spot_img

ذات صلة

جمع

وفاة 20 إمرأة في مدينة الكومة لنقص حاد في الأدوية ومصرع 6 مصلين بقصف مدفعي

الكومة ــ الفاشر: التحول كشف مجلس غرف طوارئ ولاية شمال...

“لما الظروف تفرض علينا”.. رحيل الفنان المبدع أحمد شاويش

عطبرة: التحول فُجع الوسط الفني والثقافي السوداني مساء اليوم بخبر...

الجالية السودانية بدولة قطر ترفض تعيين مجلس “التعيين” وتتمسك بـ”الشرعية”

الدوحة: التحول رفضت لجنة تسيير الجالية السودانية بدولة قطر سياسة"...

“لما الظروف تفرض علينا”.. رحيل الفنان المبدع أحمد شاويش

عطبرة: التحول

فُجع الوسط الفني والثقافي السوداني مساء اليوم بخبر رحيل كشكول الغناء السوداني، الفنان الكبير المبدع أحمد شاويش، الذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع في مجالات الإذاعة والغناء والثقافة السودانية الأصيلة.

تميّز الفنان الراحل أحمد شاويش أبهج السودانيين بصوته المتفرد الدافىء، العذب وطريقته الآدائية الجميلة وألحانه الرائعة وتوزيعه الموسيقي المتميز، استطاع بذلك أن ينال إعجاب جمهوره لعقود، ليصبح رمزًا للطرب السوداني الأصيل، وصوتًا يعبّر عن ذاكرة عطبرة ووجدان السودان كله، فقد تعددت مواهبه بجانب أنه مطرب وشاعر وملحن ودرامي ومخرج.

اشتهر شاويش بأغاني المسلسلات السودانية الدرامية مثل مسلسل “البيت الكبير” والكوميدية “أبوجاكوما” كنموذج، كما عرف بمحبته العميقة لمدينته عطبرة، واحتضنته هذه المدينة التي يكن لها كل التقدير والوفاء، حتى في آخر أيامه.

عبّر الكثيرون من محبي الفنان شاويش عن حزنهم لفقدان هذا “العطبراوي الأصيل”، مستذكرين إرثه الفني والإذاعي الذي سيظل خالداً في الذاكرة السودانية، وحضوره الإنساني الدافئ الذي ميّز مسيرته الطويلة.

مسيرة فنية مليئة بالعطاء:

الفنان أحمد شاويش كان صوتًا فريدًا في سماء الطرب السوداني. صوته المميز وطريقته الآدائية التي تلامس الوجدان، جعلاه محط إعجاب جماهير عريضة. وُصف شاويش بـ”عطر الصندل” الأغنية التي ألفها ولحنها وتغنى بها وتحولت لديوان يحوي 20 قصيدة تحت الطبع، كما أن ذلك اللقب الذي رافقه بسبب عذوبة صوته وأصالته الفنية.
وتقول كلمات عطر الصندل:
ست العينين عطر الصندل
لوشفتها يوم عمرك بطول ويمتد سنين

درست المرحلة الثانوية في عطبرة ثم معهد الموسيقى والمسرح ثم التحق بالإذاعة السودانية في وظيفة وتدرج بأقسامها المختلفة حتى أصبح مديراً لإدارة النشر متنقلاً في أقسام الإذاعة المختلفة. وزامل الإعلامية الراحلة ليلى المغربي التي أعجبت بصوته أعطته كلمات أغنية “العمق العاشر” والتي اشتهرت بجمال الكلمات واللحن وتألق شاويش في آدائها بشكل مميز.وتقول مطلع كلماتها:

أنا ما جاييك شايل أفراح

تملا الدنيا

أجمل منية
***
الخطوة تسابق في الخطوة

والبسمة تغازل في البسمة

والكلمة تناغم في الكلمة

والدنيا قمر نوّر دنيا

ما الريد بقى عمقي ووجداني

وعمل في الإخراج الإذاعي، وقد كان انشغاله وعمله الإذاعة المرهق قد أخذ  جل وقته ماحرمه من الانتظام البروفات مع فرقته ، وهذا مايجعل البعض يردد القول بأن شاويش رغم عمله في مؤسسة إعلامية عريقة مظلوم إعلامياً،

ومن بواكير صباه الفني.. عشق “شاويش” أغنيات الحقيبة بل وأشهر ماكان يتغنى بها أغنية ” رشقتني عيونو” للشاعر الكبير الراحل محمد بشير عتيق، كما قلد الراحل الفنان زيدان إبراهيم في بداياته في السبعينات.
.
أجيز صوته مرتين كما قال في إحدى حواراته الصحفية،  المرة الأولى وهو في المرحلة الثانوية، والمرة الثانية بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى والدراما، أولى أعماله “كتاب الريد” لكنه اشتهر بأغنية “عطر الصندل” و”بتذكرك”.
 والتي تقول كلماتها:

و عن عيونك كيف بتصدح

فيها أحلام الأماني

كيفن بتصبح لهجة تانية مع الأغاني

و السفر خلاني أشتاق لي السفر

لو ألقي لي خاطرا سمح

أَو كلمة واحدة أقَولا بتادوي الجرح

*****

انا في المداين الضايعة ضايع لي زمن

و غريب عيَون حزنان علي الأرض الغريبة و بسأل الشوق عن وطن

و بسال الناس عن شوارع فيها سافرت و مشيت

و عن كلاما داير أقولو و قلتا فيهو

 حبه لعطبرة… وانتماؤه للوطن

كان الراحل يكنّ لعطبرة حبًا كبيرًا، ويبادلها أهلها هذا الحب. دائمًا ما عبّر في أحاديثه وحواراته عن اعتزازه بهذه المدينة التي ترعرع فيها، واعتبرها ملهمة لمسيرته الفنية. لم يكن فنه مقتصرًا على الغناء فحسب، بل امتد أيضًا إلى المساهمة في النشاطات الثقافية والإذاعية، مما جعله جزءًا أصيلًا من وجدان أهل عطبرة والسودان.

شهادات من محبيه

قال أحد المقربين من الراحل:

“كان الأستاذ أحمد شاويش إنسانًا قبل أن يكون فنانًا، صوته الصادق كان صدى لقلبه الطيب. اليوم فقدنا صوتًا يعبّر عن ذاكرة السودان الجميلة.”

وكتب آخر على وسائل التواصل الاجتماعي:

“أحمد شاويش لم يكن فنانًا فقط… كان رمزًا من رموز عطبرة، وصوتًا للوطن. رحل جسدًا، لكن سيبقى صوته وإبداعه خالدًا فينا.”

 إرث خالد… وصوت باقٍ

برحيل الفنان أحمد شاويش، يفقد السودان أحد أعمدته الغنائية والفنية والثقافية، لكن يبقى إرثه حاضرًا في الأغاني والذكريات. ستظل أعماله وإسهاماته الفنية شاهدة على زمنه الجميل، وسيظل صوته يُطرب القلوب ويستحضر أجمل اللحظات.

spot_imgspot_img