بورتسودان: التحول
رحب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، بمبادرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتلقى البرهان اتصالاً هاتفياً أمس من نظيره أردوغان، أكد فيه حرص تركيا على وحدة السودان واستقراره، مجدداً دعم تركيا للشعب السوداني بكل الإمكانيات. وأبدى استعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في السودان.
ورحب البرهان بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها قوات الدعم السريع، داعياً إلى تعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات. وأكد ثقته في مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته.
وأشاد البرهان بمواقف تركيا الداعمة للسودان، مثمناً جهودها من أجل السلام والإستقرار في المنطقة والإقليم ومعالجتها للكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى نجاحها في معالجة الملف السوري.
ويتهم السودان دولة الإمارات بالتورط في إشعال الحرب في بلاده وتقدم مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، بشكوى رسمية ضدها، واتهمها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم «قوات الدعم السريع» بمساعدة من تشاد، طالباً إدانتها، بينما نفت الإمارات ذلك، وقالت إن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها.
من جهته أعرب الرئيس أردوغان عن استمرار المساعدات الإنسانية المقدمة من تركيا، مشيراً إلى استئناف عمل الخطوط التركية قريباً، مبديًا استعداد بلاده لبذل الجهود لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما شدد على أهمية التعاون في مجالات الزراعة والتعدين.
وبحسب بيان نشرته رئاسة الجمهورية التركية على حسابها الرسمي في موقع إكس، بحث الجانبان خلال الاتصال العلاقات الثنائية بين تركيا والسودان، والقضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي يوليو الماضي، أجرى رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، سبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها، وأكد حرص بلاده على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان.
ووفقا لبيان الرئاسة التركية، أشار الرئيس أردوغان، إلى أن تركيا أطلقت عملية أنقرة لحل النزاع بين الصومال وإثيوبيا، وأن الاتفاقية قدمت مساهمة كبيرة في إرساء السلام في المنطقة.
وأشار إلى أن تركيا يمكنها التدخل لحل الخلافات بين السودان والإمارات العربية المتحدة، وسلط الضوء على المبادئ الرئيسية لتركيا مثل ضمان السلام والاستقرار في السودان، وحماية وحدة وسلامة أراضيه وسيادته، ومنع انجراف البلاد لتصبح ساحة للتدخلات الأجنبية.
وقطعت تركيا، الأربعاء الماضي، خطوة كبيرة على طريق حل النزاع بين الصومال وإثيوبيا، بعد جولات من المباحثات بين الطرفين في إطار ما عرف بـ”عملية أنقرة”، يراها مراقبون ترسيخاً للحضور التركي القوي في منطقة القرن الأفريقي.
وأعلن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، في مؤتمر صحافي مع إردوغان مساء الأربعاء، أعقب 8 ساعات من المفاوضات الماراثونية سبقتها جولتان من المفاوضات في أنقرة في الأشهر الماضية، أنهما قررا بدء المفاوضات الفنية بحسن نية بحلول نهاية فبراير 2025 على أبعد تقدير، والتوصل إلى نتيجة منها والتوقيع على اتفاق في غضون 4 أشهر، بحسب ما ورد في “إعلان أنقرة”.
وقبل الطرفان العمل معاً على حل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي تسببت في زيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.
وقال إردوغان إن البلدين الجارين توصلا، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة، إلى اتفاق “تاريخي” ينهي التوترات بينهما.
وتصاعد التوتر بين إثيوبيا والصومال منذ أن وقعت أديس أبابا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال، في يناير الماضي، تشمل تأجير أرض على طول الخط الساحلي لأرض الصومال لإقامة قاعدة للقوات البحرية الإثيوبية، مقابل اعتراف إثيوبيا باستقلال أرض الصومال، وهي خطوة تصر الصومال على أنها تنتهك سيادتها وسلامة أراضيها.