spot_img

ذات صلة

جمع

احتجاز معتقلين في حاويات.. تقرير لخبراء الأمم المتحدة يدين “انتهاكات مروعة” للجيش السوداني

التحول: متابعات اتهم تقرير أممي جديد الجيش السوداني والقوة المشتركة بارتكاب...

“المجد للساتك”.. ثوار السودان يتحدّون البرهان: الثورة مستمرة ولا مجد فوق الشعب

الخرطوم: التحول

أثارت تصريحات رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، والتي سخر فيها من شعارات ثورة ديسمبر وهدد بعدم السماح مستقبلاً بالإضرابات والعصيان المدني، ردود فعل غاضبة في أوساط لجان المقاومة والقوى الثورية، التي أطلقت حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم “المجد للساتك”، تأكيداً على رمزية وسائل المقاومة المدنية في نضال الشعب السوداني ضد الحكم العسكري.

في مؤتمر بمدينة بورتسودان، وخلال حديثه عن قوانين الخدمة المدنية، قلّل البرهان من قيمة الاحتجاجات الشعبية، قائلاً إن “زمن إغلاق الشوارع والمجد للساتك قد ولى”، وأضاف: “المجد للبندقية فقط”. جاءت تصريحاته وسط حضور من رموز النظام البائد، ما فُسّر من قبل الثوار كرسالة سياسية تعكس نوايا إعادة إنتاج الشمولية القديمة بوجه جديد.

لكن الرد لم يتأخر، إذ صدرت بيانات نارية من تنسيقيات المقاومة في العاصمة والولايات، تحذر من أن لغة البرهان تُعد محاولة مكشوفة لتشويه الثورة والتطاول على تضحيات آلاف الشهداء منذ انطلاق الحراك السلمي في ديسمبر 2018.

“لساتك الثورة لا تحترق”:

قالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر إن الثوار أشعلوا الطرقات “لا حبًا في النار بل إشعالًا للوعي”، معتبرة أن البرهان يحاول النيل من الثورة التي أوصلته نفسه إلى الحكم، مضيفة: “حين عاد الخطر من بوابة الغزو، لبّى الثوار النداء لحماية الوطن، لا بتوجيه حزب أو قائد، بل بدافع وطني خالص.”

أما لجنة مقاومة الخرطوم 1 و2، فاتهمت البرهان بتزوير التاريخ، مذكّرة بأنه هو نفسه كان يحيي “الراسطات والسانات”، في إشارة إلى تعبيراته السابقة المؤيدة للمحتجين، متهمة إياه بالمراوغة والتملص من المسؤولية في جرّ البلاد إلى أتون الحرب والفوضى.

“لا مجد فوق المجد الشعبي”

من جهتها، وصفت لجان مقاومة أم درمان القديمة تصريحات البرهان بأنها “استهزاء بثورة الشعب”، وقالت في بيان: “إذا قالوا لا مجد للساتك، فنحن نقول بل المجد كل المجد للساتك، لأنها كانت نار الغضب في وجه القهر.”

أما تنسيقية الديوم الشرقية، فقد ردّت مباشرة على مقولة البرهان، قائلة: “تلك الساتك التي تسخر منها هي التي أتت بك من تحت حذاء البشير إلى المجلس العسكري.”

ملامح معركة ما بعد الحرب

تأتي هذه التصريحات في وقت يعيش فيه السودان واحدة من أسوأ مراحله السياسية والإنسانية منذ الاستقلال، وسط حرب أهلية مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وغياب لأي أفق لحل سياسي شامل. وتخشى قوى الثورة من أن يستغل الجيش نهاية الحرب – إن وقعت – لإعادة القبضة الأمنية وتصفية المكتسبات الثورية.

لكن الردود على خطاب البرهان أوضحت أن روح ديسمبر لا تزال حية، وأن محاولات عسكرة الدولة أو إعادة إنتاج الحكم السلطوي ستواجه بموجات جديدة من المقاومة المدنية، إن لزم الأمر.

spot_imgspot_img