الدبة: التحول
كثّفت قوات الدعم السريع من هجماتها بالطائرات المسيّرة الانتحارية على الولاية الشمالية وفي تصعيد جديد أسفر هجوم بالمسيرات مساء أمس السبت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين.ولم يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق بهذا الخصوص.
ووفقًا لمصادر محلية تحدثت لصحيفة “التحول”، فقد استهدفت المسيرات مقر اللواء 73 التابع للجيش السوداني. وأشارت المصادر إلى أن الجيش تصدى للهجمات عبر المضادات الأرضية، إلا أن الضربات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى الدبة المركزي لتلقي العلاج.
و أفادت المصادر بأن استهداف حامية الدبة العسكرية جاء بمسيرة استراتيجية اطلقت صاروخين داخل الحامية و صاروخ داخل مقر القوة المشتركة ” مقر هيئة العمليات” سابقاً، ما أدى لمقتل أربعة من الجنود وإصابة عشرة آخرين من بين القتلى لاعب فريق البركل لكرة القدم سابقاً “دينق فليت”، الذي قضى داخل حامية الدبة، إلى جانب عدد من الضباط والجنود.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من استهداف مماثل لمقر الفرقة 19 مشاة ومحطة مروي، ما تسبب في حدوث أضرار جسيمة في المغذي الرئيسي لكهرباء سد مروي أدى لعطل فني بالكامل وخروج عدد من المحطات الفرعية عن التغطية ما ادى الى اظلام كامل بالولاية الشمالية والولايات الأخرى.
ووفقا للمصادر فإن قوات الدعم السريع أطلقت ثللاثة مسيرات، استهدفت المواقع “استراتيجية” حيث لا صوت لها قبل الإنفجار ولا اضاءة وتتخطى التشويش والمدافع الأرضية.
وشهدت مدينة الدبة والمناطق المجاورة حالة من القلق والذعر جراء سماع أصوات دوي انفجارات المسيرات التي أطلقت صواريخ إضافة لأصوات المدافع والمضادات الأرضية. كما استقبلت مستشفى الدبة المركزي أعداد كبيرة من القتلى والمصابين بعضهم جروحهم خطيرة.
تأتي هذه الهجمات في أعقاب تهديدات أطلقها نائب قائد قوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، تعهّد فيها بنقل المعارك إلى الولاية الشمالية ونهر النيل، مؤكدًا أن نحو 2000 عربة قتالية “خرجت من عمق الصحراء وتتجه للسيطرة على الشمال”، بحسب تعبيره. ويأتي هذا التصعيد رداً على تصريحات درج قادة الجيش السوداني، على إطلاقها بمواصلة الحرب حتى النهاية.
وكانت معظم ولايات السودان قد شهدت حالة من الظلام التام يوم السبت 5 أبريل، عقب استهداف سد مروي ومحطة الكهرباء التحويلية المرتبطة به، في هجمات نُفذت أيضًا باستخدام الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى انقطاع واسع للتيار الكهربائي.
يُذكر أن مدينة الدبة كانت قد تعرّضت لهجوم مشابه يوم 19 فبراير 2025، عندما أطلقت قوات الدعم السريع سربًا من المسيّرات، غير أن الدفاعات الأرضية نجحت حينها في إسقاطها دون وقوع خسائر تُذكر.
وتتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجمات المتكررة على المناطق الآمنة واستهداف البنية التحتية للمواطن باستخدام الطائرات المسيّرة، وهي استراتيجية تصاعدت منذ أبريل 2024، عندما استُهدِف إفطار رمضاني لكتيبة البراء بن مالك لأول مرة بمسيّرة مفخخة.
