spot_img

ذات صلة

جمع

لدي لقاءه البرهان : السفير التركي يعلن عن استئناف الرحلات الجوية وافتتاح بنك ببورتسودان

بورتسودان: التحول بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات...

المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان

د. الشفيع خضر كتبنا من قبل، أنه ولإطفاء نيران الحروب...

حميدتي والسودان الجديد من السخرية إلى الإلتزام

خالد فضل قبل عشر سنوات تقريبا ؛ حينها كان حميدتي...

البرهان يتلقى اتصالًا من الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني بالفاشر وتحذيرات من تفاقم المجاعة والنزوح القسري

بورتسودان: التحول

تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم، اتصالاً هاتفياً من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، توم فليتشر، جرى خلاله بحث تطورات الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، وسبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين في شمال دارفور، لا سيما في ظل تصاعد العمليات العسكرية والانتهاكات ضد المدنيين.

وتم التأكيد خلال الاتصال على ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات، وتجاوز العوائق التي تضعها مليشيا الدعم السريع المتمردة أو أي جماعات أخرى، لضمان وصول الإغاثة الإنسانية إلى مدينة الفاشر والمناطق المحاصرة.

فتح ممرات آمنة حول الفاشر:

وكانت الأمم المتحدة قد اقترحت إقامة قواعد إمداد لوجستية في مناطق مثل مليط وطويلة لتسهيل حركة القوافل، وهو ما وافقت عليه حكومة السودان. كما جددت الأمم المتحدة دعوتها لجميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وضمان حماية المدنيين، والسماح بوصول آمن وغير مشروط للمساعدات.
في ذات السياق، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، من تفشي المجاعة وسوء التغذية والأوبئة في مناطق النزوح بشمال دارفور، نتيجة الانقطاع الكامل عن سلاسل الإمداد والمساعدات، والقيود المشددة المفروضة على دخول السلع والإغاثة إلى مدينة الفاشر.

وقالت سلامي، في بيان صادر الأحد، إن أكثر من 400 ألف نازح من مخيم زمزم، ومئات الآلاف من الفاشر ومناطق المالحة وأم كدادة وبروش، يعيشون في ظروف إنسانية بالغة الخطورة بعد فرارهم إلى مناطق مثل جبل مرة وطويلة، حيث تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات تشغيلية متفاقمة، نتيجة تشتت السكان بعيداً عن البنية التحتية وخدمات الإغاثة.

وأوضحت أن قوات الدعم السريع سيطرت على مخيم زمزم في 14 أبريل الجاري، وفرضت حصاراً مشدداً على مدينة الفاشر منذ عام، تزامناً مع تصعيد القصف المدفعي واستخدام الطيران المسيّر لاستهداف المدنيين، ما تسبب في موجات نزوح متتالية وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية بشكل كارثي.

وشددت المنسقة الأممية على أن استمرار هذه القيود يعرقل الاستجابة الإنسانية، داعية إلى السماح بوصول المساعدات عبر البنية التحتية القائمة، لتجنب المزيد من النزوح، وتخفيف الضغط على المناطق المكتظة مثل طويلة.

كما قالت إن “الهجمات المباشرة على المدنيين والنازحين والعاملين في المجال الإنساني تشكل انتهاكات خطيرة وغير مقبولة، ويجب ألا يُشترط النزوح القسري للحصول على المساعدة”.

يُشار إلى أن ولاية شمال دارفور تُعد من أكثر المناطق تضرراً من الحرب، حيث يحتاج 79% من سكانها إلى مساعدات إنسانية، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من تحوّل الوضع في السودان إلى أسوأ كارثة جوع في العالم، مع هروب ما لا يقل عن 15 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.

أكبر كارثة جوع في العالم

وفي سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي استمراره في العمل على توسيع نطاق المساعدات رغم العقبات، محذراً من أن السودان دخل بالفعل مرحلة المجاعة في عدة مناطق، مع نزوح أكثر من 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ عامين.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج، ليني كينزلي، إن بعض المناطق تم إنقاذها مؤقتاً من حافة المجاعة، إلا أن الوضع العام يبقى كارثياً. وأضافت: “عامان من الصراع أغرقا السودان في أسوأ كارثة جوع يشهدها العالم حالياً”.

وفي زيارة وفد البرنامج إلى ولاية الخرطوم، تم التأكيد على خطط لتقديم مساعدات إنسانية طارئة لمليون مواطن، إلى جانب مشاريع لإعادة الإعمار، والتغذية المدرسية، والدعم النقدي المباشر.

اجتماع سيادي

إلى ذلك، ترأس عضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر، الاجتماع الثاني للجنة الوطنية العليا للتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة، بمشاركة عدد من الوزراء وسفراء السودان بالخارج. وأكد الاجتماع ضرورة حماية المدنيين، والتصدي للانتهاكات المتكررة من قبل مليشيا الدعم السريع، خاصة في معسكري زمزم وأبوشوك بمدينة الفاشر، بالإضافة إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.

نص بيان من المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا-سلامي

يواجه المجتمع الإنساني في السودان تحديات عملياتية حرجة ومتزايدة في ولاية شمال دارفور، مدفوعةً بالنزوح القسري واسع النطاق للمدنيين بعيدًا عن البنية التحتية القائمة والخدمات الإنسانية. وقد أدت هذه التحديات إلى تعطيل العمليات الإنسانية القائمة بشكل كبير، وزادت بشكل كبير من ضعف مئات الآلاف من الأشخاص.

دفع النزوح الجماعي الحالي – لا سيما من مخيمي زمزم وأبو شوك وغيرهما من مخيمات النازحين – ما يُقدر بنحو 400,000 إلى 450,000 شخص نحو الطويلة والمناطق المحيطة بجبل مرة، وما بعدها. وتزداد هذه التحركات السكانية تقلبًا، ولا يمكن التنبؤ بها، وتغذيها الأعمال العدائية المستمرة والمخاوف من هجوم أوسع على الفاشر. يتفاقم الوضع أكثر فأكثر بسبب ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي، مع تزايد عزلة النازحين عن سلاسل الإمداد والمساعدات، مما يعرضهم لخطر متزايد من تفشي الأوبئة وسوء التغذية والمجاعة.

يواجه المجتمع الإنساني تحديات تشغيلية متعددة، مما يمنعنا من الاستجابة بشكل مناسب.

على الرغم من نداءاتنا المتكررة، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها مقيدًا بشكل خطير. يجب منح الجهات الفاعلة في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إمكانية الوصول الفوري والمستدام إلى هذه المناطق لضمان تقديم الدعم المنقذ للحياة بأمان وعلى نطاق واسع. يجب تقديم المساعدة الإنسانية القائمة على القرب واستدامتها من خلال البنية التحتية القائمة بالفعل، والمجهزة بشكل أفضل بكثير للاستجابة الشاملة والفعالة. يُعد الحفاظ على إمكانية الوصول إلى هذه الأنظمة أمرًا بالغ الأهمية لمنع المزيد من النزوح القسري وتخفيف العبء عن المناطق المنهكة بالفعل مثل طويلة والمجتمعات المضيفة المحيطة بها.

يعاني النظام الإنساني حاليًا من ضغوط هائلة. ندعو الجهات المانحة بإلحاح إلى توفير تمويل مرن ومُخصص مسبقًا من خلال آليات مثل صندوق السودان الإنساني. هذا التمويل بالغ الأهمية لدعم فرق الاستجابة الأولية، وتعبئة الإمدادات المنقذة للحياة، واستدامة عمليات الاستجابة للطوارئ.

إن حجم وخطورة الانتهاكات المبلغ عنها، بما في ذلك الهجمات المباشرة على النازحين داخليًا والعاملين في المجال الإنساني، أمر غير مقبول. يجب ألا يكون المدنيون هدفًا أبدًا. ويجب ألا يكون النزوح القسري شرطًا مسبقًا للحصول على المساعدات المنقذة للحياة.

دعوة للتحرك:

إلى أطراف النزاع: ندعو جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين. يجب حماية المدنيين، ويجب السماح للعاملين في المجال الإنساني بأداء عملهم دون تهديد أو عرقلة.

إلى المانحين: دعمكم الفوري بالغ الأهمية لمواصلة تعبئة الموارد والقدرات لهذه الاستجابة الطارئة. ندعو إلى دعم تمويلي استثنائي وسريع للحفاظ على الاستجابة الإنسانية في شمال دارفور.

يلتزم المجتمع الإنساني بالاستجابة لهذه الأزمة على وجه السرعة.

spot_imgspot_img