سعت للوصول إلى حل للأزمة المتصاعدة في السودان.
ويؤكد المراقبون أن بداية الحل تكمن في فك الارتباط الحالي بين الجيش وتنظيم الإخوان، لكنهم يقرون بوجود صعوبات كبيرة في ظل الدرجة العالية من الهيمنة على القرار العسكري.
أبرز مخرجات المبادرات السابقة:
وتمثلت أبرز مخرجات المبادرة الرباعية في وقف إطلاق النار ووقف العدائيات وإبقاء قوات كل طرف في مواقعها. مع الالتزام بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية. ودعت إلى انسحاب القوات من المستشفيات والمراكز الخدمية المدنية. وشددت على إعادة القبض على عناصر النظام السابق الفارين من السجون عقب اندلاع القتال.والعمل على بناء وتأسيس جيش مهني وقومي من جميع القوات (الجيش، الدعم السريع، الحركات المسلحة)، والنأي بالقوات المسلحة عن تبني أي أيدولوجيا أو انتماء حزبي.وأكدت على تفكيك تمكين نظام الإخوان الذي حكم البلاد منذ انقلاب 1989 وحتى سقوطه في أبريل 2019.
صمود ترحب:
وفي أول رد فعل سوداني رحب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة -صمود بالاجتماع الذي جمع نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر أورلاندو، وكبير مستشاري أفريقيا مسعد بولس، مع سفراء المجموعة الرباعية (السعودية، الإمارات، مصر) في واشنطن، لمناقشة مسارات إنهاء الحرب في السودان.
واعتبر تحالف “صمود” في بيان صحفي اطلعت عليه صحيفة “التحول”، أن تركيز الاجتماع على وقف إطلاق النار، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، يمثل خطوة جادة ومحل ترحيب. ومع ذلك، فإنها تظل خطوة أولى، تحتاج إلى جهود أكبر وتنسيق أوسع من جميع الأطراف الفاعلة، إقليميًا ودوليًا.
وشدد تحالف “صمود” على أن إنهاء الحرب لا يمكن أن يتم دون ممارسة ضغوط متصاعدة على الأطراف المتحاربة، بما يُعجل بالوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، يفتح مساراً سياسياً يُفضي إلى سلام دائم ومستند إلى تطلعات السودانيين في الأمن والعيش الكريم ونظام حكم مدني ديمقراطي.
سيناريو مابعد بيان الخارجية الأمريكية بشأن السودان
من جهته رسم القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” محمد ضياء الدين، سيناريو مابعد البيان الأمريكي بقوله ستكون هنالك ضغوط دبلوماسية مكثفة تقودها واشنطن لدفع الأطراف السودانية نحو التفاوض.
ولم يستبعد ضياءالدين في منشور بثه عبر وسائل التواصل اطلعت عليه صحيفة “التحول” تطبيق العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عن تنفيذها في 6 يونيو والخاص باستخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية، مع نشاط متزايد للرباعية لتنسيق الخطوات.
وتوقع أن ترسل واشنطن رسائل تحذيرية معلنة وغير معلنة لطرفي الصراع بشأن التصعيد العسكري.
ورأى احتمال أن يتم تصعيد حملات إعلامية غربية تركز على الكارثة الإنسانية وضرورة التفاوض.مشيراً إلى دعوة الأطراف لفتح ممرات إغاثية عاجلة تحت غطاء دولي.
وقال سيتم إطلاق مبادرة سياسية مقترحة إحتمال بلورة مبادرة تفاوضية إقليمية برعاية الرباعية وغطاء أمريكي، مع دور أكبر للكونغرس لدعم المسار التفاوضي ومنع دعم أي طرف عسكرياً.
بموازة ذلك لم يستبعد مبادرة لوساطة أفريقية محتملة بإشتراك الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الإيقاد) بدعم جديد.
والضغط غير مباشر على السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى لتقليص دعم أي طرف عسكرياً.
وقال سيكون هنالك ترقب لرد الفعل من البرهان وحميدتي عبر الميدان أو البيانات.