أسوان: التحول
يجلس نحو 22,660 طالبًا وطالبة سودانيين لامتحانات الشهادة السودانية في جمهورية مصر هذا العام، من بينهم 660 طالبًا فقط في مركز امتحانات أسوان، الذي يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل والتنظيم، وسط جهود مجتمعية مكثفة لتأمين حقوق الطلاب وضمان استمرار الامتحانات.
في هذا السياق، عقد السفير عبد القادر عبد الله، القنصل العام للسودان بمحافظة أسوان وجنوب الصعيد، لقاءً تنويريًا بالتعاون مع مبادرة الأشقاء السودانية المصرية الطوعية، استعرض فيه تطورات المركز والضغوط المالية والإدارية التي تهدد إجراء الامتحانات في موعدها بأسوان.
تكاليف عالية:
أوضح القنصل أن وزارة التربية والتعليم السودانية حدّدت رسوم الامتحانات بما يعادل 45 دولارًا (حوالي 7205 جنيهات مصرية) لتغطية نفقات الامتحانات، من بينها، حوافز المراقبين، تكاليف الإقامة والإعاشة، تذاكر السفر (ذهابًا وإيابًا) والمصروفات التنظيمية وتأمين الامتحانات.
وأكد أن القنصلية ليست طرفًا في تحديد الرسوم، بل تعمل على التنسيق وتسهيل الإجراءات فقط، مشيرًا إلى أن الفارق في الرسوم بين القاهرة (22 ألف طالب) وأسوان (660 طالبًا) يعود إلى الكثافة العددية في القاهرة واعتماد مدارسها الحكومية، مقابل اعتماد مدارس خاصة بأسوان تتحمل تكاليف إضافية.
نظّمت القنصلية العامة السودانية بمحافظة أسوان لقاءً تنويرياً بالتعاون مع مبادرة “الأشقاء السودانية المصرية الطوعية”، ناقش السفير عبد القادر عبد الله، القنصل العام للسودان بأسوان وجنوب الصعيد، أبرز التحديات والجهود المتعلقة بمركز امتحانات الشهادة السودانية في أسوان.
تاريخ واعتماد المركز
استعرض القنصل العام المراحل المختلفة لاعتماد مركز امتحانات الشهادة السودانية بأسوان، منذ بدء المساعي في عام 2022 بالتنسيق مع الجهات السودانية المختصة، مشيرًا إلى التزام المركز بتحمل التكاليف الكاملة لتنظيم الامتحانات، بما في ذلك نفقات الإقامة، والإعاشة، وتذاكر السفر، وحوافز المراقبين، إضافة إلى الترحيل والتأمين الإداري.
الرسوم والجدل المجتمعي
أوضح السفير أن رسوم الامتحانات المحددة من قبل وزارة التربية والتعليم السودانية تبلغ ما يعادل 45 دولارًا، أي نحو 7205 جنيهات مصرية للطالب الواحد هذا العام. وأكد أن القنصلية ليست طرفًا في تحديد هذه الرسوم، لكنها تسعى لتسهيل الإجراءات وضمان انتظام الامتحانات في أسوان.
ورداً على الجدل الدائر، أرجع القنصل الفارق في الرسوم بين القاهرة وأسوان إلى عدد الطلاب الكبير في القاهرة (22 ألف طالب) مقارنة بعددهم المحدود في أسوان (660 طالبًا)، وإلى كون امتحانات القاهرة تتم عبر مدارس حكومية تتحمل الدولة جزءًا من تكاليفها، بعكس مدارس أسوان الخاصة.
التحذير من الشائعات:
دعا السفير عبد القادر أولياء الأمور إلى تجاهل الشائعات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي، واتهم بعض الجهات بالسعي إلى التحريض بدافع مصلحة شخصية، مؤكدًا أن الامتحانات لن تُعقد بأسوان في حال عدم تسديد الرسوم خلال المهلة المحددة (ثلاثة أيام)، ما سيضطر الطلاب للسفر إلى القاهرة لأداء الامتحانات هناك.
التخفيف من الأعباء
من جانبه، أكد الأستاذ علاء الدين عبد الرحمن، مدير مركز امتحانات أسوان، أن الرسوم محسوبة بناءً على عدد الطلاب الممتحنين. وأعلن التزام المدارس المعتمدة بدفع 1000 جنيه عن كل طالب، مع مراعاة الحالات الخاصة والأسر التي لديها أكثر من طالب.
وأشار إلى أن أي مساهمات تُقدَّم من جهات داعمة ستُردّ لأولياء الأمور، كما حدث في السنوات السابقة. وأكد أن منظمة “بلان العالمية” تولت سداد رسوم جميع الطلاب هذا العام، ضمن جهود استقطاب الدعم من منظمات خيرية لتغطية امتحانات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
من جهتها أعلنت الأستاذة صفاء فضل رحمة الله، أمين رابطة المعلمين، مساهمة الرابطة بمبلغ 200 جنيه لكل طالب، ما يخفض المبلغ المستحق خلال الأيام الثلاثة القادمة إلى 6000 جنيه مصري.
من جانبه، شدد اللواء (م) عادل محجوب، رئيس مبادرة الأشقاء، على استمرار المبادرة في التواصل مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال لدعم الطلاب، مؤكداً أهمية التضامن في مواجهة هذه التحديات التعليمية في بيئة المهجر.