spot_img

ذات صلة

جمع

حملة اعتقالات واسعة تطال مشرفي “التكايا” بشرق النيل

الخرطوم: التحول شهدت منطقة شرق النيل بالعاصمة السودانية، الخرطوم،...

«من رحم واحد» إلى خندقين متقابلين: الفاجعة التي فجّرتها « الحرب »

فيتشر - بهاء الدين عيسى في مشهد يلخّص مأساة الحرب...

البرهان: “زمن الخروج إلى الشارع مضى ولامجد للساتك والمجد الآن للبندقية”

بورتسودان: التحول أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح عبد...

الفاشر تحت النار: اشتداد المعارك وسط كارثة إنسانية متفاقمة، الدعم السريع تدعو للإخلاء والجيش يتوعد

الفاشر: التحول

تواصلت المعارك العنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية صدّ هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع أمس الإثنين، واعتبرته الهجوم رقم (208) على المدينة، فيما دعت الأخيرة إلى “خروج آمن” لعناصر الجيش مع تعهد بتأمين الممرات الإنسانية.

قتال ضارٍ في أربعة محاور

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة، عن تكبيد قوات الدعم السريع، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وكشفت الفرقة في منشور على “فيسبوك”، عن مقتل أكثر من 600 شخص من عناصر الدعم السريع بينهم قائد القوة المهاجمة العميد “إدريس يونس”، وتدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية، مشيرة إلى توزيع الدعم السريع المصابين من عناصرها على مستشفيات “الضعين، كتم، كبكابية، ونيالا”.

وقال قائد الفرقة السادسة مشاة اللواء الركن محمد أحمد الخضر، أن قواته صدت الهجوم الذي بدأ في الثامنة صباحًا واستمر أكثر من سبع ساعات، حيث استخدمت فيه قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة وعربات مدرعة ومدفعية ثقيلة في محاولة لاختراق دفاعات المدينة والوصول إلى مناطق سكنية ومعسكرات نازحين.

وبحسب بيان الفرقة، أسفرت المعركة عن مقتل قائد الهجوم من الدعم السريع، إلى جانب “عدد كبير من العناصر التي تم الزج بها مقابل المال”، على حد تعبير البيان، الذي وصف الهجوم بأنه “غادر” وأكد أن المدينة لا تزال صامدة، رغم الحصار المتواصل والهجمات المتكررة.

الإخلاء الآمن:

في المقابل،دعت قوات الدعم السريع، الجيش والقوة المشتركة المساندة له، إلى إخلاء مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور.
وقالت في بيان، “حرصاً على حقن الدماء وصون الأرواح نتوجه بنداء صادق إلى جميع المسلحين من عناصر الجيش والمشتركة لإخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة مع التزام قواتنا بتأمين ممرات خروجهما”، وأضافت “نتعهد بحسن معاملة كل من يضع السلاح وفاءً للمبادئ الإنسانية والوطنية”، مؤكدة التزامها باستمرارها في فتح ممرات للمدنيين الراغبين في الخروج طوعاً عبر المررات السابقة.

وربط البيان هذه الدعوة بما قال إنه “خداع وتضليل مارسته الحركة الإسلامية داخل القوات المسلحة”، مع تأكيد على مواصلة تأمين خروج المدنيين من المدينة وتوفير الحماية لهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

أزمة متعددة الأبعاد

ويبين تقاطع الروايتين العسكرية من قبل الجيش والدعم السريع أن مدينة الفاشر أصبحت مسرحًا لحرب مفتوحة وسط انهيار كامل للبنية التحتية الإنسانية، فيما يتحمل المدنيون العبء الأكبر في ظل الهجمات المتكررة، وانعدام الغذاء، وانقطاع المساعدات. مايثير قلق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والشريكة العاملة في مجال العون الإنساني.

وفي ظل غياب مبادرات فاعلة لحماية السكان أو فرض هدنة إنسانية، يتزايد الضغط الدولي من أجل وقف القتال وتوفير ممرات آمنة للمساعدات، لكن الوقائع الميدانية تشير إلى أن المعركة على الفاشر لم تبلغ نهايتها بعد، وأن الخطر المحدق بالمدنيين يتفاقم يومًا بعد آخر.

spot_imgspot_img