spot_img

ذات صلة

جمع

التطرف في تكييف علاقتنا بالدولة المصرية

صلاح شعيب من نافلة القول إن الإنسان السوداني متساوٍ مع...

رئيس سابق لمحكمة العدل ينتقد قرار المحكمة في شكوى السودان ضد الإمارات ويصفه بالمتسرع وغير القانوني

التحول: متابعات انتقد الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، القاضي عبد...

شركات التعدين تتكفّل بحفر مصرف الخريف في وادي حلفا استعدادًا لموسم الأمطار

وادي حلفا: التحول في إطار التحضيرات المبكرة لفصل الخريف، أعلنت...

ليت الامر توقف عند الاعجاب بخالد بن الوليد

معمر حسن محمد نور

عندما قرأت ان احدهم قد شبه كيكل بخالد بن الوليد، لم اعر الامر اهتماما، ولكن تغير كل شئ عندما رأيت مقطعا للقول والقائل.يا الهي

..انه مطمئن قلبه بما يقول والقوم حوله يكبرون ويهللون. خالقنا يقول في محكم تنزيله (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان) .. فما الذي يجعل شخصا مطمئنا قلبه بقوله الى هذا الحد؟ .

حتى ولو كان الامر مقصودا بجامع الفراسة، فلماذا لم يشبهه بما قال به التاريخ من فرسان السودان. بل وما دمتم قد اتهمتم الميلشيا بكل الانتهاكات على يديه قبل انسلاخه، ووثق آخرون نسبة الانتهاكات لها بعد دخول مدنيا لثاني، أوليس الاقرب ان يشبه بجنكيز خان او هولاكو التتري؟

الامر اذن ليس امر اعجاب. والا لما فات استغراب الناس بتجوال الطيب السراج بفرسه ممتشقا حسامه في امدرمان .. بل الامر امر عقلية تريد ان تنتزع الماضي من سياقه لنعيش فيه بينما فادة تتقلب في نعيم الحاضر ويتحرون خبثه .فهو عجز عن صناعة حاضر يشبه المثال الذي ينادون له ليصبح وصمه لا نوستالجيا وحنينا مرضيا للماضي، بل ونفاقا. والانتزاع من السياق التاريخي او الجغرافي للمقدس ليس جديدا. فخالد بن الوليد خشي خليفة رسول الله عمر ان يربط انتصار المسلمين به فعزله حالما تولى الخلافة. فهل يذكر شخص ان الصحابة وتابعيهم قد تحروا مناسبة بدر الكبرى ليقوموا بالغزو فيها كما استعد المقتتلون اليوم ؟ .

ولكن هل يذكر الناس ايام هوجة التسعينيات في القرن الماضي، مجسما للمسجد الاقصى يزين احد اكبر شوارع العاصمة. عندما رأيته احسست بفداحة الامر. فالاقصى قداسته مرتبطة بتاريخه وجغرافيته. ولا استبعد ان ينادي بعضهم بتسكين عرب عزة استجابة لضغوط امريكا، ويبني لهم مسجدا كالاقصى، ونكون قد اجترحنا حلا للمشكل الفلسطيني. لم لا؟ الم تعمل هذه العقلية على بناء قصرها على شاكلة البيت الابيض؟.انه العجز على الفعل والتمسح بافعال السلف. ما اخافني بان الامر ليس جديدا. ففي تاريخنا السياسي، وصف مدير للشئون الدينية طلعت فريد بان هذا الفتى (يذكره بعمر بن الخطاب)، (امممك) ومنشورات وكتب الاخوان الجمهورين تتخذ منه مثالا لازمة الفهم السلفي للدين. فاذا وصل احدهم الى حد وصف انقلابي بخليفة راشد، فماذا بعد ذلك يا اجارك الله غير صاحب الرسالة؟ وانا اريد ان اختم مقالي بهذا التخوف، فاذا بمجاهد نايل يفاجئني بمقال ذكر فيه ان شيخهم استدرك سريعا وحول الامر عندما استفسره نائبه عن قوله (انا اعلم من الرسول زاتو). وقال انه قال اعلم من ابوي. ويمكنه الزوغان اكثر عند الالحاح بأنه يتفوق بمعرفة لغات الفرنجة. اجارنا الله وإياكم، وقد ادركت فعلا عند سماع الناعق، بانهم وصلوا اسفل المنحدر.

muamar61@yahoo.com

spot_imgspot_img