روما: التحول: وكالات
أعلن الفاتيكان، صباح اليوم الإثنين، وفاة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع على ظهوره العلني الأول عقب خروجه من المستشفى، حيث أمضى خمسة أسابيع إثر وعكة صحية خطيرة.
وقال الكاردينال كيفن فاريل، في بيان رسمي صادر عن الفاتيكان:
“أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، بحزن عميق أعلن وفاة أبينا القديس فرانسيس. عند الساعة 7:35 صباحًا، عاد أسقف روما، فرانسيس، إلى بيت الأب. لقد كرّس حياته كلها لخدمة الرب وكنيسته، وعلّمنا أن نعيش قيم الإنجيل بأمانة وشجاعة ومحبة، خصوصًا للفقراء والمهمشين.”
وكان البابا فرانسيس قد ظهر علنًا في السادس من أبريل الجاري وهو جالس على كرسي متحرك ويضع أنبوبًا أنفيًا، حيث بدا في حالة معنوية جيدة رغم وضعه الصحي الحرج. وكان قد عانى من التهاب رئوي حاد في فبراير ومارس، ووفقًا لفريقه الطبي، كان في مرحلة حرجة اقترب فيها من مفارقة الحياة.
وُلد البابا فرانسيس في 17 ديسمبر 1936 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وانتُخب في 13 مارس 2013 ليكون البابا الـ266 للكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا من أمريكا اللاتينية، وقد تميزت حبريته بالدعوة إلى التواضع، والعدالة الاجتماعية، والحوار بين الأديان.
البابا فرنسيس الحبر الأعظم:
من جهته قال رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان ناعياً البابا في تدوينة على صفحته في منصة “فيسبوك”: :رحيل البابا فرنسيس فقدت البشرية شخصاً استثنائياً وإنساناً رفيعاً عكس تعاليم المسيح الحقة في البحث عن السلام والاهتمام بقضايا الفقراء واللاجئين والحزانى”.
واعتبر أن زيارته إلى الكنغو كانت ذات دلالات عظيمة فهو أكثر بلد أفريقي تم نهبه وقتل الملايين من سكانه لا لشيء سوى انهم امتلكوا ثروات طبيعية عظيمة جلبت للانسان الكوارث والمصايب في تغافل تام وكانه تم باتفاق كامل في جنبات الكرة الأرضية، وتابع قائلاً: فمنذ اغتيال لومومبا تم تناسي الكنغو بشكل كامل واصبح حديقة خلفية للنهب، ولكن البابا فرنسيس قام بزيارته وتحدث للمؤمنين وغير المؤمنين من سكانه، وبفضل البابا تحدث الناس عن الكنغو اقلها على ايام زيارته.
وقال عرمان: لقد كانت زيارته لدولة جنوب السودان مؤثرة وملهمة خصوصاً خطابه عن الإنسان والنيل والحضارة والسلام والذي يستحق ان يطلع عليه المهتمون في دولتي السودان. كما اعتبر أن زيارته لدولة جنوب السودان والكنغو رسالة انسانية عميقة الأثر لكل أفريقيا وللمؤمنين مسيحين ومسلمين ويهود واتباع الديانات الافريقية.
ورأى أن كثير من السودانيين يشعرون بالامتنان للبابا فرنسيس لانه ظل يدعو للسلام في السودان في كثير من القداسات التي اقامها بعد اندلاع حرب 15 أبريل 2023.
وقال عرمان ان صورته الأيقونية في روما وهو يقبل ارجل قادة دولة جنوب السودان من أجل السلام تظل صورة متفردة تلمس المشاعر الانسانية العميقة والنبيلة من إنسان عالي المقام يفعل كل ما بامكانه من أجل السلام.
وأكد أن البابا متحدثاً لبقاً ومفكراً وقف ضد الحروب بصوت عالٍ في غزة وأكرانيا والسودان وفي ارجاء المعمورة وسعى حثيثاً لإثراء الحوار خصوصاً بين المسيحين والمسلمين وكافة أصحاب الديانات والبشر، فياله من إنسان رائع ستحيا ذكراه للابد وستفقده قضايا السلام.
حميدتي يعزي الفاتيكان
من جانبه، قدّم قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تعازيه إلى شعب الفاتيكان وقيادة الكنيسة الكاثوليكية، في بيان نُشر على قناته الرسمية بتلغرام، جاء فيه:
“ببالغ الحزن والأسى، تلقّينا نبأ وفاة قداسة البابا فرانسيس، الذي شكّل رمزاً عالمياً للسلام والمحبة والعدالة، وقائداً روحياً كرّس حياته لخدمة الإنسانية ونشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والأديان.”
وأضاف:
“في هذه اللحظة الأليمة، لا يسعني إلا أن أعبّر عن اعتزازي الشخصي بتلك القيم السامية التي آمنت بها، وسعيتُ إلى تجسيدها في بلدي السودان، عبر الدعوة المستمرة إلى السلام، واعتماد الحوار سبيلاً لحل النزاعات.”
وتابع قائلاً:
“لكن الحرب فُرضت علينا، ولم نخترها، فوجدنا أنفسنا مضطرين لخوضها دفاعاً عن أنفسنا وعن شعبنا، وأمنه، ووحدة ترابه. أتقدّم إليكم، وإلى جميع أبناء الكنيسة الكاثوليكية وجميع المسيحيين في أنحاء العالم، بخالص التعازي وصادق المواساة، راجياً أن يستمر إرث قداسة البابا في إنارة دروب العالم.”
