نيالا ـ الفاشر: التحول
شنّت القوات المسلحة السودانية، السبت، هجوماً جوياً استهدف طائرة شحن عسكرية إماراتية في مطار نيالا الدولي، أسفر عن تدمير الطائرة ومقتل وإصابة عناصر من قوات الدعم السريع، بينهم أجانب.
وقالت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر إن الطائرة، وهي من طراز “بوينج”، كانت محمّلة بإمدادات عسكرية تشمل أسلحة وذخائر وطائرات مسيرة، دعماً لقوات الدعم السريع، التي وصفها البيان بـ”مليشيا آل دقلو الإرهابية”. وأكدت القوات المسلحة أن العملية أدت إلى مقتل عدد كبير من الأجانب وإصابة آخرين نقلوا إلى المستشفى التركي ومستشفى الشرطة، فيما منعت قوات الدعم السريع دخول المدنيين إلى هذين المستشفيين.
وفي أعقاب الهجوم، شنت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة في مدينة نيالا، طالت 31 مدنياً، بينهم نساء وشباب، كما داهمت منازل عدة وصادرت أجهزة الإنترنت الفضائي (ستارلينك). ووفقاً لشبكة أطباء السودان، قُتل 12 شخصاً، بينهم امرأة، على يد قوات الدعم السريع بتهمة التجسس.
وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش أفشل محاولة نقل 150 عنصراً من الدعم السريع إلى الإمارات بغرض التدريب، وتم تحييدهم قبل مغادرتهم.
وذكر شهود عيان وفقاً لموقع “دارفور24” الإخباري أن الهجوم الذي وقع فجر السبت، تسبب في انفجارات ضخمة وتصاعدت ألسنة اللهب في سماء المدينة. وأشاروا إلى أن بين القتلى عناصر من الحراسات والمصابين الذين كانوا في طريقهم لتلقي العلاج خارج السودان. كما نعت صفحات موالية للدعم السريع عدداً من القادة الذين قتلوا في العملية.
مصدر طبي في المستشفى التركي أكد وصول عدد من الجرحى، بينهم عناصر أجنبية يُعتقد أنهم من جنسيات عربية، فيما لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان رسمي.
إلا أن الناطق الرسمي بإسم الدعم السريع أقر باستهداف الجيش السوداني للطائرة “البوينغ” في مطار نيالا، وقال إنها كانت محملة بمواد طبية وتوعد بمواصلة الهجوم على المناطق الحيوية في بورتسودان وحذر المواطنين بالتحلي باليقظة واتخاذ التدابير اللازمة.
في السياق ذاته، أعلنت الفرقة السادسة مشاة عن تدمير مركبتين قتاليتين تابعتين للدعم السريع في محور الفاشر، أسفر عن مقتل أربعة وإصابة ستة آخرين. كما اتهمت الدعم السريع بقصف مدينة الفاشر بقذائف مدفع عيار 120 ملم، ما أسفر عن إصابة سبعة مدنيين.
وشهدت نيالا أيضاً حملة اعتقالات طالت مدنيين وعسكريين سابقين وأفراداً من حزب المؤتمر الوطني المحلول. ونفذّت هذه الاعتقالات قوة أمنية ترتدي الزي المدني وزي الشرطة العسكرية، تتبع لقوات الدعم السريع وفق إفادات شهود.
ووثّق تحقيق لدارفور24 هبوط 130 طائرة شحن في مطار نيالا بين 21 سبتمبر 2024 و14 مارس 2025، دون توضيح رسمي لطبيعة حمولتها، وسط اتهامات بأنها تنقل أسلحة وطائرات مسيرة حديثة للدعم السريع.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المواجهات بين الجيش والدعم السريع في دارفور، وسط تدهور أمني وإنساني متسارع، ومخاوف من توسّع رقعة العنف في الإقليم الغارق في الفوضى.
