بورتسودان: التحول
كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة لوزارة الرعاية الاجتماعية في السودان عن تسجيل أكثر من 1138 حالة عنف جنسي واغتصاب ضد النساء منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، في واحدة من أخطر موجات العنف القائم على النوع الاجتماعي التي تشهدها البلاد.
وقالت مديرة الوحدة، سليمى إسحق، في مقابلة مع “راديو تمازج”، إنّ هذه الإحصائية تم توثيقها عبر مراكز تقديم الخدمات الصحية الرسمية في معظم ولايات السودان، باستثناء ولايتي جنوب وغرب كردفان، نتيجة لانقطاع سبل التواصل والتوثيق بسبب الأوضاع الأمنية.
وأكدت “إسحق” أن الأرقام المعلنة تمثل فقط الحالات التي تمكّنت فرق الرصد الطبي من توثيقها، ما يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق التي تشهد مواجهات مباشرة أو تخضع لسيطرة ميدانية تعيق وصول الخدمات.
وفي هذا السياق، أشارت إسحق إلى أن مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور يشهد حالات اغتصاب متعددة، إلا أن تدهور الأوضاع الأمنية حال دون توثيقها بصورة رسمية.
حالات اغتصاب وسط النازحات:
من جهتها، أكدت الناشطة في غرفة طوارئ طويلة، هناء عبد الله آدم، لـ”راديو تمازج”، تسجيل عدة حالات اغتصاب وسط النساء النازحات من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بولاية شمال دارفور.
وقالت هناء إن فرق الغرفة سارعت إلى تقديم الإسعافات الأولية والخدمات الطبية للناجيات، إضافة إلى الدعم النفسي، في ظل غياب أي دعم رسمي أو دولي.
وأضافت أن الظروف التي تعيشها النازحات في طريق الفرار من غياب الأمن، وتعرضهن للمضايقات أو الاعتداءات من قبل عناصر مسلحة، تجعل النساء في وضع هش للغاية، وتفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات.
نداء عاجل للمنظمات الدولية:
تأتي هذه الشهادات والإحصائيات في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفشي العنف الجنسي كسلاح ممنهج في النزاع، وسط صمت دولي مقلق، وغياب أي آلية فعالة للمساءلة أو الحماية، خاصة في المخيمات والمناطق التي تقع تحت الحصار أو خارج سيطرة الحكومة.
وتدعو منظمات حقوقية إلى تحقيق مستقل وشامل في الانتهاكات الجنسية، وضمان حماية الناجيات، وتقديم الدعم الطبي والنفسي، مع محاسبة الجناة، وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
