التحول: متابعات
خلاصات التقرير السري للجنة التحقيق التي شكلتها منظمة الملكية الفكرية للنظر في اذا ما كان مديرها العام كامل إدريس وإذا ما كان قام بتزوير سنة الميلاد وسيرته الذاتية في طلبات التوظيف والاقرارات التي وقعها عبر حياته الوظيفية.
- عام 2006 قام د. كامل إدريس بتغيير سنة ميلاده من 1945 ل 1954 بحجة خطأ مطبعي – تم اكتشاف الخطأ الان فقط رغم أن د. كامل إدريس وقع على 12 وثيقة سفر يؤمن فيها ان 1945 هي تاريخ ميلاده
- التساؤلات التي تطرحها مسألة تعديل سنة الميلاد – كيف يظل خطأ تاريخ الميلاد دون أن يكتشف لمدة 24 عاما وتحمل أوراق د. كامل إدريس سنة ميلاد 1945 بدلا من 1954 – ماهي المميزات التي قد تحملها تغيير سنة الميلاد – هل تعامل د. كامل إدريس مع المسألة يتوافق مع قواعد السلوك؟
في 27 أبريل 2006 تم تغيير تاريخ ميلاد د. كامل إدريس في جميع ملفاته الوظيفية في منظمة الملكية الفكرية وفي صندوق المعاشات التابع للأمم المتحدة وفي بطاقته الدبلوماسية/الاقامة الصادرة من السلطات السويسرية من 26 أغسطس 1945 إلى 26 أغسطس 1954
تسرب موضوع تغيير تاريخ ميلاد د. كامل إدريس الى الصحف مما حدا منظمة الملكية الفكرية لإصدار بيان تنفي فيه ان التغيير سيساعد د. كامل إدريس على تمديد ولايته على رأس المنظمة حيث ان هذه مسألة تحددها الدول الأعضاء ولا يوجد سقف للسن في هذا المنصب.
الذي اكتشف التناقض في تاريخ ميلاد د. كامل إدريس هو المستشار القانوني لمنظمة الملكية الفكرية وارسل مذكرة بهذا الأمر في 7 مارس 2006 والحق بها جواز سفر دبلوماسي سوداني باسم د. كامل إدريس و رخصة قيادة سويسرية تحمل التاريخ الصحيح 26 أغسطس 1954
برزت تساؤلات حول كيفية اكتشاف المستشار القانوني لمنظمة الملكية الفكرية هذا التناقض حيث ان الوثائق التي أشار إليها في ليس فيها خانة تاريخ الميلاد. اعترف المستشار القانوني لللجنة ان د. كامل إدريس هو من طلب منه النظر في المسألة وهو بدوره اقر انه الذي وجه المستشار القانوني .
قالت مذكرة المستشار القانوني لمنظمة الملكية الفكرية ان طلب توظيف د. كامل إدريس عام 1982 استخدم تاريخ ميلاد 26 أغسطس 1945 خلافا لجواز سفره و رخصة القيادة السويسرية وعزا التناقض لخلط في الأرقام 45 و 54. أشار المحقق ان جواز السفر يحمل سنة الميلاد فقط دون اليوم والشهر.
في مذكرة 7 مارس 2006 زعم المستشار القانوني ان محاولات جرت في السابق لتصحيح الخطأ ولكن مدير الموارد البشرية نفى علمه بها. ولكن في استمارة التقديم لعام 1982 كتب د. كامل إدريس إشارة بخط اليد طالبا تصحيح تاريخ الميلاد ولكن لم يتم الالتفات لها من قبل إدارة المنظمة.
قال د. كامل إدريس في التحقيق معه انه أخطر المدير العام للمنظمة في حينها و كذلك مدير المكتب الإفريقي وقلل الاول من أهمية المسألة ولكن بما أن الاثنين توفيا فلا يمكن التحقق من صحة روايته. قال ايضا انه استمر في استخدام تاريخ 1945 من أجل الاتساق.
قال التقرير أن د. كامل إدريس كان بإمكانه ان يبادر بتصحيح الخطأ عندما تولى منصب مدير منظمة الملكية الفكرية في 1 نوفمبر 1997. وتابع المحقق ان الموظفين العاديين لا يستطيعوا ان الاطلاع على ملفاتهم الوظيفية او إجراء أي تغيير.
ولكن يبدو أن الاشارة الموجودة في استمارة التقديم لعام 1982 والتي كتب عليها د. كامل إدريس بخط يده مسألة ضرورة تصحيح تاريخ الميلاد تم اضافتها بعد أن وصل إلى منصب مدير المنظمة عام 1997 وأصبح بإمكانه الاطلاع على ملفه الوظيفي وإجراء اي تعديلات.
ويعضد هذه النظرية ان العقود التي للموظفين الجدد في المنظمة يتم توقيعها بحضور ممثلين من إدارة الموارد البشرية واي إشارة حول ضرورة تصحيح تاريخ الميلاد- ان كتبت في حينها- كانت ستؤدي لتحقيق فوري من قيل إدارة الموارد البشرية و تصحيح جميع الملفات.
كتشف المحقق ان د. كامل إدريس حصل على ملفه الوظيفي في منظمة الملكية الفكرية عندما تسلم منصب مدير عام المنظمة عام 1997 وابقاه عنده.
انحى د. كامل إدريس باللائمة على سكرتير في بعثة السودان الذي قام بطباعة طلب التوظيف وانه لم ينتبه لها عندما قام بالتوقيع وفي مذكرة المستشار القانوني قال الأخير ان محاولات التصحيح كانت ضعيفة جزئيا للانطباع انه بالوضع الحالي يمكن أن يستمر في المنظمة لفترة أطول.
في سيرته الذاتية لمنصب مدير عام منظمة الملكية الفكرية لم يضمن د. كامل إدريس تاريخ ميلاده كما جرت العادة وكما فعل بقية المرشحين ال 9 وانتبه المستشار القانوني في حينها لذلك ولكن لم يلقي بالا باعتبار القرار يعود للدول الأعضاء ولم يقدم د. كامل إدريس تفسيرا لماذا حذف تاريخ ميلاده.
قال التقرير أن المعلومات حول المؤهلات العلمية و الخبرة العملية في استمارة د. كامل إدريس في عام 1982 فيها تناقض مع سيرته الذاتية ولم يقدم د. كامل إدريس تفسيرا واضحا للتناقض غير القول انها بسبب المرحلة التي تم فيها كتابة السيرة الذاتية.
حصل د. كامل إدريس على – بكالوريوس من جامعة القاهرة فرع الخرطوم عام 1976 – بكالوريوس القانون من جامعة الخرطوم عام 1977 – شهادة من معهد الإدارة العامة عام 1977 – ماجستير في الآداب / القانون الدولي من جامعة أوهايو عام 1978.
قالت جامعة أوهايو ان تاريخ ميلاد د. كامل إدريس في ملفاتها هو 26 أغسطس 1953 وبسبب سياسة الخصوصية لم يستطع المحقق التحقيق في سبب التناقض في سنةالميلاد. أنفعل د. كامل إدريس عند طلب افادته وقال إن ما يحدث مخطط يستهدفه لأسباب عنصرية.
حصل المحقق على بطاقة طالب ورخصة قيادة من ولاية أوهايو بتاريخ ميلاد 1954. في استمارة 1982 كتب د. كامل إدريس انه تولى مناصب على المستوى القومي بين أعوام 1967-1970 ولكنه ان ولد عام 1954 فمعنى ذلك أنه كان عمره بين 13-16 عاما عندما تولى هذه المناصب.
كان تفسير د. كامل إدريس ان هذه المناصب كانت وظائف مؤقتة شغلها في سن صغيرة لاعالة اسرته ومواصلة دراسته. يحوي ملف توظيف د. كامل إدريس في وزارة الخارجية السودانية تواريخ عمله هناك بين أغسطس 1977 و أغسطس 1978 وهي نفس الفترة التي كان يفترض انه كان طالبا في جامعة أوهايو.
م تتضمن سيرته الذاتية اي إشارة لتاريخ دراسته في جامعة أوهايو وقام بتغيير فترة عمله في وزارة الخارجية السودانية ل يناير 1977 ل ديسمبر 1978. قال د. كامل إدريس انه درس في جامعة أوهايو منذ عام 1977 لمدة سنة وفي نفس الوقت قام بمهام قصيرة في إدارات صغيرة في وزارة خارجية السودان.
استعرض التقرير قائمة كبيرة بوثائق عليها تاريخ ميلاد د. كامل إدريس 26 أغسطس 1954 ولكن في استمارة تقديم لجواز مرور عام 1983 وضع تاريخ ميلاد 26 أغسطس 1945 وفي تلك الأيام كانت تتم مضاهاة المعلومات بوثائق رسمية اي انه قدم جواز سفر عليه تاريخ ميلاد 26 أغسطس 1945 والبحث تبين انه قدم جواز سفر دبلوماسي رقم 04145 صادر من وزارة الخارجية السودانية بتاريخ 21 ديسمبر 1982 يحتوي على تاريخ ميلاد 26 أغسطس 1945. منذ انضمامه لمنظمة الملكية الفكرية وقع د. كامل إدريس على عدة طلبات لجواز مرور من الأمم المتحدة كان اولها في يناير 1983 ووضع 26 أغسطس 1945 كتاريخ ميلاد.
قدم د. كامل إدريس طلبا مماثلا في يناير 2001 ووضع تاريخ ميلاده 26 أغسطس 1945 وأشار لجواز سفر سوداني عليه تاريخ الميلاد 1954. وايضا في 21 أغسطس 2003 قدم طلبا بتاريخ ميلاد 26 أغسطس 1945 وأشار ايضا لجواز سفر سوداني عليه تاريخ الميلاد 1954.
حصل المحقق على بطاقة دبلوماسية أصدرتها السلطات السويسرية ل د. كامل إدريس عندما عمل في بعثة السودان عام 1981 قبل ان ينضم لمنظمة الملكية الفكرية واستخدم فيها تاريخ ميلاد 1954. قالت السلطات السويسرية أن التناقض سببه اختلاف إجراءات التحقيق بالنسبة لموظفي البعثات و موظفي المنظمات.
في 4 أبريل 2006 ارسلت بعثة سويسرا خطابا لنائب مدير منظمة الملكية الفكرية تقول فيه ان بطاقات د. كامل إدريس منذ عام 1983 عليها 26 أغسطس 1945 كتاريخ ميلاد وابدوا تعجبهم ان جواز سفره عليه 1954 كتاريخ ميلاد وعليه طلبوا شهادة ميلاده موثقة ومترجمة.
تم ارسال شهادة ميلاد د. كامل إدريس في 10 أبريل 2006 صادرة من وزارة الصحة السودانية بتاريخ 4 مايو 1998 وعليها تاريخ ميلاد 26 أغسطس 1954. ردت بعثة سويسرا في خطاب بتاريخ 14 يوليو 2006 قائلة ان شهادة الميلاد التي قدمت يبدو أنها مزورة وطلبت شهادة جديدة موثقة من سفارة سويسرا
تم ارسال شهادة ميلاد جديدة صادرة من وزارة الداخلية السودانية بتاريخ 14 أغسطس 2006 وعليها 26 أغسطس 1954 كتاريخ ميلاد انتبه المحقق في مراجعته للوثائق اختلاف في توقيع د. كامل إدريس واقر الأخير انه يستخدم توقيعين بالفعل.
استخدم د. كامل إدريس تاريخ ميلاد 1945 عند شراء منزل ويبدو أنه قدم وثيقة تحمل هذا التاريخ حسب القواعد ولكن بسبب قواعد الخصوصية لم يستطع المحقق ان يحصل على مزيد من المعلومات. استخدم د. كامل إدريس تاريخ ميلاد 1945 في طلبات تأشيرة دخول للولايات المتحدة.
31/ استعرض التقرير الميزات التي يمنحها استخدام تاريخ ميلاد 1945 و 1954. فالأول يجعله مستوفيا لشرط خبرة 10 أعوام في اول وظيفة تقلدها في منظمة الملكية الفكرية و اما استخدام 1954 سيجعله يبدو قليل الخبرة لمنصب دولي مقارنة بالآخرين وكان سيبدو صغير السن لمنصب نائب مدير المنظمة.
استعرض التقرير ايضا ميزات وعيوب مسألة المعاش عند استخدام 1945 بدلا من 1954 وأشار لمسألة وصول الشخص لسن 55 التي تعتبر الحد الأعلى لشغل اي منصب أممي. واستعرض ايضا ميزات وعيوب إنهاء خدمته حسب سن الميلاد
خلص التقرير إلى أن د. كامل إدريس استفاد وظيفيا من استخدام 1945 كسنة ميلاد وانه خبرته العلمية والعملية تم تعديلها لتتوافق مع هذا التاريخ وملء الفراغات وانه قدم افادات كاذبة في الاستمارات التي قدمها لعدة جهات وكان لديه عدة فرص لتصحيح الوضع رغم أن جميع جوازات سفره حوت على 1954وان قواعد السلوك الوظيفية كانت تحتم على د. كامل إدريس تصحيح تاريخ ميلاده منذ عام 1983 عندما انضم للمنظمة.
