بورتسودان: التحول
تعرّضت مدينة بورتسودان، شرقي السودان، اليوم الخميس، لهجمات جديدة بطائرات مسيّرة استهدفت للمرة الثانية هذا الأسبوع قاعدة “فلامينغو” البحرية شمال المدينة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، متهماً قوات الدعم السريع بالوقوف خلفها.
وأكّد المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، سماع دوي انفجارات في محيط القاعدة عقب الضربة، مشيراً إلى أنّ الهجمات تأتي في إطار تصعيد متكرر يستهدف مواقع استراتيجية في المدينة الساحلية، التي باتت مقرًّا مؤقتًا للحكومة السودانية، وموطناً لعشرات الآلاف من النازحين.
منذ مطلع الأسبوع، تعرّضت بورتسودان لقصف بمسيّرات طالت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطار المدني الوحيد العامل حالياً في السودان، ومحطة كهرباء، ومستودعات وقود، إلى جانب الميناء الرئيسي، ما أثار مخاوف من انقطاع تدفّق المساعدات الإنسانية إلى بلد يواجه مجاعة معلنة في عدة مناطق، ويعاني فيه أكثر من 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وفي تطور موازٍ، أفادت مصادر عسكرية بأن ثلاث مسيّرات استهدفت، أمس الأربعاء، مستودعات الوقود بولاية النيل الأبيض، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة.
وفي بيان صدر اليوم، أكّدت شبكة أطباء السودان إصابة 17 شخصًا في بورتسودان، بينهم 9 حالات اختناق نُقلت إلى المستشفيات، نتيجة لاستهداف مستودعات الوقود الاستراتيجية في المدينة خلال اليومين الماضيين.
وأدانت الشبكة استهداف البنية التحتية المدنية، محذّرة من “كارثة صحية وبيئية تلوح في الأفق”، وداعية السلطات الصحية إلى إعلان حالة الطوارئ.
الأمم المتحدة عبّرت عن “قلق عميق” إزاء التصعيد، وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن استهداف “نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات” يهدد بتفاقم الاحتياجات الإنسانية ويعقّد جهود الإغاثة بشكل بالغ.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حرج، إذ تعتبر بورتسودان آخر معقل آمن نسبيًا في البلاد، وتضم مقرات وكالات الإغاثة الدولية ومخازنها، إضافة إلى آلاف الفارين من النزاع المستعر في دارفور والعاصمة الخرطوم.