عطبرة: التحول
في تطور يُنذر بتوسّع رقعة الاستهدافات للبنية التحتية الحيوية في السودان، تعرّضت محطة كهرباء “المقرن” بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل صباح اليوم، الإثنين، لهجوم بطائرات مسيّرة، ما أسفر عن إصابات مباشرة لمحولات رئيسية تغذي ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، وتسبب في انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن الولايتين.
وبحسب مصادر من داخل قطاع الكهرباء، فإن الحريق الذي نشب نتيجة القصف ما زال يخضع لعمليات إخماد مكثفة من قبل قوات الدفاع المدني، بينما بدأت فرق فنية في تقييم الأضرار وتحديد الاحتياجات العاجلة لإعادة تشغيل الشبكة.
الهجوم الذي استهدف محطة عطبرة يشكّل تطورًا مقلقًا في نمط الاستهدافات التي طالت مؤخرًا منشآت خدمية ومرافق صحية وتعليمية، خاصة في ولايات دارفور وكردفان.
تصعيد على البنية التحتية:
خلال الأسابيع الماضية، تصاعدت الهجمات التي استهدفت محطات الكهرباء، ومحطات المياه، والمنشآت الطبية، في إطار حرب ميدانية ذات طابع مدني، عسكري، تسببت في حرمان ملايين السكان من الخدمات الأساسية، وفاقمت الأوضاع الإنسانية المتدهورة أساسًا بفعل النزوح والتدهور الاقتصادي وانهيار النظام الصحي.
ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الهجمات إلى شلل كامل في بعض القطاعات الحيوية، خصوصًا في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد، والتي كانت حتى وقت قريب بمنأى نسبياً من العمليات العسكرية المباشرة.
تحذير من التضليل الإعلامي:
في سياق متصل، نبه مجلس التنسيق الإعلامي للكهرباء إلى ضرورة توخي الحذر في تداول المعلومات المتعلقة بقطاع الكهرباء، ودعا وسائل الإعلام والمواطنين إلى اعتماد البيانات الرسمية فقط، خاصة في ما يتصل بالهجمات التي تطال المرافق الحيوية، لتفادي التضليل أو نشر أخبار غير دقيقة قد تثير الذعر أو تُستخدم في الحرب الإعلامية بين أطراف الصراع.
الحاجة الماسة لحماية المنشآت:
يأتي هذا الهجوم في ظل مناشدات متكررة من منظمات أممية ومحلية تطالب بتحييد المنشآت المدنية والخدمية عن الصراع المسلح، وضمان الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للسكان، خاصة في ظل تحذيرات من مجاعة وشيكة وأزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد ملايين السودانيين.
