أعلنت رئيسة مكتب أطباء السودان من أجل حقوق الإنسان نازك أبوزيد، وفاة 60 شخصا من بين 1200 إصابة بالكوليرا وصلت مستشفى كوستي بولاية النيل الأبيض.
وكشفت في تصريحات بثتها قناة “الحدث، السودان” عن توقف 80% من المنشآت الصحية عن العمل، مشددة على ضرورة التدخل لإنقاذ حياة المرضى بولاية النيل الأبيض..
من جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود يوم الجمعة إن 24 شخصا على الأقل لقوا حتفهم بسبب مرض منقول بالمياه في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان خلال الأيام الثلاثة الماضية وتم نقل أكثر من 800 آخرين إلى المستشفيات.
وجاء تفشي المرض بعد هجوم بطائرة بدون طيار على محطة كهرباء أم دباكر، على بعد 275 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى انقطاع إمدادات مياه الشرب في بلدة كوستي بولاية النيل الأبيض.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان إن المصدر الأكثر ترجيحا للعدوى هو النهر، حيث كانت العديد من العائلات تجلب المياه بعربات تجرها الحمير بعد انقطاع كبير للتيار الكهربائي في المنطقة، وفقا لوكالة فرانس برس.
ومنذ ذلك الحين، حظرت السلطات استخراج المياه من النهر، وطالبت بإضافة جرعات إضافية من الكلور إلى نظام توزيع المياه. وتم إغلاق معظم المطاعم المحلية كإجراء احترازي.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن مركز علاج الكوليرا في مستشفى جامعة كوستي كان مكتظًا بالمرضى الذين يعانون من الإسهال الشديد والجفاف والقيء.
وقال الدكتور محمد أبو العز: “إن الوضع مقلق للغاية ويهدد بالخروج عن السيطرة”. وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن 800 مريض آخرين وصلوا إلى مركز علاج الكوليرا بين الأربعاء والجمعة.
ونقلت أطباء بلا حدود عن مستشارها الطبي بمستشفى كوستي فرانسيس ليو أوكان، قوله: “الوضع مقلق حقًا ويوشك على الخروج عن السيطرة. يستمر مركز علاج الكوليرا في استقبال المرضى في حالة حرجة. لقد نفدنا من المساحة، ونحن الآن نستقبل المرضى في منطقة مفتوحة ونعالجهم على الأرض لأن هناك عددًا غير كافٍ من الأسرة”.
من جهتها أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن قلقها إزاء الإبلاغ عن مئات حالات الإصابة بوباء الكوليرا في ولاية النيل الأبيض.
وأوضحت “يونيسف” في بيان أن تفشي الكوليرا يشكل خطرًا جسيمًا على الأطفال وأسرهم، وأضافت “نعمل بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في السودان والشركاء على الاستجابة لتفشي المرض بما في ذلك من خلال حملات التطعيم ودعم المياه والصرف الصحي وإدارة الحالات”.
إزاء ذلك أعلن وزير التربية والتوجيه المكلف بولاية النيل الأبيض، الطيب علي عيسى، عن إغلاق جميع المدارس ورياض الأطفال في مدينة كوستي لمدة أسبوع.
وأرجع القرار وفق بيان إلى ظهور “حالات الإسهالات المائية” خلال الساعات الماضية وتقييم وزارة الصحة في النيل الأبيض، فضلاً عن الحرص على سلامة المجتمع والطلاب والتلاميذ، وأفاد بأن الوزارة ستواصل عملية تقييم الوضع في كوستي ومناطق الولاية الأخرى بالتنسيق مع وزارة الصحة، لتمديد إغلاق المدارس أو إعادة فتحها.
وفي يناير/كانون الثاني من العام الماضي، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تزايد الهجمات على مرافق البنية التحتية المدنية، بما في ذلك محطات الطاقة. ومن شأن هذا أن يؤثر على إمدادات الكهرباء والمياه النظيفة لملايين سكان البلاد.
وفي العام الماضي، أعلنت الحكومة السودانية عن تفشي وباء الكوليرا في البلاد؛ وبحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تم تسجيل 24609 حالة.
