شريف يس

الحرب تزداد بشاعه وقسوة وعنفا ووحشيه وهي تدخل عامها الثالث، والمواطن يئن ويرزح تحت أهوال ومآسي الدمار والخراب والكوارث الانسانيه، التي طالت العاصمه التي كانت مسرحا للاحداث والمعارك الدمويه ، واجزاء واسعه من الولايات والمدن والقري في انحاء البلاد المتفرقه، مترافقه بالقتل والأغتصاب والاعتداء والاستعباد الجنسي والنهب والسرقه التي لم تشهدها من قبل النراعات والحروب، وسط حاله من الرعب والصدمه في مواحهه الجرائم الخطيرة والانتهاكات، والتي تم ارتكابها بواسطه الدعم السريع، والفظائع والتصفيات والأعدامات الميدانيه خارج نطاق القضاء والقانون، من قبل الجنجويد ومليشيات الجيش وكتائبه الاسلاميه من الأرهابيين، والقتل علي الهويه والعرق والجهه ، والموت جراء التعذيب والجوع والعطش داخل الزنازين، والحملات الانتقاميه في غرب دار فور وفي شرق الجزيرة من قبل الدعم السريع والعنف الواسع النطاق والجرائم ضد الانسانيه والانتهاك للمواثيق والقوانين الدوليه والانسانيه، باستخدام الصواريخ والمسيرات والدانات والبراميل المتفجرة،كما قتل المئات من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، في سوق طرة ومعسكر زمزم والشوك بدارفور، والحصار والحرمان من الغذاء والدواء والخدمات، وخراب صحه البيئه وانتشار الأمراض والأوبئه الملاريا والكوليرا وحمي الضنك، مع تدهور القوة الشرائيه والانخفاض المريع للجنيه السوداني، والارتفاع المستمر للاسعار في ظل حاله البطاله والعطاله .
فقدان 5 ملايين وظيفه، والتدمير الاقتصادي للدوله من الانتاج الزراعي والصناعي والخدمي،ةوالبنيه التحتيه الحيويه في السودان ينسبه 60% من المصانع والمطارات والطرق والجسور والمستشفيات، والمؤسسات التعليميه ومؤسسات الدوله والمشاريع وفقدان السودان نحو 25% من رصيدة الراسمالي وتهريب مواردة من الذهب والثروة الحيوانيه والموارد الزراعيه، وقدرت تقارير خسائر الحرب بنحو 200 مليار دولار والأزمه الانسانيه الأسوأ والأكبر في العالم ، من حيث النزوح واللجوء، والذي يقدر عددهم بنحو 13 مليون داخليا والي دول الجوار،ونصف السكان تحت خط الفقروتشريد ثلث السكان وأكثر من 300 ألف شخص فقدوا حياتهم، والجوع يهدد ويحاصر 25 مليونا وثلاثه ارباع السودان بحاجه لمساعدات انسانيه، مع وجود 17 مليون تلميذ خارج المدارس في ظل توقف تام للتعليم وفقا للتقارير الأمميه والتابعه للهجرة الدوليه ،استمرار تطاول الحرب يضعف البلاد ويعقد الصراع ، والنزاعات من خلال تصاعد خطاب الكراهيه والعنصريه والبعد الجغرافي والأثني والقبلي والجهوي، وعودة بعض المجتمعات الي هذا البعد والحاضنه وتعدد مراكز هذه القوي، والذي يلقي بظلاله علي تماسك النسيج الاجتماعي وبنيه الدوله، ويشكل تحديا كبيرا علي وحدة السودان وامنه واستقرارة وسلامه أراضيه ، وامكانيه تغذيه وشحن التوترات والصراعات علي الموارد والثروات من الذهب والمياه والمراعي والزراعه ، مع انتشار وتدفق السلاح، وبالتالي الخروج علي مفاهيم وافكار السيادة الوطنيه، وبالتداخل والتشايك مع دول الجوار الأفليمي، بشكل مستقل ومنفرد وبالاستقواء بطرفي الصراع من الجيش والدعم السريع، دون التخلي عن اجنداتها ومصالحها الخاصه في هذة الحرب واستمرارها، وفي غياب رؤيه وأفق للحل السياسي في اطار المبادرات الأقليميه والدوليه وغياب الدوله المركزيه، تتسارع خطي التشظي والتشرزم والانقسام والتفكيك التدريجي لكيان الدوله السودانيه، وصعود تداعيات الدوله الفاشله وتعميق وترسيخ الانقسامات المجتمعيه، وتنامي النفوذ علي حساب السلطه المركزيه، وتعدد مراكز القوي والقرار السياسي وبروز تجربه الصومال في التسعينيات ، شاهدا حيا لهذا المشهد والسيناريو الأسوأ والمستقبل القاتم الذي يضع السودان علي مفترق الطرق، ولعبه في أيادي القوي الخارجيه والأجنبيه، وميثاق الدعم السريع والدستور الانتقالي والحكومه الموازيه، العنوان والبدايه للتحولات السياسيه والميدانيه لهذا المشهد،وكل طرف يسعي لجعل نفسه قوة شرعيه في غياب الارادة الشعبيه والاساس الدستوري والقانوني والسياسي المدني، المتابعات والتقارير تشير الي عوامل اقليميه ودوليه تدعو الي ايقاف الحرب والتوجه للسلام واتسويه السياسيه في السودان، خاصه بعد اضعاف ومحاصرة التفوذ الأيراني وأزرعه في لبنان وسوريا وغزة والضربات التي يتعرض لها الحوثيين في اليمن، واستمرارالحرب في السودان مع امتداد ساحله علي البحر الأحمر يمكن ان يشكل تهديدا للمصالح الأقليميه والدوليه، والأوضاع الأمنيه الهشه في تشاد وأفريقيا الوسطي وأثيوبيا، وحرب جنوب السودان ودخول القوات الأوغنديه علي الخط .
تدفع للتهدئه والاستقرار في السودان، للخوف من التبعات والمخاطر في حاله استمرار الحرب علي الأمن والسلم الدوليين، والوضع الأقليمي في المنطقه بسبب التنافس والتضارب والتصادم في المصالح، علي الموارد والثروات والنفوذ والموقع الجيوساسي للبحر الأحمر، بالاضافه الي حاله الانهاك والأرهاق الخلاق الذي تعرض له الجيش والدعم السريع، واستبعاد الحسم العسكري رغم مواصله الحرب وتمدد الصراع لأكثر من عامين، والدعم والتمويل بالمسيرات والطائرات من دون طيار والسلاح والعتاد والتجهيزات من قبل حلفاء الطرفين، في مواجهه صمود وجسارة وتضحيات شعبنا الذي رفض اعطاء اي شرعيه للطرفين الذين اشعلوا الحرب، وتمسك بثورته وأهدافها في التحول المدني الديمقراطي والسلام والحريه والعداله، أمريكا أكدت انخراطها مع الشركاء الأقليميين والدوليين للعمل لانهاء الحرب في السودان، مشددة علي دعم طموحات الشعب السوداني في سعيه للحكم المدني، المراقبون والتكهنات تشير الي تفاهمات اقليميه ودوليه لعودة طرفي الحرب الي طاوله المفاوضات وترتيبات للعودة لمنبرجدة، وجوله سعوديه في كل من السودان ودول الجوار، وزيارة البرهان للسعوديه في نهايه مارس تأتي في هذا الأطار، العودة واستئناف مفاوضات منبر أعلان جدة وفق توازنات تعيد وترسم الوضع الميداني والعسكري علي الأرض، ويعزز ذلك الانسحاب المنظم لقوات الدعم السريع من مواقعها في العاصمه ،والانسحاب من وولايات سنار والجزيرة واعادة التمركز والتموضع الحالي ، فيه انفاذ لمخرجات منبر جدة بالانسحاب من منازل المواطنيين والأعيان المدنيه والمرافق الخدميه ايفاء بشروط الجيش للعودة للمفاوضات، وأهم ملامح التسويه المقترحه حكومه مدنيه بالتزام أمريكي، تدير المرحله الانتقاليه، وتعمل علي اعادة الأعمار وما دمرته الحرب، وجيش مهني واحد من من قوات الجيش والدعم السريع والحركات المسلحه التابعه للجيش، وانتخابات عامه في نهايه المرحله الانتقاليه، فشل مؤتمر لندن في الخروج ببيان ختامي، لتشكيل مجموعه اتصال او آليه لمتابه وتسهيل محادثات وقف اطلاق النار في السودان أو اطلاق اي عمليه سياسيه جديدة، لغياب وهشاشه الارادة السياسيه الدوليه المشتركه والموحدة لأمريكا وأوربا، والآليات والأدوات في التعاطي والاجماع والتجاوب مع الشأن السوداني وبناء تماسك سياسي حول قضاياة، كما كشف ابعاد الانفسام الدولي والأقليمي حول طرفي الحرب، وتحفظات واعتراضات دول أقلبميه حول صيغه موحدة للبيان الختامي والمبادي الدبلوماسيه التي طرحت كمدخل لمجموعه اتصال مستقبليه حول السودان، والذي اعتبرة بعض المراقبين انتكاسه دبلوماسيه كبيرة وخيبه أمل لانهاء عامين من الحرب، بيتما توافقت المملكه المتحدة وفرتسا وألمانيا والأتحاد الأوربي والأتحاد الأفريقي، علي التوقيع علي بيان مشترك، يدعم الجهود الراميه للحل السلمي، ورفض التدخلات الخارجيه والأنشطه التي تؤدي اطاله أمد القتال وتصعيد التوترات، والتأكيد علي وحدة السودان وسلامه أراضيه، وهذا يعتبر التزاما بدعم السودان في مواجهه التحديات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقه .
أسفر المؤتمر عن توصيات بعودة الجيش وقوات الدعم السريع الي طاوله التفاوض، وغلب علي مخرجات المؤتمر الطابع الانساني والأغاثي وفتح المسارات الانسانيه، لوصول المساعدات وتقديم ما يقارب 800 مليون يورو للمتضررين من الحرب، وبالرغم من فشل مؤتمر لندن في احداث اختراق فوري، الا انه شكل تظاهرة دبلوماسيه وسياسيه واعلاميه وخطوة متقدمه وايجابيه في اعادة تسليط الضوء علي السودان، رغم انشغال العالم بأوكرانيا وغزة، جدد واتاح فرص الأمل علي مبادرات أكثر شموليه لعمليه سياسيه تستوعب المسار والدور المدني الشامل لمستقبل السودان، كما نؤكد دائما ان وقف لحرب والحل بالداخل وبأيدي السودانيين، وبالاعتماد علي ارادة وقدرات وامكانيات شعبنا، والتمسك بجذوة ثورته في التحول المدني اليمقراطي واسترداد الثورة ومخاطبه جذورالأزمه، كما ان العامل الخارجي يشكل عامل مساعد في العمل السياسي والدبلوماسي والأعلامي، علينا العمل مع الجماهير واستنهاض قدراتها وطاقاتها، وبناء جبهه عريضه واسعه، وتوحيد الصفوف وبناء كتله حرجه من القوي السياسيه والمدنيه الحيه ولجان المقاومه والمهنيين والنقابات والنازحين، للنضال والعمل السلمي المدني باشكال ووسائل وادوات متقدمه، لاستنهاط الحرك الجماهيري، لمواجهه ومقاومه طرفي الحرب وانتزاع حقوق شعبنا من اجل الحريه والسلام والعداله السلام.
shareefan@hotmail.com