الخرطوم: التحول
حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن وباء “الكوليرا الفتاك” ينتشر في جميع أنحاء السودان مع موجة جديدة من الانتشار. في الأشهر العشرة الماضية، وأوردت آخر إحصائية بعدد حالات الإصابة حيث بلغت 65,291 حالة 1,721 حالة وفاة مشيرةً إلى أن الخرطوم الآن بؤرة الوباء، بينما أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن ارتفاع عدد المصابين بوباء الكوليرا 2119 ووفاة 70 شخصاً مشيرة إلى أن نسبة التعافي وسط المصابين بمراكز العزل نسبة 89%.
وقالت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط د.حنان بلخي: إنّ وباء “الكوليرا الفتاك” ينتشر في جميع أنحاء السودان مع موجة جديدة من الانتشار. في الأشهر العشرة الماضية حيث بلغ عدد المصابين عدد 65,291 حالة و 1,721 حالة وفاة مشيرة إلى أن الخرطوم الآن بؤرة الوباء.
3 أسباب لانتشار الوباء:
وأرجعت “بلخي” أسباب انتشار المرض في تدوينة لها على حسابها في منصة “إكس: إلى أن تدمير البنية التحتية، وانعدام المياه الصالحة للشرب، والنزوح الجماعي يفاقم من هذه الأزمة التي رأت بأنه كان من الممكن الوقاية منها.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية (@WHO) تستجيب بتوفير الإمدادات واللقاحات وفرق الاستجابة السريعة، ودعم الخطة الوطنية لمكافحة الكوليرا. لكنها استدركت قائلة إنهم بحاجة إلى وصول آمن وتمويل عاجل لإنقاذ الأرواح. ودعت بقولها يجب أن تنتهي هذه المعاناة الناجمة عن الصراع.
وأوضحت أن السودان يواجه تفشيات متعددة ومتزامنة للأمراض المعدية، مما يُثقل كاهل نظام صحي هشّ أصلاً ومتأثر بشدة بالصراع الدائر.
وكانت المديرة الإقليمية قد دعت خلال فعالية جانبية لجمعية خصصت للسودان في أعمال مؤتمر الصحة العالمية (WHA78) بعنوان “رحلة عبر مرونة النظام الصحي في السودان”، دعت إلى وقف إطلاق النار. ورأت أنه بدون السلام، ستظل الأرواح والصحة والخدمات معرضة للخطر، مع آثار طويلة المدى على البلاد.
يذكرأن منظمة الصحة العالمية (WHO) تقود الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية، وتنسق إيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة، وتدعم مكافحة تفشي الأمراض، وخدمات صحة الأم والطفل، والصحة النفسية، والتغذية. وقالت على الرغم من القيود المفروضة على الوصول بسبب النزاع.
وقالت “بلخي” إنّ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (WHOEMRO) يواصل العمل مع شركائه لدعم 61 مركزًا للرعاية الأولية، و41 مستشفى، و136 مركزًا لاستقرار التغذية، وتوفير اللقاحات والعلاج لملايين الأشخاص.
وتابعت قائلةً: “لقد تم إيصال أكثر من 2520 طنًا متريًا من الإمدادات منذ بداية الحرب، بما في ذلك عبر عمليات عبر الحدود وعبر خطوط التماس إلى جميع الولايات الثماني عشرة”.
من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية WHO في منشور على حسابها الرسمي على منصة “إكس” إنّ الكوليرا تنتشر في الخرطوم وسط هجمات على البنية التحتية، وحركة نزوح للسكان، ونقص في المياه الصالحة للشرب.
بينما أعلنت عن بدء حملات التطعيم ضد الكوليرا في 27 مايو في المنطقة الأكثر تضررًا، في جبل أولياء.
وأكدت منظمة الصحة العالمية دعم حملة التطعيم الفموي الجديدة ضد الكوليرا، والتي بدأت أمس الأول 27 مايو في الخرطوم بتقديم (115 ألف جرعة). مشيرةً إلى وصول 3 ملايين جرعة إضافية إلى السودان هذا الأسبوع.
70 حالة وفاة و2119 إصابة:
وسجلت حالات الاصابة وفق التقرير الوبائي اليومي، ليوم أمس عدد (942) اصابة و(25) حالة وفاة بنسبة وفاة بلغت 2%، فيما بلغت الاصابات ليوم أمس الأول (1177) حالة و (45) وفاة. ليصبح إجمالي حالات الوفاة إلى 70 و2119 حالة إصابة بالوباء خلال 48 ساعة، كما سجلت نسبة الشفاء وسط المصابين بالكوليرا بمراكز العزل بلغت 89%، وكشفت عن انخفاض في حالات الاصابة والوفاة بالجائحة طبقاً لرصد الحالات لليومين السابقين.
وأكد دكتور محمد التجاني مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم على أن جميع نتائج الفحوصات التي اجريت على المرضى بمراكز العزل إيجابية وتبين إصابتهم بوباء الكوليرا ونفى أن تكون الاصابات متعلقة بالتسمم الكيميائي، لافتاً إلى أن مجمل الاصابات حدثت نتيجة تردي البيئة، التي تسببت فيها قوات الدعم السريع باستهدافها عبر المسيرات وتلوث المياه بمنطقة الصالحة بأم درمان.
حالة الطوارئ الصحية:
من جهتها دعت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إلى إعلان حالة طوارئ صحية عاجلة في كافة مناطق تفشي الكوليرا، وفتح مراكز عزل متخصصة في المستشفيات، وناشدت في بيان، يوم الثلاثاء، المنظمات الإنسانية والصحية الدولية بالتدخل السريع، وتوفير المحاليل الوريدية، وأدوات التعقيم، وأدوية الطوارئ.
وطالبت السلطات الصحية المحلية والمركزية للقيام بدورها تجاه المواطنين، وتكثيف حملات التوعية والرش البيئي.
ودعت الكوادر الطبية والتمريضية والمتطوعين إلى الوقوف بحزم أمام هذا الوباء، والعمل على احتوائه رغم الظروف القاسية.
وأشارت إلى أن صمت المجتمع الدولي والجهات الرسمية أمام هذه الكارثة يمثل خذلانًا جديدًا للشعب السوداني، الذي يواجه الموت ليس فقط برصاص الحرب، بل وبالأمراض التي كان يمكن الوقاية منها.
وفي ذات السياق قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن وباء لكوليرا تواصل حصد أرواح المئات وسط غياب الاستجابة الفاعلة من السلطات الرسمية.
وأعلنت في بيان اطلعت عليه صحيفة “التحول”، رصد 346 وفاة بالكوليرا في الخرطوم، و57 في شمال كردفان، و33 في نهر النيل، و30 في الشمالية، و45 في الجزيرة، وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية، وشُح في الكوادر الصحية، وعدم توفر مصادر مياه نظيفة.
أسلحة كيميائية:
ودعا تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” لتشكيل لجنة دولية لتوزيع المساعدات للمحتاجين في البلاد.
وقال التحالف في بيان، اطلعت عليه صحيفة “التحول” إن الأوبئة والأمراض الخطيرة التي انتشرت بين المواطنين، داخل مناطق سيطرة الجيش هي نتيجة لاستخدام الجيش للأسلحة الكيميائية، في الخرطوم وأم درمان وبحري ومدينة ودمدني، بجانب مناطق متفرقة من دارفور.
وصول 150 طن محاليل:
وقطع د. هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة الاتحادي بأن موقف الإمداد الدوائي بولاية الخرطوم كافي لمجابهة الجائحة، وأشار إلى وصول حوالي(150) طن من المحاليل الوريدية، وتوقع انحسارها وفقا لتدخلات المتكاملة التي تنفذها وزارة الصحة ولاية الخرطوم وحكومة الولاية لمحاصرة الوباء من خلال الأداء المتميز الكوادر العاملة بمراكز العزل والتدخلات الوقائية واصحاح البيئة، معلنا عن توفير التطعيم الوقائي الكافي ليشمل المواطنين بجميع محليات الولاية.
