spot_img

ذات صلة

جمع

وزير الصحة : توزيع 13 ألف و400 طبيب امتياز خلال فترة الحرب

بورتسودان: التحول كشف وزير الصحة الاتحادي، د. هيثم محمد إبراهيم،...

على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (6 – 20)

"لن يستطيع أحدٌ أن يركب على ظهرك، ما لم...

في اليوم العالمي للمرأة.. شبكة الصحفيين تحيي نضال الصحفيات السودانيات اللواتي يواجهن المخاطر لآداء واجبهن

بورتسودان: التحول عبرت شبكة الصحفيين السودانيين عن تقديرها للصحفيات السودانيات...

غربال الثورة الناعم

حيدر المكاشفي لفت انتباهي مقال نشر مؤخرا لصديقنا وزميلنا الأصغر...

الولايات المتحدة تسحب موظفيها وقلق أممي وإفريقي من توترات الأوضاع في جنوب السودان

جوبا: التحول

أمرت الولايات المتحدة موظفيها غير الأساسيين في جنوب السودان بمغادرة البلاد، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأحد، وذلك في ظل الاضطرابات الجارية في البلد الذي شهد حرباً أهلية دامية بين عامي 2013 و2018. بينما أبدت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قلقهما المتزايد من تصاعد الأوضاع، ناشد رئيسي السودان وكينيا حكومة جنوب السودان بتهدئة الأوضاع.

وقد أسفر الخلاف بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار عن سقوط نحو 400 ألف قتيل، وأجبر أربعة ملايين شخص على النزوح خلال خمس سنوات. ويواجه اتفاق تقاسم السلطة الهش، الموقع عام 2018، ضغوطاً متزايدة في الأسابيع الأخيرة، نتيجة تجدد المواجهات في ولاية أعالي النيل شمال شرق البلاد.

وتعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، لإطلاق نار أثناء محاولتها إنقاذ عسكريين في المنطقة، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقمها وإصابة اثنين آخرين بجروح. كما لقي جنرال في جيش جنوب السودان وضباط آخرون مصرعهم خلال مهمة الإنقاذ الفاشلة، وفق ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في البلاد.

واتهم حلفاء كير قوات مشار بإثارة الاضطرابات في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل، متواطئين مع ما يُعرف بـ”الجيش الأبيض”، وهو مجموعة مسلحة من شباب قبيلة النوير، التي ينتمي إليها نائب الرئيس.

وفي بيانها الصادر، الأحد، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن “بسبب المخاطر المتزايدة في جنوب السودان، أمرت الوزارة في 8 مارس 2025 برحيل موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين”. وأضافت: “النزاع المسلح مستمر، ويشمل معارك بين مجموعات سياسية وعرقية، وسط انتشار واسع للأسلحة بين المواطنين”.

التراجع المقلق:

من جهتها، أعربت رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، ياسمين سوكا، عن قلقها الشديد إزاء تدهور الأوضاع، مؤكدة أن “التراجع المقلق قد يقوض سنوات من التقدم نحو السلام”.

في السياق ذاته، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، عن بالغ قلقه إزاء تصاعد التوتر والاشتباكات المتزايدة في البلاد. وأدان استهداف المروحية الأممية في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل وحالات العنف التي تشهدها مناطق أخرى في البلاد، محذراً من أن استمرارها يهدد عملية السلام. ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين، إضافة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وإطلاق حوار وطني شامل.

يُذكر أن جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، حصل على استقلاله عن السودان عبر استفتاء أجري عام 2011. إلا أن البلاد انزلقت في حرب أهلية دامية بعد أن أقال الرئيس سلفا كير نائبه رياك مشار في 16 ديسمبر 2013، متهماً إياه بالتخطيط لمحاولة انقلابية.

ورغم توقيع اتفاقيتي سلام في عامي 2018 و2022، لا يزال الأمن والاستقرار في البلاد هشين، حيث تتكرر أعمال العنف بين الفصائل السياسية والجماعات القبلية. وفي الآونة الأخيرة، سيطرت مليشيا “الجيش الأبيض”، المكونة في معظمها من شباب قبيلة النوير، على مدينة ناصر في ولاية أعالي النيل.

وفي أعقاب ذلك، اعتقل عدد من الجنرالات والوزراء المنتمين للحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة مشار، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في البلاد.

البرهان يهاتف سلفاكير:

وأجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان أمس الأحد، اتصالاً هاتفياً، مع رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واطمأن رئيس مجلس السيادة خلال الاتصال على مجمل الأوضاع في جنوب السودان عقب الأحداث التي شهدتها البلاد.مؤكداً حرص الحكومة السودانية على استدامة الأمن والاستقرار في جنوب السودان.

وأشار رئيس المجلس السيادي إلى أن الاستقرار والأمن في دولة الجنوب ينعكس إيجابياً على مجمل الأوضاع في السودان وقال ” إن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دولة جنوب السودان”.

من جانبه، عبر رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، عن شكره وتقديره لرئيس المجلس السيادي، مؤكداً التزامه بالعمل على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، لافتاً إلى حرص حكومة جنوب السودان على بسط الأمن والاستقرار وعودة الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها في بلاده.

معالجة الخلافات:

من جهته ناشد رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه رياك مشار وجميع القادة السياسيين والعسكريين، بضرورة معالجة الخلافات عبر الحوار لتجنب العودة إلى العنف، والعمل على تحقيق المصالح الوطنية المشتركة التي تضع البلاد على مسار السلام والاستقرار والتنمية.

ودعا الدقير في تغريدة على  حسابه في منصة (إكس) المجتمع الدولي والإقليمي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد، إلى التدخل الإيجابي للمساعدة في منع انهيار اتفاقية السلام وتجنيب البلاد خطر الانفجار. كما حذر من أن اندلاع حرب جديدة في جنوب السودان سيزيد من تعقيد الأزمة السودانية ويزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشاد الدقير بدعوة الرئيس سلفا كير للتهدئة وتعهدّه بعدم العودة للحرب، لكنه شدد على أهمية ترجمة هذه التعهدات إلى إجراءات عملية لبناء الثقة بين الأطراف كافة، مع التزام الجميع باستحقاقات اتفاقية السلام.

وأعرب عن أمله في أن يتجاوز جنوب السودان أزمته الحالية عبر الاحتكام لصوت العقل لا السلاح، متمنيًا أن تنجلي الحرب في السودان ليعمّ السلام والاستقرار في البلدين الشقيقين، ويمضيا نحو البناء والتقدم.

كما أجرى الرئيس الكيني وليام روتو، السبت، اتصالات هاتفية مع كل من رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت، ونائبه الأول ريك مشار.

وقال روتو في تعميم صحفي نشره على صفحته الرسمية في الفيسبوك، اطلعت عليها ” الموقف ” ، انه ناشد كل من كير ومشار بالانخراط في حوار من أجل تعزيز السلام في البلاد، مؤكدا ان هذه المسألة ضرورية لكونها تتماشى مع الإطار الاستراتيجي لمنظمة الايغاد.

وأبلغ روتو الزعيمين بأن هنالك مشاورات اقليمية جارية الآن لتحديد افضل الخيارات للمضي قدما من اجل المحافظة على السلام في البلاد.

spot_imgspot_img