نيروبي: التحول
قال الرئيس الكيني وليام روتو إنه ناقش مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال مكالمة هاتفية الوضع في جمهورية السودان.
وأوضح الرئيس الكيني في تغريدة على إكس أن المناقشات شملت الدور المهم الذي تلعبه كينيا في توفير منصة لأصحاب المصلحة الرئيسيين – بما في ذلك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى – للمشاركة في عملية تهدف إلى وقف الانزلاق المأساوي للسودان إلى الفوضى وضمان مسار نحو السلام المستدام.
وتواجه الحكومة الكينية انتقادات واسعة من المعارضة بعد استضافتها مؤتمر «الدعم السريع» والمجموعات الموالية لها.
وحذرت الأمم المتحدة من أن إعلان حكومة موازية في السودان يهدد بـ”مفاقمة الأزمة” المستمرة في البلاد.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من الإعلان المقرر غدا الجمعة عن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، والذي من شأنه أن يزيد من “انقسام” السودان و”تفاقم الأزمة”.
وقال ستيفان دوجاريك في بيان أمس الأربعاء “نحن قلقون جدا لأي تصعيد جديد للنزاع في السودان، ولأي عمل كهذا من شأنه زيادة تقسيم البلاد مع التهديد بمفاقمة الأزمة”. وأكد أن “الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يظل عنصرا أساسيا في التوصل إلى حل دائم للنزاع وفي استقرار بعيد المدى للبلاد والمنطقة”.
المس بالوحدة:
وأعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها واستهجانها إزاء أية خطوات يكون من شأنها أو يترتب عليها المس بوحدة السودان أو تعريضه للتقسيم أو التفتت تحت أي ذريعة أو مسمى، وأكدت الجامعة، في بيان رسمي، أنها تلتزم بالسعي الدؤوب للمساهمة في حل الأزمة السودانية، انطلاقًا من الثوابت العربية الراسخة التي ترتكز على الحفاظ على سيادة السودان، ووحدته الترابية، وحماية مؤسساته القومية.
من جهته انتقد رئيس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الجمهوري جيم ريش، تحركات كينيا مع مليشيات الدعم السريع واستضافة قادتها برفقة قوى سياسية وحركات لإعلان حكومة موازية لتلك التي يقودها الجيش في بورتسودان.
وقال ريش في تصريح على موقع إكس، يوم الجمعة، إنه في العام الماضي، قاد جهودا في الكونجرس للاعتراف بالفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان، والتي ساهمت في مقتل أكثر من 150 ألف شخص، باعتبارها إبادة جماعية.
وتسبب استضافة نيروبي لاجتماعات القوى الداعية لتشكيل “حكومة موازية” في المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع لأزمة دبلوماسية بين السودان وكينيا، واعتبرت الحكومة السودانية الموقف الكيني معادي للشعب السوداني وأعلنت عن تشكيل لجنة للتعامل مع الموقف الكيني.
وأضاف انه في يناير الماضي أصبحت هذه الفظائع سياسة أمريكية. والآن، تساعد كينيا، حليفة الولايات المتحدة، الدعم السريع في إضفاء الشرعية على حكمها الإبادي في السودان تحت ستار صنع السلام، وتابع: “وهذه محاولة لا يمكن تصورها لإخفاء الحقيقة ولن تنهي المذبحة”.
أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق السودان ينتقد كينيا لتوفير منصة لـ الدعم السريع لإعلان حكومة موازية وعضو مجلس السيادة السوداني مالك عقار: تصرفات الرئيس الكيني مستفزة
متواطئة في الفظائع:
من جهتها قالت مجموعة من المنظمات الحقوقية الكينية والإفريقية، إن القرار المشين الذي اتخذته الحكومة الكينية باستضافة قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، والتي اشتهرت بحكمها الإرهابي الوحشي في السودان، يجعلها متواطئة في الفظائع الجماعية ضد الشعب السوداني.
وأضافت المنظمات في بيان مشترك، يوم الجمعة، أن الخطوة الأحادية التي اتخذتها كينيا تقوض الوحدة الأفريقية من خلال تناقضها مع جهود السلام التي يبذلها الاتحاد الأفريقي في السودان، بقيادة اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي وآلية مجلس السلام والأمن الموسعة للاتحاد الأفريقي، والتي تهدف إلى إشراك جميع الأطراف الرئيسية المشاركة في الصراع.
وكان قد تأجل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية، الذي كان مقرراً أمس الجمعة في العاصمة الكينية نيروبي، بين قوات «الدعم السريع» وبعض المجموعات المسلحة والسياسيين الموالين لها إلى أجل غير مسمى. بسبب الخلاف حول قضية علمانية الدولة وحق منطقة جبال النوبة في تقرير المصير أبرز القضايا الخلافية بين مجموعة نيروبي،إضافة إلى الخلاف حول اختيار رئيس للحكومة وعاصمتها ورشحت أنباء اختيار كاودا عاصمة الحكومة الجديدة.
الحكم الفدرالي:
وفي ذات الصعيد قال الحزب الشيوعي السوداني، إن إطالة أمد الحرب، والإصرار عليها، والارتهان للأجندات الأجنبية، قاد إلى هذه التطورات العاصفة التي تهدد وحدة السودان وشعبه.
وأضاف في بيان، أن محاولات تشكيل حكومة تحت سلطة “مليشيا الدعم السريع في نيروبي، أو تحت قيادة الجيش في بورتسودان”، ليست سوى محاولات لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح، وإضفاء شرعية زائفة على أطراف الحرب، مشيرا إلى أن وحدة السودان، وحاضره، ومستقبله على المحك..
بينما نفى حزب «المؤتمر الشعبي» صلته بالاجتماعات التي اعتبرها استمرارا لمشاريع تقسيم البلاد.
وبعد تداول أنباء حول مشاركة «المؤتمر الشعبي» في مؤتمر نيروبي، أكد الحزب في بيان أمس الجمعة أنه ليس جزءا من تلك الفعالية، معتبرا إياها جزءا من الإصرار على الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان من عام 2023.
وأشار إلى تمسكه بموقفه الرافض لاستخدام السلاح في العمل السياسي، مشددا على ضرورة حكم البلاد على أساس فيدرالي.
وأضاف: يجب إيقاف الحرب منعاً لمشاريع التشظي والتمزق والتدخل الدولي في السيادة الوطنية.
مداميك